الحرب غلى غزة وتداعياتها
بقلم: خليل البخاري/ المغرب*
ما ازالت انتهاكات الجيش الإسرائيلي المتغطرس وحربه القذرة مستمرة ضد السكان المدنيين في غزة والضفة الغربية من مختلف الفئات العمرية. وإلى حدود الآن لا يبدو ما يشير في الأفق لانتهاء هذه الحرب برغم تنديد معظم المنظمات الأمنية بالهمجية العسكرية الإسرائيلية التي لا تفرق بين عسكري ومدني. ذلك لإن إسرائيل تعتبر كل الفلسطينيين إرهابيين، وهي تنتهج سياسة الأرض المحروقة من أجل تجويع الشعب الفلسطيني وتدمير كل المرافق الصحية والاجتماعية والبنى التحتية .
إن ما يحدث في قطاع غزة على وجه الخصوص هو حرب شاملة تتولى إبادة السكان. وكل من تمكن من البقاء على قيد الحياة من الفلسطينيين بات أسير الإعاقة أو الأمراض المزمنة. وما يقوم به الجيش الإسرائيلي المتغطرس بتوجيه من الحكومة المتطرفة هو حرب عصابات منظمة وإجرامية بدون شك. والمتمعن في التاريخ يدرك جيدا أن شراسة العصابات هي جزء لا يتجزأ من تكوين الجيش الإسرائيلي. فهو يؤمن بها كوسيلة أساسية لبلوغ أهدافه التوسعية. والتاريخ يدكر أنه بمجرد أن وضع جنيرالات إسرائيل السابقين أقدامهم على أرض فلسطين والحولان السورية في حرب 1967م ، رأى بعضهم أن ما حدث لم يكن سوى البداية فقط، وأنهم سيتركون هذا الإرث للأجيال القادمة لتكمل ما بدأوه. فهناك أطراف ترغب في أن تستمر مأساة الشعب الفلسطيني وتسعى إلى جر الدول العربية المستقرة إلى مستنقع الصراع لتحقيق إسرائيل خططها التوسعية في المنطقة..
وبكل موضوعية، اقول إن الحرب على غزة تشبه وجها من وجوه الخرب العالمية الثانية حيث تحولت غزة تحولت إلى مهرحان للموت واسع الأرجاء ومترامي الأنحاء برا وبرا وجوا. ومنطقة للمجاعة والتشريد والحرمان..كل ذلك يقع أمام سمع وبصر المنتظم الدولي وهيئة الأمم المتحدة، وعجز المنظمات الدولية عن ممارسة مهامها أمام جبروت وطغيان وغطرسة الكيان الصهيوني النازي المدعوم من الولايات المتحدة.
يساورنا اليقين بأن السلام سيعود إلى المنطقة وستعود أرض فلسطين الى اصحابها العرب، وتتحول الى مكان لآلتقاء كل الديانات السماوية، وفق رؤية دولية تنال ثقة وموافقة ورضا المجتمع.
* أستاذ مادة الإجتماعيات/ المملكة المغربية