البندقية هي الطريق الأمثل لتحرير الأرض وحماية الامة من خطر الصهيونية العالمية
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
يقول المناضل العربي الفلسطيني غسان كنفاني :- “خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق ، فإما عظماء فوق الأرض أو عظاما في جوفها “ ونحن نقول البندقية هي الحل الأمثل لتحرير الأوطان وحماية الامة العربية من شرور الصهيونية العالمية ومشاريعها الشريرة.
فالحركة الصهيونية تقوم على ثلاثة دعائم – القوة والجغرافيا والديمغرافيا – وتفسير ذلك انها حركة استعمارية استيطانية فاشية تتحالف مع الغرب المستعمر حتى تحقق أهدافها في احتلال كامل فلسطين التاريخية من البحر الى النهر – كمرحلة أولى، وتستكمل مشروعها الاستراتيجي الاستعماري الاحتلالي الثاني من النيل الى الفرات.. اما مشروعها الثالث فسيكون بُعدا اقتصاديا ثقافيا من المحيط الى الخليج ، وهذه المشاريع يدعمها الغرب ويسند ظهرها كونها يد وذراع يحقق فيه الغرب المستعمر أهدافه ومصالحه التي تتقاطع مع المشروع الصهيوني في التخطيط والتنفيذ ضد قيام أي نواة لوحدة عربية او دولة قطرية قوية في المنطقة.
فالحركة الصهيونية تقوم بقضم الأرض تدريجيا وبالقوة المسلحة، بعدها تبدأ ببناء المستوطنات وفتح باب هجرة الصهاينة اليها من شتى بقاع الأرض، وبهذه الطريقة تبدأ عملية الاحلال السكاني من خلال زيادة عدد المستوطنات البشرية، وهذه المستوطنات هي مليشيات مسلحة وقرى استيطانية توسعية، ومن هنا يكمن الخطر الرئيسي الذي يهددنا كدول عربية في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الامة.. هو الخطر التوسعي الصهيوني، وعلينا ان نقر بهذا التحدي الاستراتيجي ونواجه هذا التحدي الصهيوني بفهم عميق الى الأهداف الانية والاستراتيجية والمستقبلية التي تحيكها الصهيونية العالمية والغرب الاستعماري الامبريالي بيد واحدة متوضئة وقلب سليم وايمان راسخ لا يتبدل او يتزحزح من قبلنا جميعا.
هذا الكيان الصهيوني ليس من أهدافه القريبة او البعيد تحقيق السلام في المنطقة، انما السلام في مفهومه مجرد هدن مؤقته لاخذ شهيق وزفير والامداد بالاوكسجين واكسير الحياة، والعودة بعد ذلك اكثر قوة لقضم مزيد من الأراضي والتوسع في العلن والسر ، وم هنا فان من واجبنا الوطني والقومي ان نؤذن في الناس ونوعي الامة بهذه المخاطر الحالية والمستقبلية القادمة والتي لن ينجو قطر من شرورها، وان من يتخلف عن التوعية وتأدية واجبه الوطني والقومي والاسلامي لا ينتمي الى هذه الامة وهذا الوطن الكبير بحجمه وقدراته وطاقاته النضالية الكامنة، فالمتخلفون عن الركب والمطبعون من بني جلدتنا هم زمرة متعفنة تسيء الى نفسها اولا قبل ان تسي الى الامة والوطن العربي الكبير ، يمجها المجتمع العربي ويطرحها جانبا على قارعة الطريق ويمضي الشعب العربي المتنور بالمسيرة صاحب الرسالة الخالدة – مسيرة النضال والتحرير وازالة اثار الاحتلال من جذوره ..
اننا امام خيارين لا ثالث لهما، فاما ان نكون على هذه الارض او لا نكون فنحن اصحاب حق، ومن حقنا ان ندافع عن انفسنا وارضنا المحتلة واستقلالنا بمختلف الوسائل من خلال رؤية واضحة المعالم لطبيعة النضال وابعاده حاضرا ومستقبلا، ذلك لان صراعنا مع الصهيونية العالمية بالدرجة الاولى صراع عقائدي استعماري احتلالي.. فأسرائيل – الدولة اللقيطة – عندما بدأت تحيك لها ثوبا استيطانيا في فلسطين العربية كانت تتشدق بان فلسطين هي “ارض ميعادها”، وبدأت ترفع هذا الشعار على كافة المنابر الدولية حتى تتمكن من شراء عطف المجموعة الدولية بأبخس الاثمان، روسيا قبل امريكا، ونجحت الى حد كبير في مخططها الاستعماري، وذلك يعود الى غياب الوعي الشعبي والجماهيري بمجريات الامور العامة والشأن الدولي العام وما يخطط له اعداء الامة العربية، علاوة عن غياب رسالة الاعلام الجماهيري التوعوي للشعوب بقضايا الامة.. فأعلامنا في تلك الفترة كان مشغولا، كما هو الان، وموجها للتطاحن بين القيادات السياسية لهذا الطرف او ذاك، تاركا دوره الاساسي في تثقيف الامة وتوحيد كلمتها والترفع عن الصغائر امام الخطر الصهيوني واطماعه التوسعية و الذي يهدد الانسان والاوطان.
لقد استيقظ المواطن العربي واسرائيل تصدمه باحتلال القدس وتطل عليه من مرتفعات الجولان، واصيب المواطن بخيبة الامل وبحيرة من امره.. هل يصدق الاعلام ام يصدق الحقيقة المرة التي يراها ماثلة امام ناظريه؟ .. نعم هذه هي الحقيقة المرة التي لازلنا نتجرع علقمها حتى الان . تفككا وتفرقا وتشرذما وغزة امامنا تُذبح من الوريد الى الوريد دون تحريك ساكن عملي يلجم العدو الصهيوني ويوقف العدوان على شعب غزة وفلسطين الأعزل من السلاح . .
لقد نبه أصحاب الضمائر الوطنية الحية ومن خلال منابرهم المكبوته الى خطورة هذه الجرثومة السرطانية في المنطقة العربية، وان هذا السرطان سوف يتسلسل ويتمدد عبر الجسم العربي الى العمق اذا لم يجد الدواء الشافي له – وهو البتر – ولكن انى يكون ذلك ؟! لقد ضُيق على الحركات الوطنية في الوطن العربي جزاء لها لان قادة الامة العربية يزعجهم مجرد التفكير في النفير العام (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ) فهذه اسرائيل بثوبها الاستعماري الاحتلالي الجديد تصول وتجول في فلسطين وساحات الاقصى وغزة وترتكب المجازر اليومية وتهدم المدارس ودور العبادة والمستشفيات فوق رؤوس المرضى دون رادع خلقي او قيمي او انساني، وتقيم كيانا استيطانيا في كل شبر من فلسطين العربية ولا احد يحرك ساكنا، فزعماؤنا ممن جثموا على صدورنا بالقوة وقوة المستعمر مازالوا يذرفون الدموع غزيرة امام هيئة اللمم، وشعبنا العربي الفلسطيني يترك في العراء لوحده امام الالة الصهيونية يذبح ويجرح ويعتقل – منافحا عن الامة العربية بصدور عارية الا من الايمان الصادق بعدالة قضيته وحقه في الاستقلال والحياة الكريمة …
ان خطورة الهجمة الصهيونية تكمن في عقيدة ارض الميعاد التي يهاجرون من اجلها، وهذه العقيدة الفاشية والعنصرية لا يمكن قهرها ويلجمها الا بعقيدة اقوى منها وهي عقيدتنا الإسلامية وايماننا بعروبتنا ووحدتنا، فجزء من قوة العدو يتمثل في فرقتنا والاعتماد على ضرب الوحدة والتآمر عليها في السر والعلن، وكذلك الدعم الا محدود من أمريكا ودول الغرب المتصهين ..
فلسطين ارضنا وفيها ميراث النبوة وهي ميراث رسولنا العربي الامين محمد خاتم الانبياء والمرسلين، وتحريرها لن يم الا بالبندقية ونبذ كل الشعارات الاخرى وبهذا يتحقق النصر،” فما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة”.. وبشر المجاهدين في غزة و المرابطين في ساحات الاقصى بان النصر ات ولو بعد حين، وان فلسطين التي نطالب بها تبدأ حدودها – من النهر الى البحر – ولتسقط كل مشاريع التآمر والتسوية على فلسطين التاريخية والامة العربية الماجدة من كامب ديفد مرورا بأوسلو الى وادي عربه – اتفاقيات الذل والعار والخنوع.
سنبقى نؤذن في الناس ونذكر بأن البندقية وجذوة المقاومة المستمرة هي الحل الأمثل و القادرة وحدها على قول الكلمة الفصل في التحرير وتقرير المصير وطرد الغزاة من ديارنا العربية وافشال مشاريع الصهيونية العالمية في التمدد داخل الجسم العربي المقدس بلا رجعه.. فهناك تناغم دائم بين نبض الشارع العربي وبين بندقية المقاومه، وهذا من بشائر النصر والتحرير بعون الله . .