طوفان الأقصى يعيد القضية العربية الفلسطينية الى المربع الدولي الأول

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

ليست القوة هي الحق كما يمارسها العدو الصهيوني في كافة تصرفاته العدوانية على مدار سنيين الاحتلال ، انما الحق هو القوة كما تجسدها نضالات المقاومة البطلة في فلسطين التاريخية وغزة حاليا ، لهذا فلا يمكن ان يبقى الناس المقموعين على حالهم الى الابد ، اذ ان التوق للاستقلال والحرية وتقرير المصير يتحقق ويتجلى في نهاية المطاف نصرا مؤزرا ، وطردا مذلا للمستعمر وحياة كريمة للشعوب المناضلة .

ان اعتراف 148 دولة حتى الان بدولة فلسطين ، يعد إنجازا حضاريا على صعيد العلاقات الدبلوماسية الدولية ، وهذا الشىء لم يتحقق بسهولة ، بل كانت البندقية هي التي خطت ورسمت إطارات هذه المرحلة من تاريخ نضال شعبنا العربي في فلسطين ،ولولاها لم تدافعت الدول في أوروبا وافريقيا واسيا وامريكا الجنوبية لهذا الاعتراف غير المسبوق ، وهذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل 148 دولة ، حقق المشروعية الدولية للدولة الفلسطينية وسهل الحركة للدبلوماسية العربية الفلسطينية ان تتحرك بكل ثقة واقتدار لانها تسند ظهرها الى بندقية المقاتل الفلسطيني الذي يسطر كل يوم انتصارا جديدا على الكيان الصهيوني ،.

ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيتيح لفلسطين إمكانية طرح موضوع المسؤولية الإسرائيلية على صعيد الأمم المتحدة وبالتالي قد يقود إلى تشكيل لجنة دولية لبحث موضوع الأضرار الفلسطينية الناشئة عن الاحتلال ، ومن ثم وضع المجتمع الدولي لآليات وقرارات ملزمة و لإلزام الكيان الصهيوني بالتعويض عن هذه الأضرار..

إن أهم ما قد يقدمه الاعتراف بالدولة يتمثل في حق هذه الدولة في مساءلة وملاحقة الدول التي قد تدعم أو تساند دولة الاحتلال الصهيونية سواء في تنفيذ انتهاكاتها أو دعم وتشجيع هذه الدولة على الاستمرار في عدوانها واحتلالها للأرض الفلسطينية ، ومع تقديرنا لخطوات هذه الدول التي جسدت الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإعادة القضية الفلسطينية الى المربع الأول والصدارة العالمية فأن الاجمل ان تقوم هذه الدول بإعلان المقاطعة على البضائع الصهيونية ، وقطع العلاقات التجارية والعمل على محاصرة هذا الكيان الغاصب اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وثقافيا وحتى رياضيا وعزله حتى يتم ترويضه في احترام الشرعية الدولية ، وتطبيق القوانين الدولية والإنسانية والحقوقية ، وإيقاف العدوان الهمجي على أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة وفلسطين التاريخية ،

لقد حقق طوفان الأقصى إنجازات للقضية الفلسطينية ما لم تحققه اتفاقيات الذل والعار في أوسلو  ووادي عربه وقبلهما كامب ديفيد – هذه الاتفاقيات التي اسقطت خيار البندقية مما جعل العدو الصهيوني المحتل يتمادى في غطرسته وخيلائه.

نثمن عاليا تضحيات المقاومة في غزة -العزة وعلى كافة الثرى العربي الفلسطيني، ونرفع القبعات للدول الصديقة التي وقفت الى جانب الحق العربي، وندعو بقية دول العالم الى تعرية هذا الكيان غير الشرعي في المنطقة العربية حتى تتكامل الصورة وتجريد هذا الكيان الصهيوني من شرعيته الدولية والاممية المزعومة، وازلة الغطاء الدولي عنه ودعم المقاومة ضد هذا الاحتلال بكل السبل باعتبارها حقا مشروعا وفق القانون الدولي وكل الشرائع والأديان – فالمقاومة هي النهج الاستراتيجي والطريق الوحيد للتحرير وانهاء الاحتلال ، فالتاريخ يرشدنا ويؤكد طرحنا ان تحرر الشعوب يتم بخيار البندقية وتضحياتها ونضالتها السياسية معا، فالحق لابد له من قوة تسند روحه وهذا ما تحققه المقاومة البطلة في غزة وطوفان الأقصى حاليا. .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى