“الهيمنة على المحكّ” كتاب صدر حديثاً بنسخته العربيّة عن مؤسّسة الفكر العربيّ

منذ أنْ رفعت الولايات المتّحدة بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب شعار “أميركا أوّلاً”، تصاعد الحديث عن أفول الهيمنة العالميّة، وانتقلت الأنظار شرقاً باتّجاه الصين، فتسأل الكثيرون: هل ستكون الصين بديلًا عن الولايات المتّحدة وهل ستمثّل شكلاً جديدًا من أشكال الهيمنة العالميّة؟ وكيف سيكون العالم ما بعد مرحلة الهيمنة الدوليّة؟ وما هو نظام العلاقات الجديد؟
في كتاب “الهيمنة على المحكّ” الصادر حديثاً بنسخته العربيّة عن مؤسّسة الفكر العربيّ ضمن برنامج “حضارة واحدة”، يحاول أستاذ العلاقات الدوليّة برتران بادي الإجابة عن هذه الأسئلة واستشراف أبعادها وأفُقِها، مواصلاً بذلك مشروعَهُ في تحليل النظام الدوليّ الحاليّ ونقدِه، بدءاً من كتابه الشهير “زمن المذلولين”، ومن ثمّ “لم نعد وحدنا في العالم” و”عندما يعيد الجنوب اختراع العالم”.
يناقش بادي في كتابه هذا، الذي نقلَهُ إلى العربيّة الدكتور جان جبّور، أسطورةَ الهيمنة من خلال تجارب متعدّدة، بدءاً من حلف ديلوس في اليونان القديمة، وصولاً إلى الهيمنة الأميركيّة ما بعد الحرب العالميّة الثانية. يرى بادي أنّ هذه الأسطورة قد فشلت في جميع مراحلها، ويركّز تحليله بشكل أساسيّ على التجربة الأميركيّة التي تُجسّد الهيمنة الأكثر تطرّفًا، مؤكّدًا على أنّ الولايات المتّحدة قد تحوّلت في الفترة الأخيرة من قوّة مهيمنة إلى قوّة اعتراضيّة بعد انتخاب دونالد ترامب، تُوجِّهُ سِهامها بطريقة طائشة نحو العالم، فتُصيب العولمة، وتعدُّديّة الأطراف، والتعاون، والتضامن. ويطرح بادي تساؤلات حول ما يمكن أن يكون العالم عليه ما بعد مرحلة الهيمنة الدوليّة، مشيرًا إلى أنّه ربّما لا يكون جنّةً جديدة، ولكنّه يمثّل تحوّلًا محفوفًا بالمخاطر والتحدّيات.
من هنا، فالصورة التي تظهر أمامنا تشير إلى خيارات جديدة بعد الهيمنة، حيث يتمثّل الرهان في تجاوز الأسطورة دون تدمير مزاياها. فهل نحن أمام مزايا جديدة أم أوهام جديدة؟

للمزيد
يتوفّر الكتاب بنُسخَته الورقيّة على موقِع نيل وفرات ولدى منتدى المعارف، وبنُسخته الإلكترونيّة على مواقِعَ أمازون ونيل وفرات وتطبيق أبجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى