مؤسّسة الفكر العربيّ تُصدر كتاب “الرأسماليّة والتقدُّم الاجتماعي” لأنطون براندر
أصدرت مؤسّسة الفكر العربيّ كتابها الجديد، “الرأسماليّة والتقدُّم الاجتماعيّ”، من تأليف الباحث والخبير الاقتصادي الفرنسي أنطون براندر، وترجمة الدكتور جان جبّور.
يُناقش الكتاب التحدّيات المعاصرة التي تواجه التقدّم الاجتماعيّ في ظلّ الرأسماليّة، مركّزاً على الفترة التي أعقبت الحرب العالميّة الثانية وصولاً إلى يومنا هذا. يرى الكاتب أنّ التقدّم الذي شهدته المجتمعات الغربيّة قد تباطأ وتراجعت آثاره الإيجابيّة بسبب التدهور البيئيّ المتزايد، ممّا يضع مستقبل هذه المجتمعات الاستهلاكيّة في موقف حرج، ويعرّضها لمعوّقات قد تحولُ دون استمرار هذا التقدّم.
يُتبع الكاتب ذلك بإيضاح أسباب هذا المأزق من دون الخوض في تاريخ الرأسماليّة أو سرد النضالات الاجتماعيّة والسياسيّة التي أثّرت عليها، بل يركّز على وصف آليّات التفاعل بين الرأسماليّة والمجتمعات التي ازدهرت فيها، محاولاً تبيان الأسباب التي تعوّق التقدم الاجتماعيّ في العصر الحاليّ، ويبحث في إمكانيّة استعادة المجتمعات مسيرة تقدّمها.
وفي هذا السياق، يستعرض أيضاً دور العولمة في تغيير خريطة الصناعة العالميّة وتأثيرها على التقدّم الاجتماعيّ في البلدان المتطوّرة. ويناقش كيف تسبّب دخول الدول الآسيويّة حَلَبة التجارة الدوليّة بمعضلات جديدة للدول الغربيّة، خصوصًا مع دخول الصين الاقتصاد المُعولَم.
يتناول الكتاب أيضًا التحدّيات التي فرضتها الثورة المعلوماتيّة على العمالة الغربيّة، حيث وجدت العمالةُ نفسها عالقةً بين منافسة البلدان ذات الأجور المنخفضة والتقدّم التقني الجديد، فضلاً عن أنّ السياسات الظرفيّة التي اعتمدتها الحكومات لحلّ هذه المشكلة لم تكن كافية.
في الختام، يناقش براندر ضرورة إعادة التفكير في السياسات العامّة والتوجّه نحو سياسات تركّز على التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعيّة، ويرى أنّ الحلّ لا يكمن في هدم الرأسماليّة، بل في تكييفها لتصبح أكثر عدالةً واستدامة، داعياً إلى نقاش ديمقراطيّ واسعٍ يجدُ حلولاً فعّالة للأزمات التي تواجه المجتمعات اليوم.