البنتاغون يعترف باستحالة التصدي للحوثيين عسكرياً، وإسرائيل تعتبر قصفهم تل ابيب بمسيّرة “يافا” بمثابة 7 أكتوبر جديد
واشنطن – صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية تشارلز براون بأن الأزمة في البحر الأحمر لا يمكن حلها من خلال استخدام القوة العسكرية وحدها ضد حركة “أنصار الله” (الحوثيين) اليمنية.
وقال القائد الأمريكي متحدثا في المنتدى الأمني السنوي الذي ينظمه معهد “أسبن”: “سيتطلب الأمر أكثر من مجرد الضربات العسكرية لتغيير الحوثيين. وسيتطلب الأمر أكثر من مجرد جهود مشتركة بين الوكالات [الحكومية الأمريكية]. وسيتطلب الأمر المزيد من الجهد الدولي للضغط على الحوثيين لوقف ما يفعلونه”، ووفقا له، في هذه الحالة ستكون هناك حاجة إلى شيء “أكثر من مجرد حملة عسكرية”.
وفي الوقت نفسه، رفض براون فعليا الدعوة لضرب إيران أو سفن الاستطلاع التابعة لها في الخليج العربي، وأوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة أنه ينظر إلى الصورة الأوسع، ويأخذ في الاعتبار جميع العواقب المحتملة، بما في ذلك الدرجة الثانية والثالثة عندما يسمع مثل هذه التوصيات من بعض الدوائر في الولايات المتحدة.
وأضاف: “بمجرد القيام بذلك (اتخاذ هذا الإجراء أو ذاك)، ما هي العواقب من الدرجة الثانية التي تقع على عاتقي كمسؤول عن التفكير بشكل استراتيجي حول الإجراءات التي نتخذها، وحول توصياتنا، وما هي مخاطر المزيد من تصعيد الصراع؟ أو توسيعه”.
وأشار إلى أن إحدى المهام التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن هي “منع توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط”، وأكد القائد: “أعتقد أننا تصرفنا بشكل فعال بهذه الطريقة، وهو (بايدن) يريد منا أن نواصل القيام بذلك”.
وتابع في إشارة إلى مضمون مشاوراته مع الشركاء في الشرق الأوسط، أن عواقب تصرفات الحوثيين بدأت تظهر في هذه المنطقة على المستوى التجاري.
وقد تصاعد التوتر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ بدء جماعة “أنصار الله، في نوفمبر الماضي، شن هجمات على سفن تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ردا على الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة.
هجوم المسيرة اليمنية بمثابة 7 أكتوبر جديد
وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة عبرية -نقلا عن مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي– أن هجوم المسيّرة اليمنية “يافا” على تل أبيب يُعد بمثابة السابع من أكتوبر/تشرين الأول لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وحسب ما أوردته صحيفة “كالكاليست” نقلا عن المصدر ذاته، فإن نجاح الحوثيين بإطلاق مسيّرة مفخخة تقطع مسافة أكثر من ألفي كلم وتصل حتى وسط البلاد يعدّ فشلا مدويا لأنظمة الدفاع الجوي، وينذر بانتهاء عصر “السماء الصافية”، في إشارة إلى طبقات أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي إسرائيل.
وأضاف المصدر العسكري الذي وصفته الصحيفة “بالكبير” أن هذا التطور يضع حدا للتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي من خلال عجز وسائل الإنذار المبكر عن اكتشاف المسيّرة، كما أن هناك فجوة في المعلومات الاستخباراتية للتنبيه من الهجمات مسبقا.
كذلك أورد المصدر أن الهجوم يكشف أيضا عن فجوة في التنسيق مع القوات الأميركية في البحر الأحمر، التي كان يُفترض أن تُبلغ إسرائيل في حال رصد أي جسم مشبوه.
وقُتل فجر أمس الجمعة إسرائيلي وأصيب 10 آخرون بجروح طفيفة عقب انفجار مسيّرة مفخخة وقع في تمام الساعة الثالثة والربع فجرا عند تقاطع شارعي شالوم عليخم وبن يهودا في تل أبيب، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة.
وقد فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا لمعرفة سبب عدم اعتراض المسيّرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه تل أبيب، وقال مسؤول عسكري إن “الموضوع قيد التحقيق العميق”.
وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن الطائرة المسيرة “يافا” قطعت نحو ألفي كيلومتر، وسلكت مسارات جديدة لتضليل أنظمة الرصد التابعة للجيش الإسرائيلي.