ملاحظات حول مخرجات نتائج المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية بفرنسا
بقلم: خليل البخاري/ المغرب*

مباشرة بعد الإعلان عن نتائج المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية بفرنسا، بدا واضحا بأن وجه فرنسا يسير نحو التغير. فقد نجح اليمين المتطرف في تحقيق هدفه هو الوصول إلى الحكومة بعدما ظل اليمين الفرنسي مشاكسا على مر السنوات.
لقد تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة جوردان بارديلا وحلفائه نتائج المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصدا ازيد من 34%من الأصوات، وهو في نظري تصويت عقابي ضدا على ماكرون. وقد يصل بعد الدورة الثانية إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة..وقد ينال حزب التجمع الوطني غالبية نسبة كبيرة في الجمعية الوطنية. وربما غالبية مطلقة. وليكون للحزب الذي يتمتع بالأغلبية المطلقة الحق في تعيين رئيس الوزارء والحكومة .
أن احتلال حزب الرئيس ماكرون للمرتبة الثالتة يمكن تفسيرها بعدة عوامل متها السياسات غير الشعبية الاي اتبعها ماكرون : الرفع من سن التقاعد. البطالة. غلاء المعيشة. الضرائب المجحفة …والتي ساهمت في ارتفاع معدلات التضخم وتراجع القدرة الشرائية لمعظم الفرنسيين، إضافة إلى سخط وآستياء ثيار واسع من الفرنسيين على عدم خل مشكلات الهجرة والمهاحرين.
إن نتائج المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية بفرنسا تبين بجلاء إقتراب حزب أقصى اليمين من الحكم بينما حزب ماكرون تراجعت شعبيته لأسباب عديدة .فالرئيس ماكرون عجز عن إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الحقيقية التي تعاني منها فئات عريضة من المجتمع الفرنسي وعدم استماعه لمشاكلهم..كما أن الانتخابات الحالية أظهرت أن فرنسا أصبحت منقسمة بين اليمين الذي ذهب نحو أقصى اليمين ممثلا في حزب التجمع الوطني، وبين أقصى اليسار ممثلا في حزب فرنسا الأبية France insoumise الذي يحاول أن يكون معتدلا بتحالف مع يسار الوسط في تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي حل في المرتبة الثانية ومثل المنافس الأساسي لأقصى اليمين وليس حزب ماكرون ومشروعه السياسي الباهت.
فبعد إجراء انتخابات المرحلة الثانية التشريعية المقررة الأحد المقبل ، ستدخل فرنسا مرخلة جديدة وستظهر فرنسا بوجه جديد يختلف في تفاصيل كبيرة عن الوجه الذي عرفه العالم، وخاصة المنطقة العربية، عنها.. هناك جوانب مفهومة تفسر صعود أقصى اليمين لكن هناك جوانب أخرى تحمل موقفا منغلقا ورافضا للتنوع الذي تعرفه فرنسا منذ مدة وكان احد مصادر حضورها وناثيرها في العالم.
وصفوة القول، فالإنتخابات التشريعية الفرنسية الحالية تنطوي على رهان كبير يواجهه الفرنسيون على آعتبار أن نتائج هذه الانتخابات قد تفتح الباب بدون شك أمام وصول اليمين المتطرف للسلطة للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. إلا أن أغلبية الفرنسيين والنشطاء السياسيين والاجتماعيين ينشدون حصول تعايش حقيقي بفرنسا كما كان في السابق في عهد ليونيل جوسبان وفرنسا ميتيران وجاك شيراك. وللتذكير فحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي فاز في المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية بفرنسا رحبت به إسرائيل.
وللتذكير فحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي فاز في المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية بفرنسا رحبت به إسرائيل. وهو حزب يؤيد ما يقوم به الجيش الإسرائيلي بفلسطين، كما له موقف حازم ضد حركة حماس ويعارض الهجرة غير الشرعية ويطلب بتقنين الهجرة القانونية بخلاف حزب فرنسا الابية France insoumise الذي يعارض قوانين الهجرة ويرفض الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين إضافة إلى مناهضته للرأسمالية المتوحشة.
وللحديث بقية بعد انتهاء المرحلة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية المقرر تنظيفها الأحد المقبل 7يوليوز 2024.
*أستاذ مادة التاريخ