الكيان الصهيوني نظام عنصري نازي قمعي، ولكنه غير قابل للدوام

بقلم: خليل البخاري*

منذ تأسيسه، مر الكيان الصهيوني النازي في فلسطين بتطورات سياسية واجتماعية معقدة في فتراتها المختلفة تضمنت مزيجا من الايديولوجيات الصهيونية المختلفة والتي تراوحت بين اليسار العلماني واليمين الديني القومي.. لكن العقود الأخيرة، شهدت تحولات مهمة في مشهدها السياسي ابرزها صعود اليمين المتطرف وتآكل أي قيم ديمقراطية مزعومة كانت تسوق عادة على أنها من الهوية الوطنية .

لقد قام المشروع الإستيطاني في فلسطين على أساس الصهيونية، وهي إيديولوجية قومية يهودية سعت إلى إقامة دولة يهودية أستعمارية في فلسطين التاريخية. وقد آنطوت هذه الايديولوجية في بداياتها على عناصر علمانية ليبرالية، لكن الصهيونية تخلصت مع مرور الوقت من اية عناصر من هذا القبيل واندفعت نحو شكل اكثر تطرفا من القومية الدينية الإقصائية، وبات اليمين المتطرف الذي يحكم الآن في فلسطين المحتلة عبر تبنى مواقف اكثر وحشية تجاه الفلسطينيين أصحاب الأرض، ورفض أية حلول سلمية تتضمن تنازلات اقليمية وسياسية حتى مع ضآلة هذه التنازلات مقارنة بالتنازلات الفلسطينية. ولا شك إن توجهات اليمين تسير منذ مدة نحو الفاشية .

لقد احتل الاراضي الفلسطينية وضم أجزاء مهمة من الضفة الغربية وخرق القانون الدولي بدعم من اتفاقيات أوسلو ودعم مستمر من الولايات المتحدة الأمريكية. كما استخدم القوة والابادة الجماعية وخرب كل المرافق الحيوية التي كان آخرها المؤسسات التعليمية . كما اعتمد سياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعي والاعتقالات والاغتيالات.

إن ما تقوم به دولة الإحتلال الصهيوني الفاشي قد أدى بها إلى عزلة متزايدة وما صحبها من تزايد الضغوط الدولية والمنظمات الحقوقية، كما أظهر بوضوح جوهر الكيان الصهيوني كنظام عنصري نازي قمعي وغير ديمقراطي ..كل هذا ستكون له تبعات خطيرة غلى منطقة الشرق الاوسط بل على العالم كله.

إن ما تقوم به دولة الإحتلال الصهيوني في قطاع غزة من مجازر وحشية في صفوف النساء و الأطفال ما هو إلا تعبير عن الأزمة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي، والتي سوف تؤدي حتما إلى آنهيار المشروع الصهيوني حيث لن يقوى اي ذكاء في العالم على منعه.

وصفوة القول، ان إسرائيل ما هي إلا قاعدة عسكرية أوربية أمريكية وضع استراتيجيتها كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين والحاليين وحتى القادمين.. فإسرائيل تستخدم كل الادوات والطرق غير المشروعة لتحقيق أهدافها الاستيطانية التوسعية . وتمارس الكذب والإفتراء والدعاية المضادة لممارسة الإبادة والقتل العمد للمدنيين، وتبرير التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية.. ولكن هيهات ان يتأتى لها ذلك ما دام الفلسطينيون الشجعان يرفعون في وجهها بنادقهم.

*أستاذ مادة التاريخ/ المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى