الرئيس الصيني يتعهد بتقديم 69 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية لقطاع غزة، وثلاثة ملايين أخرى لوكالة الأونروا
بكين (رويترز) – قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم الخميس، إن الصين ترغب في العمل مع الدول العربية لحل القضايا ذات الصلة ببؤر الصراعات عبر سبل تفضي إلى دعم مبادئ الإنصاف والعدل وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل، في كلمة سلط الضوء فيها على حرب غزة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن شي القول أمام منتدى التعاون الصيني العربي إن الصين ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية لتكون نموذجا للسلام والاستقرار العالميين.
وحول قطاع غزة، قال الرئيس الصيني إن الحرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن للعدالة أن تظل غائبة للأبد، وإن “حل الدولتين” ينبغي تأييده بقوة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي القول “في مواجهة عالم مضطرب، فإن الاحترام المتبادل هو السبيل للعيش في وئام، كما أن الإنصاف والعدالة هما أساس الأمن المستدام”.
وجاء هذا في كلمة ألقاها شي بحضور قادة البحرين ومصر والإمارات وتونس، بالإضافة إلى وزراء خارجية بلدان أخرى أعضاء بجامعة الدول العربية.
ودعت بكين مرارا لحل الدولتين لوضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبعضوية فلسطينية في الأمم المتحدة، وهي مواقف تتفق بشكل وثيق مع مواقف الدول العربية.
وتستعرض بكين بشكل متزايد نفوذها الدبلوماسي في المنطقة إذ استضافت في أبريل نيسان أول محادثات على أرض الصين بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح الفلسطينيتين المتنافستين. كما توسطت في العام الماضي في اتفاق مصالحة تاريخي بين إيران والسعودية بعد خصومة استمرت لسنوات.
وهددت أزمة غزة بالزج بالمنطقة في صراع أوسع نطاقا، خاصة بعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران في الآونة الأخيرة.
وقال شي إن الصين ستواصل تقديم الدعم بهدف تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية فضلا عن دعم إعادة البناء في غزة بعد الحرب، متعهدا بتقديم 500 مليون يوان (69 مليون دولار) إضافية في شكل مساعدات إنسانية للطوارئ.
وقال إن الصين ستتبرع أيضا بثلاثة ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لدعم مساعدات الطوارئ التي تقدمها لقطاع غزة.
وأشار إلى أن الصين ستواصل التعاون مع الدول العربية في عدة مجالات منها حقول النفط والغاز والاستثمارات واسعة النطاق.
وتعهد شي بدعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة تزيد إجمالا عن ثلاثة ملايين كيلووات في الدول العربية.
وتعد الصين من كبار المشترين للطاقة من منطقة الخليج. وفي عام 2023، بلغت التجارة الثنائية بين الصين والخليج 286.9 مليار دولار، وفقا لبيانات الجمارك الصينية. وتمثل السعودية ما يقرب من 40 بالمئة من تلك التجارة.
وأضاف شي أن الصين ستستضيف القمة الثانية بين الصين والدول العربية في عام 2026.