..وتستمر الإبادة الجماعية وسط صمت المنتظم الدولي

بقلم: خليل البخاري/ المغرب*

إن ما يجري في قطاع غزة منذ مدة يستفز المنتظم الدولي وكذا إنسانيتنا جميعا، ويجعل كل التطورات والدعوات الحالمة بإمكانية العيش المشترك والسلم والاستقرار عرضة للنقد والتفنيد ..فالجيش الإسرائيلي مستمر في ارتكاب المجازر الوحشية والإبادة الجماعية لمختلف الفئات العمرية والمواطنين الأبرياء والعزل الذين ذنبهم الوحيد كونهم يدافعون ويقاومون من أجل استرجاع أرضهم التي سلبت منهم بالقوة، وبتواطؤ مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها منذ صدور قرار التقسيم والإعلان عن إنشاء دولة إسرائيل 1948م. متجاوزا كل قواعد القانون الدولي الإنساني.

وعوض ان نلمس أثرا لأحكام القانون الدولي في الحرب على غزة بعد سقوط أكثر من 40 الف قتيل فلسطيني ، نعاين الإصرار والتحدي الإسرائيلي على الإستمرار في التدمير الشامل لغزة والإبادة الجماعية لسكانها أمام أعين هيئة الأمم المتحدة والدول الحليفة لإسرائيل والمؤسسات الديمقراطية.

إن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون تشكل سلوك عاديا بالنسبة لدولة الإحتلال منذ 1948م، وهو العام الذي حصلت فيه نكبة فلسطين الأولى والتي تجددت سنة 1967م، دون إقفال عمليات التهجير الجماعي للفلسطينيين على مراحل متتالية إلى يومنا هذا.

إن الحرب على غزة تمثل واقعة مادية تبرز استمرار إسرائيل لسيطرتها وسلطتها الفعلية كقوة احتلال بشكل يخالف مقتضيات القانون الدولي الإنساني. كما أن الحرب على غزة هي حرب وحشية ضد الإنسانية وليس فقط ضد الفلسطينيين وحدهم. ولا شك ان عدم تحرك المجتمع الدولي ومؤسساته لوقفها هو مشاركة وحشية في تفاصيلها المؤلمة والمتمثلة في تدمير المساكن والمستشفيات وانتهاج سياسة الأرض المحروقة لجميع الشعب الفلسطيني. فكل هذه الأفعال الإسرائيلية التي تحدث في قطاع غزة تشكل انتهاكا صريحا لكل الأعراف والمواضيع الدولية وعدوانا سافرا بكل المعايير يتم أمام أعين العالم “المتمدن” وعلى مسمع مؤسساته الصورية وقوانينه وشرائعه. فإسرائيل تظل دولة مارقة ومنبوذة لا تتورع عن مباشرة الإنتهاك المتواصل للأعراف والقوانين الدولية ،بما يشكل تهديدا حقيقيا للسلام والأمن الدوليين.

وفي الواقع، وانطلاقا مما يحدث حاليا في قطاع غزة. لازال النظام العالمي يدافع عن مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة التي سفكت الدماء ودمرت البلاد في جرائم وحشية ستسجل في التاريخ الأسود للكيان الإسرائيلي، ولن يتم محوها من ذاكرة كل حر يعيش على ظهر هذا الكوكب.

* أستاذ مادة التاريخ./المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى