نصر الله: حماس تفاوض بالنيابة عن نفسها وعن الفصائل وعن محور المقاومة، وما تقبل به نقبله جميعاً/ فيديو

بيروت – قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، خلال تأبين أحد قادة حزب الله، والذي قُتل بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان، إنّ التوصل لوقف إطلاق نار في غزة، هو السبيل الوحيد كَي يتوقف إطلاق النار من لبنان.

وفي ما يتعلّق بالمفاوضات الرامية لبحث الصفقة المقترحة بين إسرائيل وحركة حماس، لتبادل أسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ،الذي يتعرض لحرب إسرائيلية متواصلة منذ 278 يوما؛ قال نصر الله إن “ما تقبل به حركة حماس سنقبل به جميعا”. ولفت إلى أن “حماس تفاوض بالنيابة عن نفسها وعن الفصائل وعن محور المقاومة، ونحن نرضى بما ترضى به”.

وذكر نصر الله أن “الاحتلال يخفي إصاباته في شمال إسرائيل”، مشيرا إلى أن “هذه الجبهة ماضية في تحقيق هدفها”. كما أضاف: “أشغلنا جزءا كبيرا من قوات العدو، وأبعدناه عن المعركة في غزة، وأكدنا أن الشمال مرتبط بغزة”.

وأضاف أن “(رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو، اعترف ضمنيا بفشل الجيش في قطاع غزة قبل البدء في عملية رفح”، مشيرا إلى أن “نتنياهو لا يدرك ما يقول وإصراره على عملية رفح إقرار بالهزيمة، وعدم تحقيق أي نصر في المعركة”.

وذكر أن “عدة ألوية بمساندة الطائرات دخلت رفح، وقال الاحتلال إنه سينهي المعركة خلال 3-4 أسابيع لكنه فشل”.

ولفت إلى أن هدف “جبهة الإسناد اللبنانية في طوفان الأقصى هو استنزاف العدو وتفويت الفرصة عليه لحسم المعركة في غزة”، مشيرا إلى أن لدى الحزب “أكثر من 100 ألف ضابط وجندي منذ عشرة أشهر وباقون لمواجهة العدو”.

وقال نصر الله إن “الأطراف الدولية تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي إسرائيل مرتبط بوقف العدوان على غزة”، مضيفا: “التزامنا بمعركة طوفان الأقصى كان التزاما بالشكل والمضمون منذ اليوم الأول واعتبرنا أنفسنا جزءا منها”.

وتابع: “نحن أمام جيل جديد من قادة الاحتلال النرجسيين المستعدين للتضحية بكل شيء في سبيل بقائهم في السلطة”.

وأضاف نصر الله: “بعد 10 أشهر من العدوان الفشل هو عنوان المعركة الإسرائيلية في قطاع غزة”.

وأشار إلى أن “الاستنزاف في غزة وفي شمال إسرائيل، يؤدي إلى أزمة اجتماعية لدى العدو، يحتاج معها إلى مزيد من الجنود”.

وعَدَّ نصر الله أن “العالم بأسره، سلّم بأن إسرائيل غير قادرة على حسم المعركة في غزة”. وشدّد على أن “صمود المقاومة في غزة أمام العدو، هو حماية لكافة جبهات المقاومة وأولها لبنان”.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد اغتال لأربعاء، الماضي قائدا عسكريا ميدانيا في حزب الله، عبر هجوم بواسطة طائرة مُسيّرة استهدف سيارة في منطقة الحوش شرق مدينة صور بجنوب لبنان.

وفي التفاصيل، أكد أمين عام “حزب الله” أن “حركة “حماس” تُمثل محور المقاومة” في المفاوضات مع إسرائيل، و”ما ترضى به “حماس” نرضى به جميعا لأنها تنسق مع الفصائل الفلسطينية”.

وفي كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للقيادي البارز محمد نعمة ناصر الذي قتل في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في جنوب لبنان، قال حسن نصر الله: “التزامنا بمعركة “طوفان الأقصى” كان التزاما حاسما منذ اليوم الأول ونحن في معركتنا بالجبهة اللبنانة اعتمدنا تسمية طوفان الأقصى”، مردفا: ” دخلنا معركة “طوفان الأقصى” ووضعنا لها أهداف، وما يهمنا في هذه المعركة هو ما يعيشه العدو وما يقر به لأن معركتنا معه وأردنا من هذه الجبهة استنزاف قدرات العدو، وهذا ما تحقق حتى الآن”.

وتابع نصر الله: “استطعنا أن نشغل جزءا كبيرا من قدرات وقوات العدو وإبعادها عن حسم المعركة في غزة، وأكدنا أن الشمال مرتبط بغزة، وإذا أُريد للشمال أن يهدأ يجب أن تتوقف الحرب في غزة”، مستطردا: “من يتابع خارج وداخل كيان العدو صار لديهم يقين بأن وقف الحرب غزة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في الشمال”.

وأكمل: “العدو مرعوب ليس فقط من الدخول إلى الجليل، بل من مجرد فكرة التسلّل، وذلك دفعه لتعزيز الحضور البشر الذي يُعوّض به ما خسره تكنولوجيا ما زاد من استنزافه.. حاجة العدو للحضور البشري جراء استنزافنا له دفعه لخلق مأزق اجتماعي عبر الطلب من الحريديم الخدمة في جيش الاحتلال، ما دفع زعيمهم الروحي للتهديد بترك الكيان”.

وأضاف أمين عام “حزب الله”: “الحرب والحاجة إلى العديد دفع بالعدو إلى إطالة مدة التجنيد الإجباري، وإطالة هذه المدة يخلق مأزقا اجتماعيا آخر داخل الكيان..اليوم نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وبن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير) وسموتريش(وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش) هم الذين يعاندون التوصل لاتفاق من أجل مصلحتهم ولضمان بقائهم في السلطة”، مؤكدا أن “الفشل هو عنوان هذه المرحلة داخل كيان العدو ولم تُحقّق أي من الأهداف في غزة”.

واستطرد حسن نصر الله: “حماس تُمثّل محور المقاومة في المفاوضات، وما ترضى به حماس نرضى به جميعا، لأنها تنسق مع الفصائل الفلسطينية..يجب أن نسجل للمقاومة الفلسطينية الوحدة والشجاعة في وجه ما يتعرضون له من ضغوطات”.

ورأى نصر الله أن “إصرار نتنياهو على عملية رفح، هو إقرار بهزيمته، لأن العملية بهذه المنطقة الضيقة التي أعلنوا أنها تحتاج لأسبوعين اليوم مضى عليها شهران وأربعة أيام وقد تصل لأربعة أشهر”.

وشدد على أن “جبهة لبنان ماضية في تحقيق هدفها، وتضغط على العدو إما الرضوخ أو الهلاك والعدو يعيش خلال هذه المعركة أسوأ أيامه”.

وأردف نصر الله: “أحد أهم المكاسب اللبنانية من صمود المقاومة الفلسطينية هو أنه لو حقق العدو نصرا سريعا في غزة لكان لبنان أول من سيكون في دائرة التهديد”، متابعا: “العدو في رفح بـ27 كلم ويحتاج لأربعة أشهر ويريد أن يهدد باجتياح جنوب الليطاني”

وقال نصر الله: “العدو تعلّم في لبنان في حرب تموز خصوصا كونه وضع أهدافا عالية وفشل في تحقيقها.. العدو تحدث في البداية عن إبعاد حزب الله عن الحدود 3 كلم فكشفنا عن سلاح “كورنت” بمدى 8 كلم فصار العدو يريد إبعادنا 8 كلم فكشفنا عن صاروخ “ألماس” بمدى 10 كلم فصار يريد إبعادنا 10 كلم عن الحدود”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى