في مصر يعلمون الطفل أن يركع .. ابراهيم عيسى يلاحق هاملت عبد الناصر

بقلم: نارام سرجون

في كل سنة وفي ذكرى هزيمة حزيران .. اعرف ان هناك حملة شرسة ضد الزعيم الراحل عبد الناصر وهناك مهرجانات حج منظمة لرجمه ولعنه .. وتحميله مسؤولية كل ماحدث في المنطقة العربية .. وصار هو الرجل الوحيد الذي يحمل أعباء كل الكوارث بل لك أن تتخيل أن محرقة غزة اليوم تنسب اليه لأنه تسبب في هزيمة مصر عام 67 .. ولم تجد في التاريخ العربي رجلا يتعرض للظلم والعسف مثل عبد الناصر ..

وفي كل سنة أجلس استمع وأقرأ ما يكتب عن هذا الرجل .. وفي كل مرة أكتشف أن هذا الرجل كان أخطر رجل واجهه الغرب في مصر والمنطقة العربية .. لأن هذا الاصرار على قتله وهو ميت شيء يجب أن يثير التساؤلات عن سبب هذه الحرب المقدسة على زمن عبد الناصر وشخصيته .. وهذه الحملات الشعواء عليه من داخل مصر التي لا يمكن أن تكون بريئة .. والتي تعمل وفق برنامج تعليمي وتلقيني .. تريد ان تصور للمصريين ان هذا الزمن الرديء سببه عبد الناصر .. وأن كابوس عبد الناصر يجب ان يبقى أهم شيء يجب أن يخاف المصري عودته .. والسبب هو ان المنطقة العربية من غير مصر بقيت بلا رأس .. ويجب قطع الرأس كي تبقى المنطقة تحت السيطرة .. ولذلك لايزال الغرب مسكونا بهاجس أن يبعث الرجل من قبره او أن يكون طيفه مثل طيف هاملت يطوف فوق بيوت المصريين يوقظهم من جديد .. وهناك شعور غربي ان كل مواطن مصري هو هاملت الذي كتب عنه شكسبير وان هاملت المصري يبحث عنه أبوه وهو يبحث عن أبيه الذي كان ملكا ليقول له ان هناك خيانة .. وأن عليه مهمة تصحيح الخطيئة .. والخيانة .. ويقول له: يا بني .. أن تكون أو لا تكون .. تلك هي القضية.!!

هاملت المصري لا يقدر ان يستمع لوالده الروحي .. لأن هناك اصرارا على ملاحقة طيف عبد الناصر وقتله …الشرطة السرية والعسس ومراقبو الحركة الثقافية وكل الذين يرعبهم ظهور الطيف في حزيران .. يتجولون بأقلامهم ومقابلاتهم وكأنهم في مهمة خاصة وفي خدمة اجبارية .. للقبض على الرجل المطلوب وهو طيف عبد الناصر .. الذي صار مطلوبا .. ويتم اعدامه كل عام ..

ولذلك فانني في كل حزيران أمضي أياما استمع لما يقال عن مرحلة عبد الناصر .. وأجد أنني أسمع عن شخص لا يشبه الرجل الذي اعرفه وتعرفه سجلات التاريخ ومذكرات الساسة الغربيين .. كمن يعرف صورة أبيه ولكن وثائق الشرطة ومكاتب النفوس تقدم له صورة لشخص مجرم .. وجهه ندوب وأثار ضربات السكاكين مثل المجرمين وذوي السوابق .. وعيونه تقدح شرا وشررا .. وأجد بعد الاستماع لعشرات الوثائق التي يؤلفونها ان عبد الناصر هو الزعيم الكذاب بل الاكذب في التاريخ .. والرجل المعتوه .. والرجل اللامبالي لدرجة انه كان ينتظر وجبات الجبنة السويسرية التي تصله بالطائرات فيما شعبه يتعرض للحصار .. وفي هزيمة حزيران أمضى الوقت في سريره بينما جيشه يحرق .. وأجد أنه في السرديات المتواترة التي تنشرها فضائيات خليحية وامريكية ومصرية بشكل متناسق .. أنه كان في منتهى الحماقة لأنه قام بتأميم قناة السويس لأن كلفة التاميم كانت اكثر من كلفة السد العالي الذي كان السبب في مشروع التأميم .. وطبعا هناك حديث لانهاية له .. عن هزيمة اليمن .. وعن التدخل في افريقيا بلا داع .. وهناك سخرية من عهده وفقدانه السودان .. وفقدانه سيناء وغزة .. والتسبب بكل الكوارث في هذا العالم العربي .. وتكاد اذا عثرت شاة في المغرب ينسب تعثرها الى عبد الناصر .. فالعراق دمر بسبب عبد الناصر لأنه كان قد خسر حرب حزيران .. والتطبيع اليوم بسبب عبد الناصر .. وووو .. وحتى مأساه سعاد حسني سببها عبد الناصر .. بل هناك افلام عن خناقات شوارع ينوه الناشرون الى انها تحكي عن زمن عبد الناصر ..

وطبعا تصل الى نتيجة ان هذا الرجل لم يفعل شيئا جيدا لمصر وللعرب .. وأن كل كوارثهم القادمة والسابقة سببها هو هذا الرجل .. وأنه لاخير فيه لأنه كان مهووسا بالسلطة وأطاح برفاقه وأطاح بمحمد نجيب .. ولايبدو اي شيء فعله انه كان موفقا فيه بل انه كان جنونا .. فالتأميم جنون وعنترية .. والخطابات عنترية .. والتحدي الاجوف للغرب والتوجه الغبي الى الشرق والمعسكر الاشتراكي .. وحتى السد العالي أضر التربة في الدلتا .. والتأميم الظالم الذي تسبب في جوع المصريين لأن الباشوات كانوا يزرعون الارض بينما أهملها الفلاحون لما وزعت عليهم ..

شيء عجيب .. واذا تابعت فربما أحتاج ان اكتب عدة صفحات .. ولكن بين كل البرامج التي تشبه عملية اعدام للرجل .. واحراق لجثته .. حلقة قدمها ابراهيم عيسى الذي يعمل في قناة الحرة الامريكية كما أعتقد .. ويقدم نفسه على انه عقلاني ومتوازن ويجري مراجعات وأبحاثا لأنه يتوخى الدقة .. في هذه الحلقة استجمع أعداء مصر كل مالديهم من حقد ونفثوه على عبد الناصر .. وراحوا يطعنون جسده الميت .. بالسكاكين والحراب .. كمن له ثأر من الرجل ..

هناك تيار في مصر يوجه من قبل قوى خارجية تقوم بتأليب الشعب المصري على زمن عبد الناصر لأن مصر هي رأس الشرق .. وليست القضية في ان فيها ابا الهول .. بل ان أبا الهول هو في داخل الشخصية المصرية الذي يمكن أن يحس أنه أسد .. ولكن المطلوب ان يكون لأبي الهول رأسه وجسده جسد دجاحة او خروف .. والمطلوب ألا يحس المصري أنه يريد أن يكون أبا الهول ..

ابراهيم عيس وتياره الذي يعمل مثل جرافات أمام جيش خارجي .. بكى وتأثر ولطم أن المصريين خسروا في حزيران 9800 عسكري .. وهذا ما يعتبره كارثة حلت على مصر .. ويعيد الرقم للتذكير انه بسبب عبد الناصر .. الذي زج بالمصريين في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .. وبالطبع لا يجيب ابراهيم عيسى عن سبب هجوم اسرائيل على مصر عام 56 .. فهي لا تملك سهما في قناة السويس ولكنها هاجمت مصر رغم انه لا ناقة لها في القناة ولا جمل ولم تهاجمها مصر … ولا يريد ان يفهم ان هزيمة عبد الناصر ليست بسبب تقاعسه في الحرب بل بسبب مشروعه .. والهزيمة مرسومة والعداء له لم يهدأ منذ أن احس الغرب انه يمكن ان يوقظ أبا الهول .. وأن مشروعه طموح جدا ويريد بناء امبراطورية عربية تكون مصر زعيمتها .. وتصبح مصر هي الآمرة الناهية على قناة السويس وباب المندب وعبر سلطتها المعنوية على مضيق جبل طارق الذي سيكون ضمن أهداف مصر لاحقا للسيطرة على ممرات الماء العالمية .. فالرجل فكرة متوثبة ومشروع طموح لا يجب ان يملكه اي شعب من شعوب المستعمرات القديمة ..

ومن هنا فان تضخيم الكارثة هو تقزيم للشعب المصري كله .. واهانة له .. وتضخيم الهزيمة والمبالغة في توصيفها مثل الهولوكوست الى حد مثير للشفقة هي اهانة للشعب المصري وكأنه شعب من العبيد الذين يقدرون فقط على تحمل الجلد .. والغريب ان شعوب الارض كلها لاتلوم زعماءها على الهزائم الكبرى طالما انها في سياق مشروع تحرري او نهضة .. ولوكان ابراهيم عيسى في الاتحاد السوفييتي لشهق ومات عندما يعلم ان الروس خسروا أمام نابوليون مئات الالاف من البشر .. وخسروا في الحرب العالمية الثانية 800 ألف جندي في الايام الاولى من المواجهة مع ألمانيا .. (ليست 9800) .. وفي 4 سنوات خسر الروس 27 مليون انسان .. ولكن الفرق بين الروس والمصريين هي أن الروس لايملكون مثقفين للتدجين من أمثال ابراهيم عيسى .. ولذلك فانهم وصلوا الى برلين .. وهزموا امبراطوريتين هما الفرنسية والالمانية .. ولو كان للمصريين نخبة ارقى من مستوى ابراهيم عيسى لوصلت الدبابات المصرية فعلا الى تل أبيب بعد 4 سنوات من هزيمة 67 .. وأقصى ماصنعه المصريون في اكتوبر هو وصولهم للضفة الشرقية للقناة .. والسبب ليس في تخاذل او ضعف الجندي المصري الذي وثب وعبر وكأنه هو أبو الهول بجسد أسد .. ولكن النخبة في تلك الفترة كانت نخبة أنور السادات الضعيفة .. الذي لايستطيع أن يفكر بطريقة السادة والعظماء ولابطريقة الفلاح المصري .. فهو لم يعش الانتماء والعلاقة مع الارض فوالده كان بوابا وأقصى طموحه ان يبقى بوابا على العمارات وليس من سكانها .. ولذلك لم يقدر ان يطور من طموحه بل عاش مثل بواب المشاريع الدولية بدل أن يكون صانعها .. ولذلك نجد انه لم يكن يفكر الا في ان يصل الى شرق القناة وبعدها يصل الى قلب السيد الباشا هنري كيسنجر .. بل ورغم ان ابراهيم عيسى يصم الزعيم ناصر انه كذاب .. فانه لايعترف ان الكذاب الاكبر كان هو السادات نفسه ..فتخيلوا ان السادات اتفق مع السوريين على القتال حتى المضائق .. ولكنه همس سرا قبل الحرب لضباطه انه لم يقل للسوريين انه يكذب عليهم والا فلن يدخلوا الحرب الناقصة .. وهذه شهادة الجنرال عبد الغني الجمسي .. وسعد الدين الشاذلي .. اللذين فوجئا ان الرئيس السادات كذب على حليفه الرئيس حافظ الاسد واعترفا بذلك علنا .. وما ان تحركت الجبهة حتى تركه وحيدا وانصرف لاستقبال هنري كيسنجر .. وابرام السلام الذي كان هو غاية حرب اكتوبر التي كانت الكارثة على مصر .. وعلى العرب .. ولكن العقل المصري يظن أن الكارثة في 67 وليست في أكتوبر .. وكانت الفكرة بالتحريك هي فكرة هنري كيسنجر نفسه الذي قال للسادات عليك ان تحرك الأمر والا فكيف سنقنع الرأي العام الاسرائيلي بفائدة السلام مع مصر ؟؟
ابراهيم عيسى وتياره يسخرون من فكرة الشعارات الطنانة ومن فكرة التضحيات التي تقدمها الامم .. ويمد سخريته الى حماس وأهل غزة .. ويقول لهم تموتون مجانا ..

الغريب ان كل شعوب العالم تعامل قادتها باحترام رغم انها تعرف أخطاءهم .. فالامريكيون يعرفون ان جورج واشنطن مجرم وقاتل وكان معروفا أنه يبيد قرى الهنود الحمر بوحشية.. ومع ذلك وضعوا صورته على الدولار ولايقربون من ذكر مساوئه وأعماله الوحشية .. ولايعلمون أولادهم الا انه كان عظيما كانسان .. والاسرائيليون يعرفون ان غولدا مائير فشلت في تجنب حرب اكتوبر .. ولكنهم لايعلمون أبناءهم أن يحتقروها ويلقبوها بالفاشلة .. والروس يعرفون ان ستالين كان قاسيا وأن زمنه كان زمنا صعبا ولكنهم لاينسون أنه صمد في وجه النازية .. و الهنود يعرفون أن غاندي فشل في ابقاء الهند موحدة .. وبسبب حركته التحررية انفصلت باكستان وبنغلادش ولم يقل أحد ان مشروعه للاستقلال قد كلفنا تقسيم البلاد وكان من الافضل ان نبقى تحت حكم الانكليز .. الا في مصر يقولون للرجل الذي منحهم مشروعا ورؤية واستقلالا واستعاد السويس ورسم دورا للمصريين في العالم .. وأن العالم صار الى اليوم يقدرهم ليس لأنهم مسالمون بل لأنه يخشى أن يعود المصريون الى زمن ناصر ومشروعه .. وبعد كل هذا يكافئه مثقفو مصر بالقول انه كذاب وفاشل ويشتمونه في كل موسم ويرجمونه كما يرجم الشيطان .. وكما يشتمه أعداؤه ..

الاهانة للشعب المصري مزدوجة في شتم عبد الناصر .. وهي لاتجيب أنه بعد غياب الرجل الآثم الخاطئ لم لم يقدر الشعب المصري وكل هذا الجيش من الجهابذة والمفكرين والنخب والمستقلين دون حكم بوليس غبد الناصر .. لم لم يقدروا على تصحيح أخطائه بعد غيابه 55 سنة؟ أيعقل ان رجلا يخرب ارادة شعب وطاقاته؟ ألا يستطيع هذا الشعب ان يغير اتجاه السفينة التي ضيعها القبطان؟ ولماذا لم يقدر كل هؤلاء الجهابذة من أن يغيروا من وضع مصر وقد كنسوا مرحلته خلال خمسين سنة لم يتوقفوا عن غسلها ومسحها ؟؟ هل العلة في الرجل أم في الشعب؟؟ اذا لم تكن العلة في الرجل فكلام هؤلاء هو اهانة للشعب المصري الذي لم يقدر ان يصحح مساره بعد خمسين سنة فيما تغيرت كل دول المنطقة .. ايران صارت قوة اقليمية وتركيا تغيرت .. وحماس نفسها وحزب الله صارا لاعبين دوليين .. فيما مصر لاتزال منشغلة بتحميل رجل واحد كل مشاكلها وكأنها سياسة هروب من حقيقة انها تبحث عن كبش فداء .. وصار هناك مقدسان في التاريخ هما هولوكوست اليهود وهولوكوست هزيمة حزيران التي يجب ان يقف أمامها المصريون بانكسار وذل مقدسين .. بدل أن يقولوا انهم كانوا يوما مالئي الدنيا .. وان هي الا معركة في سياق صراع ..

وهذه هي الحقيقة فالنخب المصرية تعرف انها فشلت لأنها لاتملك مشروعا على الاطلاق . وهي نخب فارغة بعد أن تم افراغها من أي مشروع ولذلك تذهب الى الماضي لتلقي باللوم على عبد الناصر .. فالرجل حملها مشروعا مصريا لأول مرة فهو ليس ألبانيا .. ولا مملوكيا .. بل هو أول مصري من ام وأب مصريين يحكم ويضع رؤيا لمصر .. ولكنها الان لاتملك اي مشروع على الاطلاق .. ولو سالنا ابراهيم عيسى مثلا : تقولون ان لايران مشروعها .. ولتركيا مشروعها .. وللقوميين مشروعهم .. وللاسلاميين مشروعهم .. فأين هو المشروع المصري؟؟؟ الجواب في الحقيقة مفجع .. وهو أن مصر كلها ليس فيها أي مشروع وليس لديها أي مشروع … فراغ مثير للهلع .. فلا هي قومية ولا هي اسلامية .. ولاهي فرعونية تريد ان تنشر حضارتها وثقافتها خارج حدودها … فقط بلد كبير بلا مشروع .. مجرد بلد للسياحة .. وأي بلد بلا مشروع يجب أن يقلق أبناؤه وأن تحس نخبه بالاهانة ,. وتبحث عن مشروع له .. لأن الأمم التي لامشاريع لها تصبح مشروعا للأخرين .. ولذلك تجد ان للأتراك مشروعهم العثماني في مصر .. وللاسرائيليين مشروعهم فيها الذي يعملون عليه لأن شعار من الفرات الى النيل هو مشروع اسرائيلي داخل مصر .. وحتى للخلايجة مشروعهم في مصر .. حتى قطر الصغيرة صارت ترى في مصر مشروعا لها ..

لاتستطيع ان تمشي مع عملية الهجوم على زمن عبد الناصر .. لأن عمليات الهدم لاتتوقف .. وعملية نزع شأفة الكرامة والعزة من النفس المصرية مستمرة .. والمصريون يتعلمون في هذه المدارس أن يخافوا الحرب .. وأن يبوسوا الأيدي .. وان لايغضبوا السادة .. وانهم ليسوا قادرين على تقديم أي تضحيات .. وكل تضحية هي هولوكوست .. وأي تضحية هي شعارات وثرثرات .. وأي طموح وطني هو انتحار وهزيمة..
الأمم تدرس تاريخ ابطالها وترفع من شأنهم .. فالفرنسوين كلهم يعرفون ان نابوليون هزم وأنه دمر الجمهورية وأسسها .. وأنه تسبب في هلاك جيل كامل من الفرنسيين الذين أخذهم في مغامرته في اوروبة .. وانه تسبب في أكبر هزيمة عسكرية لفرنسا في كل تاريخها هي معركة ووترلو .. ولكن بقي هو فخر فرنسا .. وهي أفضل ماتملكه لأنه فكرة وطموح ومغامر شجاع .. ومحب لفرنسا .. ولو كان ابراهيم عيسى فرنسيا .. لشتم نابوليون وأهانه .. واعتبره كذابا ومجنونا ومهزوما .. ولكنه كان سيلقى الاحتقار من الشعب الفرنسي .. والمثقفين الفرنسيين .. ولو كان ابراهيم عيسى روسيا لأهان ستالين .. واعتبر انه ماكان عليه ان يفكر في دخول برلين وان يترك موسكو لهتلر كي يبقى المواطن الروسي أمنا يشرب الفودكا .. ويعيش في خدمة الالماني .. فلماذا التضحية مثل مجانين حماس ؟؟ ونحمد الله ان ابراهيم عيسى – ومجموعات النخب الفارغة المصرية – لم يكن في زمن النبي من الصحابة الذين سيقولون للنبي يوم (أحد) .. كيف هزمت؟؟ وهل أنت نبي كي تهزم؟ ولم لم يقل لك ربك أنك ستهزم؟؟ وكيف كلفنا سوء تقديرك 70 شهيدا (في قياس اليوم 9800 طبعا) ..؟ ..

هذه نخبة خطرة وهي تهين الشعب المصري .. وتحرضه على ان يعيش يطريقة مذلة .. وأن يتعلم الخوف .. وان لايفكر الا بطريقة العبيد .. والبوابين ..

ما قلته يا ابراهيم عار .. ومعيب .. ومهين لك قبل كل شيء .. ومهين لكل مصري يريد ان يربي ابنه ليحلم أن يكون أبا الهول .. وأنت تريده أن يكون .. راكعا .. بلا كرامة وتكسره من قلبه أكثر .. وتعلمه أن ابا الهول أسطورة وحجر وأحلام مجانين وثرثرة وشعارات .. بدل أن تعلمه أن أبا الهول هو تمثال لكل مصري يجب أن يعيش برأس رجل وقلب أسد ..

وسيأتي زمن ينفض فيه جيل من المصريين التراب عن تمثال أبي الهول ناصر الذي قصفه الجبناء وعملاء اميريكا .. واسرائيل .. كما قصفه نابوليون بالمدفع .. واولئك الذين يحبون ان يعيشوا عبيدا ..والى ان يأتي ذلك الزمان سيبقى شبح والد المصريين جمال عبد الناصر يحوم حول مصر ويطوف حول المأآذن والقباب المصرية يحضهم فيها على أن ينظفوا بلدهم من الخونة وثقافة الخونة .. وأن يكون عندهم سؤال مهم هو : أن تكون أو لاتكون .. تلك هي القضية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى