بعكس جميع التوقعات.. النتائج النهائية للانتخابات الفرنسية تتمخض عن فوز أحزاب اليسار وصعودها إلى السلطة
خلافاً لكل التوقعات، فاز الحزب اليساري الفرنسي “الجبهة الشعبية الجديدة” بأكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت الليلة الماضية (الأحد). وذلك بعد أن توقع الجميع فوز حزب “الاتحاد الوطني” بزعامة مارين لوبان وقيادة الشاب جوردان بورديلا المرتبط باليمين المتطرف في البلاد. وهكذا تم إيقاف واحد من أكبر الانقلابات السياسية في تاريخ فرنسا الحديث.
فقد أكدت وزارة الداخلية الفرنسية النتائج النهائية للانتخابات التي سجلت نسبة إقبال على التصويت 66.63%، وهي الأعلى منذ عام 1997.
وقد حصلت الجبهة الشعبية الجديدة – التي توحد الأحزاب اليسارية – على أكبر عدد من المقاعد بواقع 182 مقعدا. وحصل حزب الوسط الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون على 163 مقعدا. وفي المركز الثالث والأخير، حصل حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه على 143 مقعدا.
وهذا يعني أنه لم يفز أي حزب بالمقاعد الـ 289 المطلوبة للأغلبية المطلقة، حيث من المتوقع أن تدخل فرنسا في حالة من عدم اليقين السياسي. ومع عدم اقتراب أي حزب من الأغلبية، من المتوقع أن يصاب البرلمان بالشلل، وينقسم بين ثلاث كتل. وفي مثل هذه الحالة، يتمثل أحد الخيارات في تعيين رئيس وزراء تكنوقراط، وهو أمر لم يحدث قط في فرنسا.
وهكذا، فإن هذه النتائج تمثل هزيمة كبيرة لحزب لوبان الشعبوي اليميني المتطرف، الذي يعمل ضد المهاجرين – وكان يأمل أن تكون انتخابات الليلة الماضية الخطوة الأخيرة في تحوله من مجموعة فاشية جديدة هامشية – إلى قوة سياسية شرعية في التيار الفرنسي الرئيسي.
بالإضافة إلى ذلك، فاز حزب الوسط بزعامة إيمانويل ماكرون أيضاً بـ “عودة” غير متوقعة – مرة أخرى، على عكس كل التوقعات – مما دفع الاتحاد الوطني إلى المركز الثالث.
وقد أعلن زعيم “فرنسا الأبية” جان لوك ميلينشون، النصر في ميدان ستالينغراد في باريس، ودعا ماكرون قائلا: “يجب على الرئيس أن يدعو فرنسا الأبية للحكم”، وأصر على أن يعترف ماكرون بأنه وائتلافه قد خسرا.
وبعد ذلك، ذهب ميلينشون للاحتفال في ساحة الجمهورية وسط حشد بلغ أكثر من 8000 شخص، حسب بيانات الشرطة.