قرار بحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا.. عمالقة المال الأمريكيون حرضوا على قمع احتجاجات طلاب الجامعة
نيويورك أصدر أساتذة في جامعة كولومبيا، الليلة الماضية، قرارًا بحجب الثقة عن رئيسة الجامعة، مينوش شفيق، بعد أسبوع من التصويت الذي بدأ في الثامن من الشهر الجاري.
ومن بين 709 من أعضاء هيئة التدريس في الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا، صوت 65 بالمئة لصالح حجب الثقة، مقابل 29 بالمئة ضد، وامتنع عن التصويت 6 بالمئة.
وكان الدافع وراء التصويت، هو المخاوف بشأن حالة الحكم المشترك والحرية الأكاديمية في الجامعة، وتحديدًا قرار شفيق باستدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي مرتين لفض الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
رجال أعمال أمريكيون حرضوا على قمع احتجاجات طلاب الجامعة
هذا وقد كشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست، من خلال تسريب مكالمات مجموعة “واتساب”، دور رجال أعمال كبار من بينهم مؤسس ستاربكس في التحريض على تدخل الشرطة الأمريكية لقمع احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا.
وأوضح التحقيق أن آلاف الرسائل التي تم تسجيلها في محادثة عبر تطبيق واتساب تضمنت بعض الاتصالات بين عمدة المدينة إريك آدامز وعدد من قادة الأعمال والممولين في البلاد، بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق لشركة ستاربكس هوارد شولتز، ومؤسس شركة ديل ومديرها التنفيذي مايكل ديل، ومدير صندوق التحوط بيل أكمان وجوشوا كوشنر، مؤسس شركة ترايف كابيتال وشقيق جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترمب.
وفقًا للمراسلات التي حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، فإن مجموعة من المليارديرات وعمالقة المال والأعمال الذين يعملون على تشكيل الرأي العام الأمريكي حول الحرب في غزة، قاموا بحملة ضغط واسعة النطاق على عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز الشهر الماضي لإرسال الشرطة لتفريق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا.
وأوضح التحقيق أن مديري أعمال، بينهم مؤسس شركة كايند للوجبات السريعة دانييل لوبيتسكي ومدير صندوق التحوط دانييل لوب، والملياردير لين بلافاتنيك والمستثمر العقاري جوزيف سيت، أجروا مكالمة فيديو عبر تطبيق الزوم في 26 إبريل/نيسان مع عمدة المدينة إريك آدامز، بعد حوالي أسبوع من إرسال العمدة لأول دفعة من رجال شرطة المدينة إلى حرم جامعة كولومبيا.
وأظهرت سجلات الدردشة أن بعض الحاضرين أعلنوا تقديم تبرعات سياسية لآدامز، إلى جانب الضغط على رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وأمنائها للسماح لرئيس البلدية بإرسال الشرطة إلى الحرم الجامعي للتعامل مع المتظاهرين.
وقال أحد أعضاء مجموعة دردشة واتساب للصحيفة إنه تبرع بمبلغ 2100 دولار، وهو الحد الأقصى القانوني. كما عرض بعض الأعضاء دفع أموال لمحققين خاصين لمساعدة شرطة نيويورك على التعامل مع الاحتجاجات.
وخلال إحدى المحادثات المسجلة، أوضح أحد الموظفين العاملين لحساب الملياردير وقطب العقارات باري شتيرنليخت أن هدف المجموعة هو “تغيير السردية” لصالح إسرائيل من خلال نقل “الفظائع المرتكبة من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى جميع الأمريكيين”.
ولم تسجل الدردشة من تبرع بالمال لصالح إيريك آدامز ولا مقدار المبلغ المقدم، لكن الموقع الإلكتروني لمجلس تمويل الحملة الانتخابية لمدينة نيويورك تضمن عرضا لمجموع التبرعات التي تم إرسالها حتى شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام فقط.
وقال فيتو بيتا، محامي حملة آدامز، إن الحملة لم تتلق تبرعات من دانييل لوبيتسكي أو دانييل لوب أو جوزيف سيت أو غاباي، لكنه أكد تبرع الملياردير لين بلافاتنيك، ولم يرد على الأسئلة المتعلقة بتوقيت التبرعات التي قدمها بلافاتنيك.