صانع الفتن.. نواب وشيوخ من الحزب الديموقراطي يخططون للتشويش على خطاب نتنياهو أمام مجلس الكونغريس
من المتوقع أن يقاطع المشرعون من الحزب الديمقراطي، بما في ذلك التقدميون، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مجلس الكونغريس، أو “يعقدون لقاءً مع عائلات الرهائن في نفس الوقت، وقد يحاول أعضاء الكونغرس التقدميون تعطيل كلامه، أو إقامة حفل تأبين، بهدف إظهار عدم الرضا عن زيارة نتنياهو وتصرفاته خلال الحرب” بحسب تقرير لموقع “أكسيوس” الأمريكي.
كان وقد أعلن الأعضاء الديمقراطيون في الكونغرس الشهر المنصرم أنهم سيقاطعون خطاب نتنياهو أمام مجلسي الكونغرس، حتى أن التقدميين بينهم أعلنوا أنهم سيحضرون الخطاب ويعطلونه.
ومن المنتظر أن يحل نتنياهو في 24 تموز/يوليو المقبل لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونغرس الأميركي، للمرة الرابعة خلال سنوات رئاسته، وذلك بعد تلقيه دعوة من رئيس مجلس النواب مايك جونسون ورئيس مجلس الشيوخ ، تشاك شومر.
وجاء في بيان نشره مكتب نتنياهو: “يسعدني شرف تمثيل إسرائيل أمام مجلسي الكونغرس وتقديم الحقيقة حول حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون للحصول على أرواحنا أمام ممثلي الشعب الأمريكي والعالم أجمع”.
وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل، قد أعلنا يوم 11 يونيو/حزيران الجاري،عن تحديد موعد رسمي لخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في 24 يوليو. وأعرب نتنياهو عن حماسه للفرصة قائلاً: “متحمس للغاية لحصولي على امتياز تمثيل إسرائيل أمام مجلسي الكونجرس وتقديم الحقيقة لممثلي الشعب الأمريكي وللعالم أجمع حول حربنا العادلة”.
وتسلم نتنياهو الدعوة الرسمية قبل نحو أسبوع، بعد أن وقع عليها رؤساء الكونجرس الأربعة: جونسون، ماكونيل، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديموقراطي تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب الديموقراطي حكيم جيفريز. وعلق شومر قائلاً: “رغم خلافاتي العميقة مع نتنياهو، فإن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة غير قابلة للكسر وتتجاوز شخصًا واحدًا”.
خطاب نتنياهو يشعل فتيل الانقسام الديمقراطي
وتكشف الخطوات الاحتجاجية المُتصاعدة لنواب ديمقراطيين بارزين حول خطاب نتنياهو، المرتقب أمام الكونجرس، عن انقسامات عميقة داخل الحزب الديمقراطي، حول سياسات نتنياهو تجاه الفلسطينيين وحركة حماس في غزة.
الديمقراطيون المتشددون يقاطعون
وقد أعلن عدد متزايد من النواب الديمقراطيين المنتمين للجناح التقدمي داخل الحزب، عزمهم مقاطعة خطاب نتنياهو المقرر إلقاؤه أمام جلسة مشتركة للكونجرس في 24 يوليو المقبل.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، فإن هؤلاء النواب يستنكرون طريقة تعامل نتنياهو خلال العدوان على قطاع غزة، ورفضه اعتماد النهج الذي يفضله الرئيس الأمريكي جو بايدن، لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
تصريحات نواب المقاطعة وتبريراتهم
عبّر النائب الديمقراطي هانك جونسون، من ولاية جورجيا عن رفضه القاطع لخطاب نتنياهو قائلًا: “لن أحضر وسأدير ظهري له تمامًا”.
وأضاف النائب ستيفن لينتش من ولاية ماساتشوستس معللًا موقفه: “اعتبرت تصرفات نتنياهو إساءة للأدب تجاه الرئيس الأمريكي، لذلك أميل بشدة إلى عدم حضور الخطاب”.
من جهته، ألمح النائب لويد دوجيت، نائب رئيس كتلة المتشددين، إلى أن النواب يناقشون حاليًا “أفضل الطرق للتعبير عن احتجاجهم” على زيارة نتنياهو، قائلًا: “مازالت هناك مناقشات جارية حول أفضل طريقة للاستجابة لمجيئه”.
أشكال احتجاجية متنوعة
علاوة على المقاطعة المباشرة، قد يلجأ النواب المعارضون لخطاب نتنياهو إلى خطوات احتجاجية أخرى، حسبما أوضح النائب جريج كاسار من تكساس قائلًا: “لست أخطط للحضور، وسأشارك في أي فعاليات للتعبير عن رغبتنا في إنهاء الحرب ودعوة نتنياهو وحماس للموافقة على وقف إطلاق النار”.
نواب ديمقراطيون يؤيدون الحضور
في المقابل، أكد عدد من النواب الديمقراطيين اللاعبين دورًا محوريًا في السياسة الخارجية الأمريكية، عزمهم حضور خطاب نتنياهو تأكيدًا للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل باعتبارها حليفًا ديمقراطيًا رئيسيًا في الشرق الأوسط.
من جانبه صرح النائب خوان فارجاس من ولاية كاليفورنيا: “إنهم أقوى حلفائنا في الشرق الأوسط، وهو بالتأكيد الزعيم الذي اختارته إسرائيل. أنا أحترم البلد كثيرًا، وسأكون هناك”.
تفهم الانقسام
أقر قادة الديمقراطيين في مجلس النواب بالانقسامات الداخلية العميقة حول قضية خطاب نتنياهو.
صرح بيت أجويلار، رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب، بأن “حق” النواب في المقاطعة إذا أرادوا ذلك.
كما أشار حكيم جيفريز، والذي سيحضر الخطاب، إلى أن كل نائب سيقرر بنفسه ما إذا كان سيحضر أم لا “استنادًا إلى ما يعتقد أنه متسق مع المنطقة التي يمثلها”.
تعقيب رئيسة مجلس النواب السابقة
انضمت رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إلى صفوف المنتقدين لخطاب نتنياهو، مؤكدة أنها “لن تدعوه مطلقًا” لو كانت لا تزال تقود الكتلة الديمقراطية.
كما انتقدت بيلوسي بشكل غير مباشر موقف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي وافق على توجيه الدعوة لنتنياهو، على الرغم من إقرارها بأن شومر “صديق قوي لإسرائيل”.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه مما لا شك أن زيارة نتنياهو المرتقبة للكونجرس وخطابه فيه، ستُضيف المزيد من الزيت على نار الانقسامات الديمقراطية الداخلية حول القضية الفلسطينية.
سوابق عدم حضور لخطابات نتنياهو
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها نتنياهو انتقادات حادة؛ بسبب خطاباته أمام الكونجرس الأمريكي، إذ إنه في عام 2015، غاب نائب الرئيس السابق آنذاك جو بايدن، عن خطاب نتنياهو، متجنبًا الجلوس خلفه على المنصة، ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، غاب عن ذلك الخطاب 58 عضوًا على الأقل، بعضهم مازال ينوي المقاطعة هذه المرة أيضًا، بمن فيهم النائبان لويد دوجيت وجان شاكوسكي..