المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يطلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بالإضافة الى السنوار والضيف وهنية

أعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، اليوم الاثنين، أن المحكمة تسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال بحقّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وقال خان في حديث إلى شبكة سي أن أن الأميركية، إن مذكرات الاعتقال ستشمل أيضاً قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وتُعتبر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو، المرة الأولى التي تستهدف فيها المحكمة الجنائية الدولية الحليف الوثيق للولايات المتحدة الأميركية. وبحسب “سي أن أن”، فإن لجنة من قضاة المحكمة الجنائية الدولية ستنظر في طلب خان إصدار مذكرات الاعتقال. وتشمل التهم الموجهة لنتنياهو وغالانت “التسبب في الإبادة، التسبب بالمجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، بما في ذلك منع إمدادات الإغاثة الإنسانية، بالإضافة إلى استهداف المدنيين عمداً في النزاع”.

واعتبر نتنياهو، في وقت سابق، أن أي أحكام تصدرها المحكمة الجنائية الدولية لن يكون لها تأثير على تصرفات إسرائيل، لكنها “ستشكل سابقة خطيرة”. ورداً على تصريحات نتنياهو، شدد خان للشبكة الأميركية، على أن “لا أحد فوق القانون”، قائلاً إنه إذا لم تتفق إسرائيل مع المحكمة الجنائية الدولية، “فهم أحرار (…) في رفع الطعن أمام قضاة المحكمة وهذا ما أنصحهم به”.

أمّا التهم الموجهة لقادة حركة حماس، فتشمل “الإبادة، والقتل، واحتجاز رهائن، والاغتصاب والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز”، بحسب خان. وقال خان إن العالم صُدم في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، “عندما تمّ انتزاع الناس من غرف نومهم، ومن منازلهم، ومن الكيبوتسات المختلة في إسرائيل”، وفق قوله.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، مطلع الشهر الحالي، عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله إن نتنياهو يشعر بتوتر كبير وضغط هائل إزاء احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات ضد مسؤولين إسرائيليين، ويضغط بنفسه على المؤسسة الأمنية من أجل إدخال كميات أكبر من الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأضاف المسؤول الأمني: “نفس الشخص (نتنياهو)، الذي ضغط علينا طوال الوقت لتفجير المعابر (الحواجز) المؤدية إلى غزة في بداية الحرب، يطلب الآن العكس، وفتح معبر إيريز في أسرع وقت ممكن”. إلى ذلك، نقل موقع واينيت العبري، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو يتخوّف على مصيره الشخصي، “وفي حال صدرت مثل هذه المذكرات، فإن حرّية التنقّل الدولية لنتنياهو ستكون مساوية لحرية (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، ويبدو أنه (نتنياهو) يدرك ذلك”.

وصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين من المحكمة الجنائية في لاهاي منذ مارس/آذار 2023. كما تعتبر عدة أوساط إسرائيلية أنه بعيداً عن المصير الشخصي لنتنياهو، فإن إصدار مذكرات اعتقال ضد مسؤولين اسرائيليين سيشكّل خطراً عليهم، وكذلك على مكانة إسرائيل وعلى المؤسسة الأمنية بأسرها، وعلى جنود الاحتلال الذين شاركوا ويشاركون في الحرب على قطاع غزة

حركة حماس : “الجنائية الدولية” تساوي بين الضحية والجلاد

وقد  استنكرت حركة حماس بشدَّة محاولات المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مساواة الضحيَّة بالجلاّد عبر إصداره أوامر توقيف بحقّ عدد من قادة المقاومة الفلسطينية، دون أساس قانوني، مخالفاً بذلك المواثيق والقرارات الأممية التي أعطت الشعب الفلسطيني وكافة شعوب العالم الواقعة تحت الاحتلال الحقّ في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال بما فيها المقاومة المسلحة، خاصَّة ميثاق الأمم المتحدة حسب ما نصَّت عليه المادة(51).

وأعلنت الحركة في تصريح صحفي اليوم الإثنين، متابعتها لما “صدر اليوم عن المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، من مذكرات توقيف واعتقال بحقّ اثنين فقط من مجرمي الحرب للكيان الصهيوني؛ وهما “بنيامين نتنياهو” و”يواف غالانت”، اللَّذين ثبت تورطهما في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والعدوان والجرائم ضدَّ الإنسانية بحقّ الشعب الفلسطيني”.

وأضافت “لقد جاءت مذكرات التوقيف والاعتقال بحقّ قادة الاحتلال المذكورين متأخرة سبعة أشهر، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلالها آلاف الجرائم بحقّ المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والأطباء والصحفيين، وتدمير الممتلكات الخاصة والعامَّة والمساجد والكنائس والمستشفيات”.

وشددت الحركة على أنه “كان يتوجَّب على المدّعي العام إصدار أوامر توقيف واعتقال ضدّ كافة المسؤولين من قادة الاحتلال الذين أعطوا الأوامر، والجنود الذين شاركوا في ارتكاب الجرائم طبقاً للمواد 25 و27و28 من نظام روما الأساسي، التي أكّدت على المسؤولية الجنائية الفردية لكلّ مسؤول أو قائد أو أيّ شخص أمر، أو حثّ، أو ارتكب، أو ساعد، أو قام بتقديم العون على ارتكاب الجرائم، أو لم يتخذ الإجراءات لمنع ارتكاب الجرائم”.

نتنياهو يندد بسعي الجنائية الدولية لاعتقاله

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ما وصفه بالأمر السخيف والكاذب الذي أصدره المدعي العام للجنائية الدولية باستصدار مذكرة لاعتقاله ووزير دفاعه يوآف غالانت ليس موجها ضده فحسب، بل ضد إسرائيل، حسب تعبيره.

وأضاف نتنياهو أنه يرفض مقارنة المدعي العام بين “إسرائيل الديمقراطية” وكبار قادة حركة حماس المشمولين بتحرك المحكمة.

وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق اليوم خلال اجتماع لكتلة حزبه (الليكود) في الكنيست إن ما حدث “فضيحة”، وإنه “لا شيء سيوقفنا”

واشنطن ترفض إعلان مدعي عام الجنائية الدولية

وكالعادة الدائمة في محاباة اسرائيل، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان من المحكمة إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت لدورهما في الحرب المستمرة على غزة بأنه “شائن”، وفق ما ورد في بيان للبيت الأبيض.

ونقل البيان عن بايدن قوله إنه لا يمكن أبدا المساواة بين إسرائيل وحماس أمام الجنائية الدولية.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ترفض إعلان المدعي العام بشأن إسرائيل وحماس، معتبرا أنه لا سلطة قضائية للمحكمة الجنائية الدولية على إسرائيل.

وأضاف أن مساواة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بين إسرائيل وحماس أمر مخز، معتبرا أن القرار قد يقوض جهود التوصل لاتفاق تبادل ووقف إطلاق النار في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى