صعود نجم المقاومة الفلسطينية اللبنانية في فضاء الشرق الأوسط

بقلم: توفيق المديني

فِيمَا سَكَتَتْ مَدَافِعُ جيوشِ الأنظمةِ العربيةِ في المواجهاتِ مع الكيان الصهيوني منذ حرب أكتوبر 1973 ،وتَحَوَلَّتْ معظم الدول العربية إلى لَعِبِ دورِ الوسيطِ مع العدو الصهيوني ،وكَأَنَّ القضية الفلسطينية بالنسبة إليها أصبحتْ قضيةً ثانويةً جدًّا،لا قضية مركزية للأمة العربية،تَحَوَلَّتْ المقاومة الفلسطينية و اللبنانية بقيادة الحركات الجهادية (حماس و الجهاد الإسلامي وحزب الله والحوثيين)منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023،إلى القوةِ الأساسيةِ المسلحةِ في جبهاتِ القتالِ مع دولة الاحتلال الصهيوني ،للرّدِ على سنواتٍ طويلةٍ من العدوانِ والحصارِ المتواصلِ على كاملِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزّة.
فحتى الشعوب العربية المطحونة بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية لم تنتفضْ بشكلٍ صارخٍ، رفضًا للإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الصهيوني على غزة؛ إذْسُرعان ما خفت صوتها، وظل البعض منها فقط متواصلاً في الاحتجاج ضد التطبيع.
أمَّا الدول العربية الخمس كالأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر، منزوعًا عنها صفة الدول الوطنية ،فقد أصبح دورها يكمن في إعادة تأهيل الاحتلال الصهيوني من خلال تأكيد دعمها لـ”جهود الوساطة” بخصوص الأزمة التي تعيش في ظلّها غزة، لأزيد من ثمانية أشهر، داعية إلى التعامل بما وصفته ب”جدية وإيجابية” مع مقترح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للاتفاق على “صفقة” تضمن وقفا دائما لإطلاق النار.
فالنظام المصري يخشى من فتح معبر رفح بشكلٍ كاملٍ في الوقت الحالي، خشية من أنْ يؤدي ذلك إلى انتقال المقاومة إلى الأراضي المصرية، بينما يعتزم الرئيس السيسي الحفاظ على توازن علاقات نظامه مع أمريكا و الكيان الصهيوني و السلطة الفلسطينية في المنطقة، وحماس في قطاع غزة.
وفيما تواصل عدد من الدول الغربية احتجاجاتها الواسعة، استنكارًا لحرب الإبادة الجماعية الأمريكية الصهيونية المستمرة على قطاع غزة منذ مايزيد على ثمانية أشهر، التي دمّرت الحجر والبشر، وكسّرت كافة القوانين الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان،وسط تضامن غربي غير مسبوقٍ، أصبح موقف الدول العربية يترنّح بين الضعف والاحتشام والتخاذل والتواطؤ، في ظلِّ حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها دولة الاحتلال الصهيوني في حق المدنيين العزّل في قطاع غزة.
حين كان المشروع القومي العربي متصادمًا مع المشروع الإمبريالي الأمريكي والمشروع الصهيوني، كانت معظم الدول العربية على اختلاف مرجعيات أنظمتها السياسية والإيديولوجية، ملتزمة بحدود متفاوتة بالاستراتيجية العربية التقليدية ،التي تعتبر أنَّ الكيان الصهيوني يُعَدُّ دولة عدوانية توسعية قامت بصورة غير شرعية فوق أرض عربية (هي فلسطين)،وأنَّ استراتيجية “إسرائيل” ترمي في النهاية إلى السيطرة على المنطقة العربية.
من هنا كانت الاستراتيجية العربية تنظر إلى “إسرائيل” بوصفها كيانًا غاصبًا لفلسطين وللأراضي العربية المحتلة، وأنَّ وجوده أساسًا إنما جاء نتيجة غزو واحتلال غير مشروعة ،تمت بالعنف العسكري في حروب 1948-1949،1956و1967.وبعد حرب أكتوبر 1973،واستخدام العرب سلاح الحظر النفطي على الغرب، وهو استتخدام سياسي أكثر منه اقتصادي ، إذ انتاب المملكة السعودية بقيادة الملك الراحل فيصل،ومصر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات ، وهما أكبر قوتين مواليتين للولايات المتحدة في المشرق العربي شعور بالقلق العميق إزاء التطورات التي تقلب استراتيجيتهم السياسية رأسًا على عقب، فإثارة غضب الغرب سياسيًا جراء ذلك الحظر تغدو ضربًا من مجافاة المنطق، سيما أنَّه لم يكن حظرًا فعليًا و لم يكن الهدف منه الإساءة إلى الغرب، بل طي صفحة الصراع العربي الصهيوني بإيجاد تسوية مقبولة،ومن ثم توفير قواعد صلبة لدمج المشرق العربي ومنطقة البحر الأحمر بالدائرة الثقافية والاقتصادية للغرب الرأسمالي.
سقوط الأدوار الإقليمية العربية وصعود محور المقاومة
ثَمَّةَ مُحَصِّلَةٌ لأحداثٍ تاريخيةٍ تراكمتْ طيلة النصف الثاني من القرن العشرين، واستمرتْ مع العقدين الأولين للقرن الحادي والعشرين ،أَسْهَمَتْ في سقوطِ مقوماتِ النظامِ الإقليميِّ العربيِّ إلى قاعِ البئرِ،وهكذا حين سقط المقدس الوطني و القومي في أحابيل خط التسوية والبحث عن حلول سلمية للصراع العربي- الصهيوني، وأصبحت دول الطوق العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية جزءاً من السياسة واللعبة الدولية والإقليمية التي لا تسمح مطلقاً باستمرارالمقاومة الفلسطينية من أجل التحرير وأصيبت المنظمة بالعجز والوهن، في ظل تراجع دورها على الصعيد العسكري،برزت ” الظاهرة الجهادية” من خلال تفجر العمل العسكري الذي مهد لانطلاقة الانتفاضة الأولى في فلسطين المحتلة في9 كانون الأول 1987، وقيادة حزب الله المقاومة في جنوب لبنان الذي حرَّرَهُ من الاحتلال الصهيوني في 25آيار عام 2000،وقيادة حركتي حماس و الجهاد الإسلامي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة و الضفة الغربية ضد العدو الصهيوني ، في معظم الحروب التي شَنَّها الاحتلال الصهيوني على غزة منذ عام 2009 و لغاية حرب الإبادة الجماعية الحالية.
إنَّ القاسم المشترك بين هذه الحركات الجهادية،التي تختلف عن حركات الإسلام السياسي المرتبطة بالمخطط الأمريكي-الصهيوني في المنطقة العربية،هو خوض المقاومة المسلحة من أجل تحرير الأرض. وهذا بحد ذاته هدفٌ صحيحٌ، ولا يتناقض مع القول بشمولية المعركة. فالهدف المباشر للشعب الفلسطيني الذي عرَّفته أدبيات الثورة الفلسطينية أنَّه طليعة الأمة في المعركة، هوأن يستعيد أرضه كاملة وحقوقه في وطنه فلسطين كاملة.
والحال هذه تخوض اليوم هذه الحركات الجهادية المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني على جبهتين ، الأولى في جنوب فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، والثانية في شمال فلسطين على الحدود الجنوبية للبنان.
وتعتقد حركتي حماس و الجهاد الإسلامي التي تبوأت مركز الريادة في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، وحزب الله في شمال فلسطين ،أنَّه لا تستطيع الإمبريالية الأمريكية ،ولا دولة الاحتلال الصهيوني أن تضع المقاومة ببساطة في بورصة السياسة ويفرط فيها على طاولة المفاوضات في عواصم القاهرة وقطر وباريس .
لقد تحولت المقاومة المسلحة ضد العدو الأمريكي-الصهيوني إلى هوية الشعب الفلسطيني والأمة، لكنَّ الذي ساعد على اكتشاف هذه الهوية ،هوالإسلام الجهادي الحقيقي،الإسلام النضالي الذي يقول إنَّ جواب الدين والإسلام على الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة والاستعمار الأمريكي الجديد لمنطقة الخليج وبعض المناطق في كل من سوريا و العراق والأردن ،هوالقتال بالسلاح ضد هذا العدو المشترك وليس بالمهادنة، وهذا ما طرحته فصائل محور المقاومة في كل من فلسطين و لبنان واليمن و العراق وسوريا المرتبطة بمحور إقليمي مناهض للسياسة الأمريكية -الصهيونية في المنطقة ،ألاوهو إيران.
وبالمقابل فشلت الدول العربية في وقف حرب الإبادة الجماعية الأمريكية-الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نظرًا لتبعية معظم الدول العربية للإمبريالية الأمريكية ، وعجز هذه الدول العربية عن تحقيق أيِّ إجماعٍ عربيٍّ في قضيته المصيرية، وهي قضية فلسطين،( قطع علاقات الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني علاقاتها الدبلوماسية ،وسحب الأموال العربية المودعة في البنوك الأمريكية والأوروبية،واستخدام سلاح النفط والغاز،وإغلاق القواعد الأمريكية في الدول الخليجية)،مع تزايد الحروب الأهلية العربية-العربية،وانتشار الحركات الإرهابية والتكفيرية التي تنشر الفكر الانفصالي والإرهابي المتطرف المدعوم عربيا وصهيونيا وأمريكيًا،لذلك كان موقف الدول العربية من الحرب على غزة ضعيفًا وبعيدًا عن الموقف الوطني و القومي المشرف المناهض لدولة الاحتلال الصهيوني ،والإمبريالية الأمريكية التي لا تزال مهيمنة على مجلس الأمن ،واستخدمت حق النقض الفيتو لأكثر من مرَّةٍ حماية لدولة للكيان الصهيوني أو ضد وقف الحرب العدوانية على غزَّة.
موقف المقاومة في غزة من خطة الرئيس بايدن
بالنسبة للمفاوضات الجارية بشأن خطة الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار،كشف مصدر قيادي بحركة الجهاد الإسلامي،أنَّ رَدَّ المقاومة جَاءَ مفصلاً بشدةٍ وتضمن أدق التفاصيل، سواء بشأن البنود المقترحة أو عملية الانتقال بين المراحل المختلفة، قائلاً: “نعمل على سدِّ كافة الثغرات التي يمكن أن تنفذ منها الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أهدافها من دون الالتزام بشروط المقاومة التي حدَّدَتْها، والمتمثلة في الوقف الشامل لإطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع وإعادة الإعمار”. وكشف المصدر عن أنَّ الرَدَّ “جاء متضمناً توقيتات محددة لعملية وقف إطلاق النار الشامل بحيث تدخل حيز التنفيذ الرسمي مع نهاية المرحلة الثانية من الاتفاق”.
وكان وفد مشترك من حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد سلّم رد فصائل المقاومة، مساء الثلاثاء11حزيران/يونيو2024، للوسطاء في دولة قطر أثناء لقاء مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأيضاً أُرسل الردّ للوسطاء المصريين. وبحسب بيان الحركتين، فإنَّ الرَدَّ “يضع الأولوية لمصلحة الشعب الفلسطيني، وضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة بشكل تام”. وأبدى الوفد الفلسطيني جاهزيته للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ضد الشعب الفلسطيني انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية.
وذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، يوم الإربعاء 12حزيران/يونيو2024، أنَّ ردَّ حماس والجهاد الإسلامي على المقترح الذي قدَّمَه بايدن شمل سبع ملاحظاتٍ، هي:
أولا: في المرحلة الأولى، وتحديداً في اليوم الأول، يتمّ وقف مؤقت لإطلاق النار من الطرفين، والانسحاب بعيداً من المناطق المكتظة بالسكان إلى محاذاة الحدود.
ثانيا: في اليوم الثالث تبدأ عملية الانسحاب من شارعي صلاح الدين والرشيد، وتفكيك كل المنشآت العسكرية الإسرائيلية الموجودة في محور “نتساريم”، بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل محور فيلادلفيا وإخلاء معبر رفح بصورة نهائية، على أن يجري إتمام الانسحابين، خلال مدة لا تتجاوز اليوم السابع.
ثالثا: تسلّم المقاومة، في المرحلة الأولى، 33 أسيراً إسرائيلياً، أحياءً وأمواتاً، وستفرج عن 3 أسرى كل 3 أيام. وفي حال لم يتمّ الالتزام بالانسحاب الكامل بحلول اليوم السابع، تتوقّف عملية التسليم.
رابعا: ترفض المقاومة أي شروط مسبقة على أسماء الأسرى الفلسطينيين، بخصوص طريقة إطلاق سراحهم (الإبعاد). كما تتمسّك بالقوائم التي تقدّمها هي، والتي تستند إلى مبدأ الأقدمية في الاعتقال.
خامسا: في نهاية المرحلة الأولى، يجب أن يكون الانسحاب كاملاً من كل القطاع، وأن لا يتواجد أي جندي إسرائيلي داخل قطاع غزة.
سادسا: بخصوص وقف إطلاق النار، فتنتهي المرحلة الأولى بالإعلان عن استعادة “الهدوء المستدام”، ما يعني وقف العمليات العسكرية بشكل كامل، ويسري ذلك قبل تبادل الأسرى والمحتجزين عند الطرفين.
سابعا: تطالب المقاومة بإدخال الصين وروسيا وتركيا، كأطراف ضامنة للاتفاق.
حزب الله يوسّع قصفه نحو طبريا وحرق مستوطنات الشمال
في الجبهة الشمالية ، وسّع حزب الله اللبناني من وتيرة قصفه، يوم الأربعاء 12حزيران/يونيو 2024، في وقت أفاد جيش الاحتلال الصهيوني  برصد أكثر من 160 صاروخًا منذ صباح الإربعاء، تجاوزت الحدود من لبنان، اعتُرِض جزء منها، وأخرى سقطت بعدة مناطق شماليّ الأراضي المحتلة، ما أدى إلى اشتعال حرائق في عدة مناطق.
وأفاد شهود عيان بسقوط صواريخ وسماع دويّ انفجارات في عدة مناطق، من بينها منطقة بحيرة طبريا. وهذه هي المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا ومحيطها، منذ اندلاع الحرب في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويشير ذلك إلى توسيع حزب الله اللبناني قصفه نحو طبريا. كذلك، وثّق إسرائيليون انفجارات في محيط البحيرة.
وسادت حالة من الذعر صباح اليوم في أوساط المستجمّين على شواطئ البحيرة، التي تعتبر من أبرز أماكن الاستجمام، وبقيت كذلك طوال الأشهر الماضية منذ اندلاع الحرب. وجاء في بيان صادر عن سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، أن “طواقم عديدة من الإطفاء والإنقاذ، تعمل في عدة مناطق بالمنطقة الشمالية جراء سقوط قذائف صاروخية في مناطق مفتوحة. الطواقم تعمل على إخماد الحرائق ومنع انتشارها، علماً أن أحوال الطقس الحارة تشكّل عاملاً مساعداً في انتشار ألسنة النيران”.
واستهدف حزب الله القاعدة قاعدة ميرون الجوية الواقعة في منطقة جبل الجرمق يوم الأربعاء12حزيران/يونيو 2024 بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وحقق إصابات مباشرة، ما أدى إلى اشتعال النيران بداخلها وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من القاعدة.
وتُعَدُّ القاعدة، من أهم قواعد التحكم الجوي والتجسس والتشويش على دول المنطقة، وجرى استهداف الرادارات الأساسية فيها، والتي تمتلك قدرات وتقنيات كبيرة على صعيد الرصد والتحكم بمسارات طائرات الاحتلال والتجسس في المحيط.
وشهدت مناطق الاحتلال شمال فلسطين المحتلة، الأربعاء الماضي ، قصفًا عنيفًا ومكثفًا، من قبل حزب الله، بنحو 2015 صاروخا، إضافة إلى طائرات مسيرة وقصف مدفعي، في أكبر هجوم منذ بدء دعم الحزب لقطاع غزة، ردَّا على قيام الاحتلال باغتيال القيادي في الحزب طالب سامي عبد الله.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام عبرية، إن سقوط عشرات الصواريخ التي أطلقت من لبنان على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة الأربعاء، أدت إلى احتراق آلاف الدونمات من غابتي بيريا وميرون.وقال موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي، الخميس 13حزيران الجاري : “بسبب الحرائق التي اندلعت، الأربعاء، اشتعلت النيران في نحو 3500 دونم في غابات بيريا وميرون”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى رصد إطلاق 200 صاروخ من لبنان على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، بعد اغتيال دولة الاحتلال قياديا في حزب الله، مساء الثلاثاء. وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم”: “بينما تتساقط الصواريخ من لبنان وتسبب دمارا، يعتقد بعض الإسرائيليين أن رد فعل حكومتهم الباهت يظهر أنها سلمت الشمال باليد إلى حزب الله”.”وأضافت الصحيفة أن “غاي إيال، ضابط الأمن في المجلس الإقليمي للجولان، لم يغمض له جفن منذ الأمس، إذ تقع أكثر من 20 بلدة في الشمال، بينها مستوطنتان تم إخلاؤهما وهما أفيفيم ودوفيف، ضمن نطاق صلاحياته الواسعة”.
ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية مقال رأي للكاتب الإسرائيلي أرييل إيمانويل تحدث فيه عن أداء رئيس الحكومة الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو الذي يعتبر كارثة ل”إسرائيل”، حيث فشل كقائد في أوقات الحرب،ولا يملك خطة لتأمين السلام، وهدفه الوحيد البقاء في السلطة وتجنب الذهاب إلى السجن، بسبب تهم الفساد الذي تلاحقه.
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة: لقد كان هجوم خيار التسوية والاستسلام وتصفية المقاومة كاسحاً من قبل الإمبريالية الأمريكية و الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الإستسلامية ،إذ تعرضت حركتا الجهاد وحماس و الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لحرب إبادة جماعية ،لكنَّ تمسكهما بخيار المقاومة وعدم انخراطهما في لعبة التسوية بأيِّ شكلٍ من الأشكال، هوالذي أمنّ القضية الفلسطينية من خطر تصفيتها، عندما وصلت التسوية إلى طريقٍ مسدودٍ.
لولا وجود تيار في الشعب الفلسطيني رفع شعار “المقاومة هي الحل” لما استطاعت حركة المقاومة الفلسطينية أن تخوض حرب الخنادق في قطاع غزَّة، حيث تصطاد الجنود الصهاينة الخارجين من الخنادق وهم يركضون مكشوفين في الميدان وأجسادهم تواجه الأسلحة النارية القاتلة لقاذفات اللهب والبنادق التي تنفث النيران ،ما أدَّى إلى سقوطهم قتلى بشكلٍ جماعيٍّ.
فحركة المقاومة الفلسطينية تخوض حرب عصابات ضد جيش الاحتلال الصهيوني في غزَّة، وتنصب الفخاخ وتفجر المتفجرات في المباني وتطلق الصواريخ وتختفي في فتحات الأنفاق، ما تسبب في خسائر فادحة للجيش الصهيوني، فقد ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال الصهيوني منذ بدء الحرب على غزة إلى 650 جندياً، منهم 298 منذ بدء العملية البرّية داخل قطاع غزة.
على الصعيد العربي والإسلامي، فإنَّ صمود المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس،ومعها حزب الله في الأمة،هوالذي أنعش الأمل لدى الشعوب العربية والإسلامية،وبشكل حسي وملموس،وأكَّدَ أنَّ أمتنا ليست ضعيفة وقادرة على الفعل والإنجاز،إذا وجد فيها من لديه الاستعداد للتضحية إلى حد أن يتحول الإنسان إلى قنبلة بشرية. .
وعلى الصعيد العالمي، فلا أحد ينكر تأثيرالمقاومة في تعرية فاشية ونازية الدولة الصهيونية، ،ودورها في زيادة التعاطف والتجاوب العالمي مع القضية الفلسطينية والاحترام المتزايد الذي اكتسبه الشعب الفلسطيني ،والاحتقار المتزايد للكيان الصهيوني وعزلته دوليًا .
أما الرئيس بايدن الذي اختار لنفسه أن يكون شريكًا في حرب الإبادة الجماعية في غزَّة، فهو يواجه الآن تداعيات سياسته الخارجية المدافعة بشراسة عن استمرارية الهيمنة الإمبريالية الأمريكية، ومواجهة محور الصين وإيران وكوريا الشمالية ،التي اقتربت من بعضها البعض لدعم المجهود الحربي الروسي ومقاومة النظام العالمي الرأسمالي الليبرالي الأمريكي المتوحش الذي أصبح في طور الأفول . وقد أثبت هذا الوفاق المناهض لأمريكا بالفعل قوته بالقدر الكافي للتخفيف من تأثيرات المساعدات الغربية لأوكرانيا، وهو يزيد من ثمن الهيمنة العسكرية الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى