وفقاً لتصريحات وزير الدفاع التركي.. أنقرة تفرمل «آليات المصالحة» مع دمشق، وتضع ملف لقاء الأسد وأردوغان على الرف
بيروت – الأخبار
بعد «هدوء وترقُّب» استمرّا نحو شهر، خرج وزير الدفاع التركي، ياشار غولر، بتصريحات تعيد جهود التقارب بين أنقرة ودمشق، إلى المربع صفر. وبالعودة قليلاً إلى الوراء، فإن نقطة البداية في هذا المسار، كانت بإبداء الرئيس السوري، بشار الأسد، انفتاحه على مسألة المصالحة بين البلدين، وهو ما لاقاه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بتصريح أكد فيه أنه ما من سبب يحول دون عودة العلاقات الديبلوماسية بينهما. وفيما أمل المراقبون خيراً ممّا يجري، فقد أضفى إردوغان مسحة تفاؤل إضافية، حينما قال، في السابع من تموز الماضي، إنه يمكن أن يدعو نظيرَيه السوري، والروسي فلاديمير بوتين، إلى لقاء يجمعهم في تركيا أو في أيّ بلد آخر.
وسط تلك التطوّرات، بدا أن هناك سيناريوات مغالية في تفاؤلها، بيد أن البيان اللاحق لوزارة الخارجية السورية عاد ليشدّد على شرط الانسحاب التركي من سوريا، كممرّ لا بد منه لنجاح المصالحة. وسرت اعتقادات، في حينه، بأن ما قد يجري التوافق عليه، هو صيغة تتضمّن تنازلاً تقبل بموجبه دمشق أن يكون التعهّد شفهيّاً لا كتابيّاً، وأن يكون الانسحاب على مراحل، على أن تضمنه روسيا. لكن أي إشارة في هذا الإطار، لم تصدر عن أنقرة، وهو ما ألقى بظلال سميكة من الشكّ حول النوايا التركية. مع ذلك، نُظر إلى الصمت التركي على أنه «مراوغة»، إذ إن الرئيس التركي ووزير خارجيته، حاقان فيدان، كانا يتحدثان بإيجابية عن المصالحة، مع أنهما لم يشيرا بأيّ كلمة إلى موضوع الانسحاب.
وفي الـ15 من تموز الماضي، قال الأسد، بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية السورية، إن الرئيسَين ليسا بحاجة إلى لقاء «تبويس لحى»، واصفاً مواقف إردوغان ومراوغاته بـ«البهلوانية». ومن بعدها، اكتفى الرئيس التركي بالقول إنه طلب من وزير خارجيته التواصل مع نظيره السوري لبحث الأمور.
منذ ذلك الوقت، دخل حديث المصالحة في صمت عميق، إلى أن خرج وزير الدفاع التركي، أول من أمس، بمواقف، نعى فيها أيّ لقاء قريب على مستوى الرؤساء، بقوله إنه في حال «توافرت الشروط»، فإنه يمكن عقد لقاءات على «مستوى وزاري» بين البلدين. وبالنسبة إلى اشتراط دمشق انسحاب تركيا من سوريا، قال غولر إن ذلك ممكن بعد أن تتحقَّق الخطوات الآتية:
1- الاتفاق على دستور جديد بين السوريين.
2- إجراء انتخابات حرة.
3- ترتيبات أمنية لضمان أمن الحدود.
غولر: «أولويتنا هي الإيفاء بالتزاماتنا مع منظمة حلف شمال الأطلسي وتقوية تعاوننا مع حلفائنا فيه»
على أنه لم يتضح إلى الآن، مدى تأثير هذه التصريحات على مسار المصالحة بين تركيا وسوريا، ولكنها، على أيّ حال، تضع المزيد من العراقيل أمامها. وفي هذا الجانب، قالت صحيفة «قرار» المعارضة، إن تصريحات غولر تعني أن لقاء إردوغان – الأسد قد «وُضع على الرف»، وإن مستوى اللقاءات قد انخفض إلى المستوى الوزاري، فيما تشير تعليقات كتاب المعارضة ومسؤوليها إلى اعتقادهم بأن تركيا تأخذ في الحسبان «ألّا تُغضب الأميركيين في أيّ خطوة من شأنها أن تمسّ بالمصالح الغربية»، وخصوصاً ما يتّصل منها بالوضع في شرق الفرات.
ويلفت المعارضة هنا الى تصريحات وزير الدفاع التركي، حين قال عندما سُئل عن احتمال انضمام بلاده إلى «منظمة شانغهاي للتعاون»، إن «تركيا تريد تطوير التعاون مع المنظمة، ولكن هذا لا يلغي أن أولويتنا هي الإيفاء بالتزاماتنا مع منظمة حلف شمال الأطلسي وتقوية تعاوننا مع حلفائنا فيه». وأضاف: «نقطة ارتكازنا، هي ضمان أن يكون الأطلسي جاهزاً وذا عزيمة وقوياً»، آملاً في أن يمضي الاتفاق مع الولايات المتحدة للتزوّد بطائرات «بلوك 70 إف-16» إلى خواتيمه السعيدة، من دون عراقيل.