سقوط سياسي وانهيار أخلاقي يلاحقان إسرائيل منذ بداية حربها الآثمة على غزة

بقلم: خليل البخاري/ المغرب*

يلاحق إسرائيل، منذ بداية حرب غزة إلى الآن، سقوط سياسي وانهيار أخلاقي ..فالفشل العسكري يطارد إسرائيل . لكن أهم من يطارد إسرائيل هو ثورة الرأي العام العالمي في أوربا المثمتلة في احتجاجات الطالبات والطلبة بمختلف الجامعات الدولية، ثم قرارات الأمم المتحدة بالإعتراف بدولة فلسطين، ثم قرارات مجلس الأمن التي أدانت الهمجية الصهيونية ولم تعارضها سوى الحليف التقليدي والراعي الرسمي والتاريخي وهي الولايات المتحدة الأمريكية..أما السقوط السياسي لإسرائيل عالميا، فقد اتضح من خلال قيام عدة دول في إفريقيا وامريكا اللاتينية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وآعتراف دول أوربية مهمة بدولة فلسطين، ثم قرار المحكمة الجنائية بإدانة إسرائيل وإصدار مطالبات باعتقال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ووزير الدفاع جانيت.
كما استمرت الخسائر والسقوط السياسي والأخلاقي لإسرائيل حين جرى إدراج الجيش الإسرائيلي ضمن قائمة العار التي تلحق الأذى للأطفال في مناطق الحروب والنزاعات، فما يقوم به هذا الجيش في قطاع غزة ينزع قناع الأكاذيب والافتراءات الذي تمسكت به إسرائيل طوال سنوات طويلة لترويج أوهام الجيش الديمقراطي والدولة الديمقراطية، ولكن ها قد تم إدراجه ضمن جيوش 66 دولة ومنظمة إرهابية مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام بنيجيريا في قائمة العار الدولية التي تلاحق تلك المنظمات الإرهابية والجيوش المتهمة بقتل الأطفال وإبادتهم بدم بارد، وعدم احترام حقوقهم خلال النزاعات والحروب.. ولا شك ان قرار قائمة العار سيتيح لدول كثيرة ان تغير مسارها الدبلوماسي في التعامل مع إسرائيل، أو في فرض عقوبات رمزية أو بعدم دعم إسرائيل الصعيد العالمي.
وصفوة القول، لا ننتظر أن تمتثل إسرائيل لأية قرارات دولية، لكن النتائج السياسية والدبلوماسية والأخلاقية وسقوط المزاعم والأكاذيب الإسرائيلية طوال 50 عاما هي الأهم على الأقل في المرحلة الراهنة والى حين يأتي يوما يحتفل فيه الشعب الفلسطيني بدولة كاملة السيادة . وهو اليوم الذي تنتقل فيه إسرائيل من مصيدة العار والخزي إلى مصيدة المحاكمة مادام الاحتلال الإسرائيلي صار منبوذا دوليا. فحتى الطلبة الذين تظاهروا في حرم الجامعات ضد إسرائيل وسياستها الوحشية ،عبروا بدورهم عن معارضتهم للحكومة الإسرائيلية المتطرفة…وهذه كلها مكاسب للقضية الفلسطينية وخسائر لإسرائيل وتمهيد لمحو وباء الإحتلال الخبيث من جسم الدولة الفلسطينية.
وللتذكير ،فتاريخ الجيش الإسرائيلي متذ تشكيله كعصارة عصابات شتيرن والهاغاناه التي بدأت تاريخها بالمذابح والمجازر الدموية والابادة الجماعية للفلسطينيين ، لم يفقد هوية التشكيل التي أصبحت بصمة وهوية لجيش لم يتغير وما تبعها من تاريخ، قذر متواصل على مدى ثلاثة أرباع القرن، بدءا من مذابح التهجير وتدمير للقرى وقتل سكانها، مرورا بمذبحة دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا ومذبحة قانا . والتاريخ شاهد على كل المذابح التي قام بها الجيش الإسرائيلي و\بتوجيه من الحكومات الإسرائيلية الفاشية المتطرفة.

* أستاذ مادة التاريخ/ المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى