“إعلان بكين” وإنهاء الانقسام!!

بقلم: د. كاظم ناصر

التقى ممثلون عن حركتي فتح وحماس والفصائل والاحزاب الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين للتباحث في انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ وهذا هو الاجتماع الثاني بعد الاجتماع الأول الذي عقد في بكين في شهر ابريل الماضي، وبعد العديد من اجتماعات المصالحة وانهاء الانقسام الفاشلة التي عقدت في عدد من دول العالم خلال السبعة عشر عاما الماضية.
هذا الاجتماع الذي عقد في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ شهر أكتوبر الماضي، وفي ظل ما يجري في الضفة الغربية والقدس من اعتداءات وإجراءات عنصرية متواصلة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين في محاولة لتهويد فلسطين من البحر الى النهر، وشطب حقوق الشعب الفلسطيني وانهاء قضيته بدعم أمريكي أوروبي، وصمت وخنوع عربي غير مسبوق.
وعلى الرغم من أن ” إعلان بكين ” كرر إلى حد كبير ما أعلن عنه في اتفاقية الوفاق الوطني التي وقعت في القاهرة بتاريخ 4/5/2011، وإعلان الجزائر في 12/10/ 2022، وفي اجتماعات الفصائل في موسكو في شهر فبراير، وفي بكين في شهر إبريل من هذا العام إلا أنه تضمن موافقة الأطراف الفلسطينية جميعا على الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعلى إنهاء الانقسام، والعمل على تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة تتولى إدارة الأراضي وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، وإعمار قطاع غزة، وتمهد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت، وتعمل على توحيد الجهود الوطنية لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، وإفشال محاولات التهجير، والتصدي لاعتداءات قطعان المستوطنين في الضفة الغربية. فهل ستنفذ فتح وحماس والفصائل الأخرى ما اتفقت عليه في ” إعلان بكين ” أم سيكون مصير الإعلان الجديد كمصير الاتفاقات السابقة التي تعفنت في أدراج المكاتب؟
الشعب الفلسطيني الذي أرهقته الانقسامات والخلافات البينية الفصائلية والخذلان العربي والإسلامي يخوض حربا مصيرية مع دولة الاحتلال دفاعا عن وطنه وعن كرامة ومستقبل الأمة العربية بمشاركة ابطال المقاومة في حزب الله واليمن والعراق، يأمل أن تنفذ الفصائل الفلسطينية ما اتفقت عليه في بكين، خاصة ما يتعلق بإنهاء الانقسام ودعم المقاومة الفلسطينية لتشمل كل زاوية من زوايا الأرض المحتلة.
حرب غزة أثبتت أن المقاومة الشعبية الفلسطينية والعربية هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين؛ فالمقاومة صمدت عشرة أشهر وأدمت الصهاينة بإمكانياتها المحدودة وتضحياتها، وشقت صفوفهم وأرغمت ما يزيد عن نصف مليون منهم على الهجرة للدول التي جاؤوا منها، أو قبلتهم كمهاجرين جدد. الصهاينة لا جذور لهم في أرضنا، وسيهرب المزيد منهم نتيجة لضربات المقاومين الأبطال، ولن تتمكن الولايات المتحدة وأنظمة الخيانة والتطبيع العربية من حمايتهم وإقناع الشعوب العربية بقبولهم والتعامل معهم كجزء من عالمنا العربي الذين لا علاقة لهم به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى