أمريكا طلبت من تركيا إقناعها بتهدئة التوترات.. إيران ترفض دعوات فرنسا وألمانيا وبريطانيا لضبط النفس “وتعتبرها وقاحة”
دبي (رويترز) – قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء إن الدعوات التي وجهتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أو المجموعة المعروفة بالترويكا الأوروبية، لطهران بضبط النفس فيما يتعلق بالرد على إسرائيل “تفتقر للمنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي”.
ودعت الدول الأوروبية الثلاث في بيان الاثنين إيران وحلفاءها إلى عدم مهاجمة إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران الشهر الماضي.
واتهمت طهران وحليفتاها، حماس وجماعة حزب الله اللبنانية، إسرائيل باغتيال هنية، ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها عن العملية.
وأردف كنعاني قائلا “بدون أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني، تطلب الدول الثلاث بكل وقاحة في البيان من إيران عدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها”.
وأكد كنعاني عزم إيران على ردع إسرائيل، ودعا الدول الثلاث إلى “الوقوف بحسم ضد الحرب على غزة وضد تحريض إسرائيل على الحرب”.
أمريكا تطلب من تركيا إقناع إيران بتهدئة التوترات
وفي إسطنبول، قال جيف فليك السفير الأمريكي لدى تركيا إن الولايات المتحدة تطلب من أنقرة وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط.
وأدلى السفير بهذه التعليقات في الوقت الذي تتأهب فيه المنطقة لهجمات محتملة من إيران وحلفائها بعد مقتل قائدين كبيرين في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.
واغتيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران يوم 31 يوليو تموز لتتوعد إيران بالثأر من إسرائيل التي تشن حربا على غزة. واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال إلا أن الأخيرة لم تعلن مسؤوليتها عن العملية.
وقال فليك في لقاء مع الصحفيين في إسطنبول مع انتهاء فترة خدمته في تركيا “نطلب من جميع حلفائنا الذين لديهم علاقات مع إيران أن يضغطوا عليهم لخفض التصعيد، وهذا يشمل تركيا”.
وأضاف متحدثا عن الممثلين الأتراك لدى واشنطن “إنهم يفعلون ما في وسعهم للتأكد من عدم تصعيد الأمور”.
وتابع قائلا “يبدون أكثر ثقة منا بأن الأمور لن تتصاعد”.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في السنوات الماضية بسبب التحالف الأمريكي مع الأكراد السوريين الذين تصنفهم تركيا إرهابيين وبسبب شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس-400، مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليها واستبعادها من برنامج طائرات إف-35.
ومع ذلك، قال فليك إنه يعتقد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا أصبحت الآن “في مكان أفضل مما كانت عليه منذ فترة”.
وأشار إلى “الدور المفيد” الذي لعبته تركيا في أكبر عملية تبادل للسجناء بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة في أنقرة في بداية الشهر الجاري.
وقال “لم يشاركوا في الجانب التفاوضي، ولكن في الجانب اللوجستي لعبوا دورا مهما”.
وفي مقابلة مع رويترز في يونيو حزيران، قال فليك إن مكانة تركيا لا تزال راسخة في الغرب وإن شراكتها مع الولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى.
لكن فليك قال يوم الاثنين إن الوضع في غزة “صعب للغاية” وإن لهجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المناهضة لإسرائيل جعلت من الصعب على تركيا أن تؤدي دور وساطة.
وقال إن الخلاف بين أنقرة وواشنطن بشأن غزة تقلص بعد أن بدأت الولايات المتحدة “تدعو بنشاط” إلى وقف إطلاق النار، لكن الخلافات تظل قائمة.
وفي سياق منفصل، قال فليك إن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق إزاء إرسال معدات عسكرية إلى روسيا من تركيا، داعيا أنقرة إلى تكثيف التعاون لمنع الصادرات.
وأضاف “هذا الأمر يظل مصدر قلق بالنسبة لنا، ونثيره بشكل متكرر ومتواصل. وعندما نتحدث إلى الجهات التي نتواصل معها هنا، نؤكد على أن هدفنا هو ضمان حرمان روسيا من القدرة على شن الحرب”.
وأردف “ما زلنا نرى مواد مهمة تمر عبر تركيا. لذا فإننا نبحث عن تعاون أفضل بخصوص ذلك وفي كثير من النواحي نحقق هذا. أعلم أن روسيا تشكو، وتلك علامة جيدة”.