الملك يترأس، اليوم الأربعاء، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لمناقشة التطورات الإقليمية الراهنة والتصعيد في المنطقة
عمان 7 آب (بترا)- ترأس جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، اجتماعا لمجلس الأمن القومي، تمت خلاله مناقشة التطورات الإقليمية الراهنة والتصعيد في المنطقة.
ويناط بالمجلس، الذي أنشئ وفقا لأحكام المادة 122 من الدستور، مهام تخص الشؤون العليا المتعلقة بالأمن والدفاع والسياسة الخارجية، ويتألف من رئيس الوزراء، ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية، وقائد الجيش، ومديري المخابرات والأمن العام، وعضوين يعينان بإرادة ملكية سامية.
وقد صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، عضوين في مجلس الأمن القومي لمدة سنتين اعتبارا من تاريخ 7/8/2024.
ومن جانيها نشرت جريدة القدس العربي بهذا الخصوص التقرير التالي..
لماذا قرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تفعيل مجلس الأمن القومي لأول مرة مباشرة بعد الزيارة التي قام بها إلى طهران وخلال أقل من 4 أيام وزير الخارجية أيمن الصفدي؟.
عمليا لا تتوفر إجابة مباشرة صريحة على هذا السؤال.
لكن الشارع الأردني راقب عصر الأربعاء الأنباء عن انعقاد أول اجتماع لمؤسسة دستورية رفيعة المستوى لم تعقد ولا اجتماع واحد سابقا وهي مجلس الأمن القومي الذي ترأس الملك شخصيا اجتماعه الأول بعد أقل من عامين بقليل على تعديل دستوري تضمن تفعيل المجلس في حالات الضرورة القصوى وطنيا أو الطوارئ.
ما شهدته عمان عصر الأربعاء مهم ومثير ومجلس الأمن القومي الذي ينعقد لأول مرة تماما بوجود كبار أركان الدولة العسكريين والأمنيين ووزراء السيادة خطوة استجابة أردنية عميقة فيما يبدو سياسيا لظرف طارئ وشيك أو محتمل ولم يشرح للرأي العام بعد.
بكل حال انعقاد هذا المجلس مؤشر على الاستعداد لأسوأ سيناريو إقليمي محتمل والأرجح أن الاجتماع ناقش التصعيد بين إيران وإسرائيل وكيفية تحصين الذات ومنع الجغرافيا الأردنية من التحول إلى ساحة صراع بين الإيرانيين والإسرائيليين.
ذلك لا يقع ضمن معطيات التكهن فالخبر الرسمي عن انعقاد الاجتماع الأمني الرفيع قال بوضوح انه عقد لمناقشة التطورات الإقليمية وسيناريوهات التصعيد وهذا يعني تماما بأن المجسات العميقة في الدولة الأردنية تستشعر مخاطر حقيقية تتطلب إجراءات احترازية استثنائية وتستعد لكل الاحتمالات.
المجلس القومي الأمني لم يجتمع ولا مرة واحدة سابقا منذ تم النص عليه دستوريا قبل نحو عامين والملك رتب أوراق الاجتماع الأول بملء شاغرين في عضوية المجلس عندما قرر تعيين أبرز مسؤولين في طاقمه عضوين في المجلس، حيث صدرت إرادة ملكية بتعيين رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي ومدير مكتب الملك جعفر حسان لأغراض حضور الاجتماع الأول.
انعقاد مجلس الأمن القومي في أول اجتماع له نبأ يفترض أن لا يربك الأردنيين بقدر ما يوحي بأن دولتهم تستعد لكل الاحتمالات.
لكن الاجتماع صعد إلى السطح الوطني بعد أيام قليلة من زيارة وصفت بأنها مهمة وقام بها وزير الخارجية الأردني إلى طهران وبعد يومين من اتصال هاتفي جمع العاهل الأردني مع الرئيس جو بايدن وهو اتصال تقول الأنباء من واشنطن إنه حصل فيما كان بايدن في غرفة العمليات التابعة أيضا لمجلس الأمن القومي الأمريكي.
وبكل حال انعقاد مجلس الأمن القومي الأردني نبأ جديد تماما يؤشر على تحديات محتملة في الطريق فيما الدبلوماسية الأردنية غرقت أكثر خلال الـ48 الساعة الماضية في نشاط غير مسبوق، تحت عنوان خفض التصعيد الإقليمي.