الأردن بانتظار قرارات حاسمة.. مصير الحكومة، ونتائج تحريات وفيات الحجاج، ومتفجرات ماركا “على الطاولة”
لندن – “القدس العربي”: ترافقت عودة عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، من زيارة خارجية، وُصفت بأنها خاصة، إلى البلاد، مساء السبت، مع عودة سريعة للتقارير التي ترجّح حسم مصير الحكومة الحالية خلال اليومين المقبلين، خصوصاً إذا ما تقرر بقاء الحكومة أو رحيلها.
مجدداً عادت التكهنات والتوقعات والتسريبات. وأغلب التقدير سياسياً أن غياب الملك القصير جداً خارج البلاد يسمح باستئناف البرنامج الوطني الداخلي، في ظل المستجدات والمتغيرات.
ويرى خبراء أن فرص بقاء حكومة الدكتور بشر الخصاونة، بعد عطلة عيد الأضحى المبارك الطويلة نسبياً، تساوي فرص تغييرها الآن، لكن قراراً حاسماً ينتظر خلال سقف زمني لا يتعدى أياماً، وقبل يوم 20 من شهر تموز المقبل، الذي يتحدد أيضاً بعده مصير البرلمان، من حيث إكمال ولايته الدستورية حتى يوم الانتخابات، 10 أيلول، أو صدور قرار بحلّه لإفساح المجال أمام فرص متكافئة للمرشحين جميعاً في الانتخابات المقبلة.
إذا كانت النية تتجه لتجنّب خيار حلّ البرلمان قبل 20 من تموز المقبل، فلا يوجد ما يقتضي التغيير الوزاري، وإن اتُخذ القرار بحل البرلمان قريباً يتبقى في عمر حكومة الخصاونة أسبوع واحد فقط، ويتم تشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات.
ويُعتقد بأن بعض العناصر الجديدة سياسياً قد تدخل في حسابات بقاء الحكومة أو رحيلها، ومن بينها فاجعة وفاة أكثر من 75 حاجّاً أردنياً في موسم الحج الحالي، وهي واقعة أثارت الكثير من الجدل في الأردن بعناوين المسؤولية الأدبية، وحصول خلل أو تقصير مشتبه فيه ما، خلافاً لنقاشات تطالب بإقالة مسؤولين ووزراء.
وأعلنت الخارجية الأردنية رسمياً عن وفاة 75 حاجّاً من الذين يوصفون بأنهم “غير نظاميين”. وذكرت البيانات أن 7 حجاج يرقدون الآن على سرير الشفاء في المملكة العربية السعودية، فيما ما يزعج عائلات الحجاج هو الاضطرار لدفن 68 منهم، على الأقل، في مقابر سعودية، وعدم وجود رواية رسمية مفصلة توضح ما حصل، حتى بعد ظهر الأحد.
وكان رئيس الوزراء بشر الخصاونة قد عقد اجتماعاً سريعاً، السبت، لتباحث واقعة وفيات الحجاج، بعدما أصدر توجيهات بإجراء تحريات، الأمر الذي يعني أن حادثة الحجاج عموماً دخلت في مربع النقاش السياسي، وإدارة وترتيب المشهد، خصوصاً في ظل جرعة الانتقاد العام لتصريحات صدرت وكانت منقوصة أو حتى مرفوضة عن طاقم وزارة الأوقاف التي يترأسها الشيخ محمد الخلايلة.
في الأثناء، برزت أيضاً حادثة أخرى لم تتضح معالمها بعد للرأي العام، حيث الغموض الشديد يحيط بإجراءات أمنية احترازية حصلت أمام الجمهور في محيط أحد الأبنية المهجورة في منطقة ماركا الشعبية المكتظة، جنوبي العاصمة عمان، قبل يومين.
وتحدثت تصريحات أمنية رسمية عن أشخاص تتم ملاحقتهم قاموا بتخزين كمية متفجرات، وعن تدخلات هندسية عسكرية تضمنت تفخيخ هذه المتفجرات في موقعها لحماية الجوار والمحيطين، فيما يترقب الرأي العام التفاصيل، بعدما وعدت مديرية الأمن العام بالكشف عنها جميعاً.