حرب غزة وتفتيت القبتين الحديدية والدبلوماسية

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

روّج الكيان الصهيوني المحتل، عبر تاريخ سنوات الاحتلال لفلسطين التاريخية للعالم وخاصة العالم الغربي، كذبة كبيرة وهي ان الجيش الصهيوني هو جيش لا يقهر !؟ وقد استطاعت آلة الاعلام الصهيوني، تساندها وسائل الاعلام الغربي المتصهين  وبعض الأنظمة العربية المطبعة ، ان تكرس هذا الكذبة وهذه الترهات  في الذهنية الغربية والعربية معا ، حتى لا تقوم حركة نضال عربية تؤمن بالكفاح المسلح والمقاومة طريقا للتحرير، وتدحض هذه المقولة الهلامية ، وتعمل على استنهاض الامة العربية وإعادة امجادها التاريخية الخالدة في التضحية والفداء والعزة والكبرياء الوطني والقومي.

لقد استطاع هذا الكيان المحتل ان يسوق نفسه للعالم الغربي انه الكيان الوحيد القوي الذي يمكن ان يتعاون الغرب معه لحماية مصالحة في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، وقد ساهمت هذه الدعاية الصهيونية المجانية في قيام الغرب المتصهين بتقديم المال والسلاح وبناء تحالفات وبتصنيع ما يسمى “بالقبة الحديدية العسكرية”  لهذا الكيان لحمايته من الصواريخ القريبة والبعيدة المدى القادمة من الخارج ، كما عملت الدبلوماسية الغربية والأمريكية على الدفاع عنه في المحافل والمنابر الدولية مشكلة قبة أخرى دبلوماسية لحمايته من القوانين والقرارات والتشريعات الدولية ، لكن الله يمهل ولا يهمل، فقد جاء طوفان الأقصى لكي يفتت هتان القبتان الحديدية والدبلوماسية معا حيث استهدفت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر المواقع العسكرية الصهيونية وسعت الى اسر جنود العدو ومقاتليه، وتجنبت العملية استهداف المدنيين وخصوصا النساء والأطفال وكبار السن وهذا التزام ديني واخلاقي وعروبي يتربى عليه المقاتل والمقاوم العربي.

لقد اثبتت المقاومة العربية الفلسطينية ان هذا الجيش يمكن قهره وهزيمته بأبسط الإمكانيات المتاحة لكن اذا توفرت إرادة القتال الصادقة والاعداد الجيد، فقد أظهرت الصور والمشاهد القادمة من ارض المعركة وعبر الفضائيات العالمية ان الجندي الصهيوني خائف رعديد مختبئ داخل آليته ودبابته حديثة الصنع لا يقوى على الحركة او الترجل منها ، كما جاءت قرارات محكمة الجنايات الدولية و محكمة العدل الدولية التي حمّلت الكيان الصهيوني مسؤولية اعمال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وكذلك الطلب باعتقال قادة الكيان الصهيوني وعلى راسهم رئيس الوزراء نتنياهو، وفتح المعابر وإدخال المساعدات وإيقاف العدوان على غزة.. كل هذه القرارات والعقوبات جاءت صفعة أخرى للدبلوماسية الصهيونية وتفتيت لقبتها الدبلوماسية المعنوية الخارجية الأخرى.

لقد نجحت المقاومة العربية الفلسطينية في تفتيت ودحض الرواية الصهيونية من جذورها، وها هم طلبة الجامعات في العالم الغربي يدعمون المقاومة البطلة ويدعمون نضالات الشعب الفلسطيني، وعلى امتنا مواصلة الضغوط الشعبية والرسمية عربيا وإقليميا ودوليا لأنهاء الاحتلال وتفعيل حركات رفض التطبيع وحركة مقاطعة المنتوجات والبضائع الصهيونية والشركات التي تدعم الكيان الصهيوني ، وإلغاء الاتفاقيات كافة الموقعة مع هذا الكيان العنصري المحتل الذي لا يؤمن بالسلام، فهو كيان توسعي عنصري محتل لا يفهم الا لغة القوة.. وصدق الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عندما قال كلمته الخالدة “ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة “.

تحية من أعماق قلوبنا للمقاومة البطلة في فلسطين التاريخية. وانه لجهاد نصر او استشهاد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى