رسالة الى المجاهد يحيى السنوار القائد الذي جاء في موعده مع القدر ..

بقلم: نارام سرجون

السيد المجاهد أبو إبراهيم المحترم

لطالما ترددت في الكتابة اليك وأنا أعلم كم انت منشغل في ادارة هذه المرحلة التحررية الحتمية التي لابديل لها ولابد منها .. وخيرا انك أطلقت هذه المعركة العظيمة .. لأنها جاءت في موعدها مع القدر كما أن وصولك الى هذه اللحظة كان في موعده مع القدر ..

سأبدأ رسالتي بشكر عظيم لك لأنك هدمت عصر السلام وعصر الاستسلام وعصر الثورة والتزوير .. ولأنك بحركتك هدمت الربيع العربي وكل من جاء على أجنحته السوداء .. وكشفت كل ما فيه من كذب ونفاق .. وكشفت المنافقين والضالين والمضلين .. وكشفت كم ان صلواتنا كمسلمين لا لزوم لها لأنها لا ثواب فيها .. وهي لا تضرنا ولا تنفعنا في السماء .. ولأن السماء أوصدت أبوابها في وجه صلوات هذه الامة التي ضيعت دينها ونبيها ومقدساتها وهي التي جعلت كتابها وقرآنها عرضة لكل سخرية واهانة .. فمن تهون عليه دماء شعبه عليه ان يتوقع ان يهان في دينه وعقيدته وكتابه .. وأن يحتقره الله والبشر وأن يمارسوا عنصريتهم وساديتهم .. وعليه ان يتوقع ان من تهون عليه دماء أهله واخوانه فانه لا يستحق الا ان يعيش بين الخنازير او يدخل فيها كما تدخل فيها الشياطين ..

شكرا لك لأنك جعلت كل المسلمين يباهون بدينهم يوم السابع من أكتوبر .. وشكرا لك لأنك في نفس الوقت جعلتهم يخجلون من انفسهم ومن حروبهم العبثية ويخجلون من رجولتهم وشنباتهم ويحسون انهم بلا فحولة وان الله قد استغنى عن صلواتهم .. وصاروا يدركون في قرارة نفوسهم انه ليس لهم من صلاتهم وصيامهم وجهادهم وحجهم وزكاتهم شروى نقير .. وأن الله لن يشتري منهم هذه البضاعة التافهة والصلوات التافهة والجهاد في افغانستان وسورية والعراق وليبيا .. ولن يجزيهم بها لأنها لا نفع منها وهي كالأصنام لا تضر ولا تنفع .. ليس لها مكان في الارض ولا في السماء ..

ورغم اننا امضينا عقدا كاملا شرحنا فيه للامة كثيرا من مساوئها وشرحنا لها ان الاسلام الاميركي الذي يحقن في عروقها بمحاقن الوعاظ والدعاة في فضائيات النفط هو اسلام مهرمن بالخنوثة والجنس .. وهو ملوث بأرواح الخنازير .. و رغم اننا أثخنا في الكلام وشهرنا سيوفنا وأقلامنا فانه لم يقم أحد منا بفعل يساوي هذا الفعل العظيم الذي قمت به ورفاقك في غزة .. وكشف عيوب هذا الجيل الرديء من العرب والمسلمين الذين يرضعون دينهم من أثداء اميريكا وولاتها ووعاظها .. فالمسلمون قاتلوا منذ قرن كامل بدمهم في كل حروب اميريكا واوروبة منذ الحرب العالمية الاولى وهم قرابين الحروب الاوروبية .. فالمسلمون الذين خلط الحشيش في دينهم قتلوا بعضهم وقتلوا اخوتهم وقتلوا اهلهم وقتلوا اوطانهم وقتلوا استقلالهم .. ولايزالون يقاتلون في حروب اميريكا بلا حساب .. وأنت ترى اليوم كم هم مستلبون .. وكم هم مثيرون للشفقة وكم هم مستعبدون .. وكم ثمنهم بخس .. وكيف هم بلهاء .. فملايين المقاتلين والمجاهدين والرايات يحملون من السلاح ما يكفي لاعادة ذكريات الفتوحات .. ولكنهم مشلولون بشكل عجيب .. ولا يملكون حرية اطلاق رصاصة نحو اسرائيل .. ولا يملكون ارادة للجهاد في فلسطين .. وترى أن كل وعاظهم ذابت حناجرهم وذابت ألسنتهم في أفواههم .. وذابت أسنانهم التي كانت تنهش لحوم المسلمين ومذاهب المسلمين .. وصاروا كالاغنام والانعام .. وأنت ترى ان خليفتهم في استانبول الذي قال ان المآذن رماحنا وان قباب المساجد خوذنا لم يجرؤ على ان يرفع سبابته في وجه اميريكا من أجل كل هذا البحر من الدم في غزة واكتفي بالخطابات والمهرجانات الفارغة وهو في يده أقوى دول الاسلام ..

وهذه الحرب يا ابا ابراهيم كشفت هذه الامة العربية الهزيلة التي خذلتك .. كما خذلت كثيرين غيرك .. وهذه الحرب كشفت الاسلام الذي صنع لنا في اميريكا .. والمسلمين المعلبين في علب السردين .. والذين صاروا يشبهون قطعان السردين في المساجد وهم يصلون كالاسماك الخائفة .. لاحول لهم ولا قوة .. وكشفت هذه الحرب ان الاسلام مخطوف ومسروق وجريح .. وله عيون زرقاء كعيون الذئاب .. وانه اسلام تهوّد وروضته السياسة والمال .. ولم يبق من الاسلام الا القليل الذي نهضت مع اخوانك في محور المقاومة تبقونه حيا .. وهذا لعمري رسالة من رسالات السماء أن تختار من الأمة أفضل ما فيها ليحملوها …

يا سنوار .. دعني أنبئك أنه يبدو ان زمن الاستعمار قد عاد بعد ان غاب غيبة قصيرة عندما أتعبته الحربان العالميتان .. ويبدو أن شعوبنا العربية استعذبت العبودية من جديد وعادت كما تعود القطعان الى حظائرها .. والاستعمار عاد لأننا لم نحافظ على ثروة الاستقلال الوطني العظيمة وفقدنا اعظم فرصة للنهضة عندما تآمرنا على عواصم الشرق دمشق والقاهرة وبغداد .. وسلمنا الشرق لرعاة الابل وسلالات القراصنة .. والجاهلية .. وضيعنا اوطاننا بحسابات الواقعية ونظريات تجريب التفاوض والصلح والسلام .. لم يبق في وطننا جزء حر الا ذلك الذي حررناه بالدم .. غزة وجنوب لبنان وما بقي من سورية الأبية الذي لم يسقطه ربيع العرب .. وبعض اليمن .. وبعض العراق .. واما باقي العرب فقد عادوا الى زمن الاستعمار .. ولم يبق فيهم حر واحد .. مصر سقطت كلها وعاد اليها المندوب السامي الذي يحرك الخديوي .. فيما كل جزيرة العرب وقبر النبي وكعبتنا .. وكل شيء لم يعد ملكنا بل شعوبنا هناك نواطير الشركات الكبرى ونواطير وخدم محطات النفط .. وهناك في جزيرة نبينا بيت مال اميريكا واسرائيل .. بل وصارت محلات الماكدونالد تفكر ان تستأجر الكعبة لتحولها الى فرع لماكدونالدز .. فكيف لا وشعب الماكدونالد يرى ان شعب غزة يحرق علنا فيما شعوب الكعبة منشغلة بعقدها الجنسية ..

يا سنوار .. هل هناك من كلمة أشكرك بها لتعطيك حقك وأنت تهدم مئة سنة من الخديعة التي يسمونها الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان؟؟؟ هل رأيت كيف سقط الانسان كله … وسقطت مئة سنة من الكتب المنافقة والتضليل في اوروبة .. لن تتخيل كم مات من فلاسفة الحرية ونظريات الانسان الحر بسبب ما فعلت انت من غزة .. فقد ظننا انك خرقت جدران الحصار وأسوار غزة ولكن ما فعلته هو انك خرقت الكتب التي كتبت عن حقوق الانسان .. وكنست كل انتاج الحضارة الغربية والامم المتحدة ووضعتها في سلة المهملات .. وعرفنا ان لا شيء في هذا العالم الا منطق القوة .. وأن حقك لا تحفظه القوانين والكتب والنظريات بل السلاح .. والسلاح فقط هو أهم كتاب يحمي الحقوق .. وصدق من قال: السيف أصدق انباء من الكتب .. لانه أيضا أصدق حقوقا من الكتب .. وأنبل منها .. لان من شاهد القتل السادي للاطفال بقرار للامم المتحضرة سيعرف انها أمم بدائية وهمجية .. وأنك أنت الذي كنت متحضرا وراقيا .. وأنك أنت من كان انسانا .. وأنك أخفتهم برقيك وتحضرك .. والانسان المتوحش يخشى جدا من اي انسان متحضر يفهم في الاخلاق والانسان والحرية وحق الحياة .. وسأقولها علنا غير هيّاب ولا وجل: بسببكم يا أهل غزة عرفنا من هم الحيوانات البشرية .. انهم في الغرب حكومات ونخب من حيوانات بشرية ..

وأصدقك القول يا أبا ابراهيم ان معركة غزة كشفت لنا ان معركة التحرر يجب ان تخاض في غزة وفي الاردن ومصر والخليج وليبيا والمغرب .. وكل مكان .. لأنها كلها محاصرة ومحتلة مثل غزة .. وأن رصاص الثورات يجب ان يقتص من الخونة .. ومن كل من استهان بدم الابرياء .. لأن اسرائيل بقيت بسبب العرب .. وكنا في زمن مضى نلوم الحكام والملوك العرب .. لكن اليوم سألوم كل رجل عربي وكل امرأة عربية عادوا الى الجاهلية والذل والخنوع واللامبالاة .. من المحيط الى الخليج .. ونام واحدهم قرير العين وهو يرى الدم الذي وصل الى فراشه ووسادته ..

أعرف انك تحس بالخذلان من هذه الامة التي رغم انها أنجبت أبطالا مثلك ومثل أبطال لبنان واليمن وسورية والعراق .. ولكنها أنجبت جيشا من التافهين المنومين مغناطيسيا .. رواد المقاهي .. ونافخي النرجيلة التي يردّون بدخانها على نافثات الفوسفور الابيض في غزة وقنابل الألفي رطل .. ولعمري فان ما بدأته في الطوفان يجب ان يكون طوفانا نوحيا يجرف هذا الجيل العربي والمسلم .. وأنا كلي ثقة ان الشرق قد نهض الأن من غزة ..

وثق تماما أيها البطل .. انك بدأت عصرا جديدا .. وانك هززت المعبد .. وانك هززت النظريات .. وانك هززت هذا الشرق الذي كان مخدرا بالمورفين ونظريات الواقعية ونظريات الحروب المذهبية .. وأنك قتلت نظريات اوروبية كان عمرها مئات السنين .. وقتلت ديانات بكاملها مثل الديانة الديمقراطية وديانة حقوق الانسان الكاذبة .. وهل قتل النظريات والبدهيات والديانات بأمر سهل يا ابا ابراهيم ؟؟!!
نحن ننتظرك ان تعلن من غزة بداية عصر جديد .. ونظرية جديدة .. اسمها النظرية الغزاوية .. أم النظريات .. وهي التي ستطهر هذا الشرق العظيم .. من ثقافة التفاهة وثقافة الاستسلام .. ومن كل بهلوانيات الخلفاء المنافقين .. والنظريات القاتلة للعملاء ..

ان النظرية الغزاوية ستصبح مثل عصا موسى .. تبلع كل أفاعي النظريات الخطرة .. نظريات السحرة .. سحرة السلام والتطبيع والخنوع …

تقبل محبتنا واحترامنا .. وها هي يدنا تشد على يدك .. وعاشت فلسطين حرة وأبية .. من النهر الى البحر .. من النهر الى البحر .. من النهر الى البحر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى