الإبادة و التهجير مستمران في الذكرى الـ 76 للنكبة
بقلم: توفيق المديني
يعيش الشعب الفلسطيني ، و لا سيما في قطاع غزة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضده عقب عملية “طوفان الأقصى “في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023،نكبة ثانية ،التي قادتها أكثر الحكومات الصهيونية فاشية بزعامة بنيامين نتنياهومنذ تأسيس دولة “إسرائيل”،حيث ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني سلسلة كاملة من جرائم الإبادة والتهجير والتجويع، في قطاع غزة ولليوم الـ222 على التوالي، أدَّتْ بحسب حصيلة غير نهائية، إلى استشهاد 35,173، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة 79,061 مواطنا، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض عبر تهجير مليونين من سكان غزَّة ،وهدم 70في المئة من بنيتها التحتية السكنية، وهو ما يفوق ما حصل في عام 1948.
تتبنى الحكومة الصهيونية الفاشية الحالية بزعامة نتنياهو أيديولوجيا الفوقية اليهودية، وكذلك حزب عوتسما يهوديت (القوة اليهودية بزعامة إيتمار بن غفير) الداعم لنتنياهو في الإئتلاف الحكومي الحاكم الحالي الذي يرفع شعار “من النهر إلى البحر”، فيما الخطوط العريضة لحكومة نتنياهو، بأن “للشعب اليهودي حقاً حصرياً وغير قابل للنقاش في جميع مناطق أرض إسرائيل”،أي فلسطين التاريخية، وبالتالي استحاقة قيام دولة فلسطينية على أي كسور عشرية من مساحة فلسطين ،حسب اتفاق أوسلو، وحل الدولتين.
مرور 76 عاماً على ذكرى النكبة الفلسطينية عام 1948
وجاء قيام الكيان الصهيوني عام 1948 ضمن مخطط استعماري استهدف المنطقة كلها بما فيها فلسطين.وكان الوجود الصهيوني في فلسطين جزءاً منه، إذ قام المخطط الاستعماري على تجزئة العالم العربي،وضمان تخلفه،وتنصيب فئات رجعية قيادات في كل “دولة” من دوله.وهدف الوجود الصهيوني الحفاظ على هذه الفسيفساء.وظل الكيان الصهيوني مرتبطاً بحركة الرأسمالية العالمية عندما كان مركزها في أوروبا،وأصبح جزءاً من المخطط الإمبريالي الأميركي حين انتقل مركز هذه الرأسمالية العالمية إلى أميركا بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، وانطلاقا من المبادىءالأساسية في النظام الداخلي، قررت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة بنسبة ثلثي أعضائها إلغاء الانتداب على فلسطين، وتقسيمها إلى دولتين منفصلتين: عربية ويهودية،وفق قرار التقسيم رقم 181، مع الإبقاء على الوحدة الاقتصادية فيما بينهما. وقد صوتت إلى جانب المشروع 33 دولة، بما في ذلك الاتحاد السوفياتي، والولايات المتحدة الأمريكية،وعارضته 13 دولة، وامتنعت10 دول عن التصويت بما في ذلك بريطانيا. وقد جاء في القرار:” يلغى مفعول الانتداب على فلسطين في أقرب وقت ممكن،ولكن ليس بعد 1آب 1948.وسحب الجيوش الإنكليزية ليس بعد 1 آب 1948″.
وعلى الرغم من أن الاتحاد السوفييتي كان متبنياً للرؤية الإيديولوجية الماركسية اللينينية التي حاربت الحركةالصهيونية العالمية على الدوام،فإن مندوبه السابق في الأمم المتحدة أندريه غروميكو أيدّ قرارالتقسيم. وكشفت أرشيفات وزارة الخارجية السوفييتية الدعم الكبيرالمقدم من جانب الرئيس الأسبق للاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين للمشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين بالسلاح والعمل الدبلوماسي وتخفيض نسبة العرب، علماً أن الحزب الشيوعي السوفييتي في عهد لينين حارب بشدّةحزب البوند بوصفه حزباً رجعياً مرتبطاً بالحركة الصهيونية العالمية.
لقد تولد لدى الوعي الأوروبي قناعة، جوهرها أنَّ معافاة المجتمعات الأوروبية من معاداة السامية بعد قيام الدولة اليهودية، قد أوصل هذه المجتمعات إلى أعلى مراحل ليبراليتها وذلك من خلال تخلصها من آخر نزعاتها غير الليبرالية المتعلقة بمعاداة السامية. وبالنسبة لعداء شعوب المشرق والعالم العربي والإسلامي للدولة اليهودية لكونها قاعدة استعمارية عدوانية وكياناً اغتصابياً تم زرعه في قلب المنطقة، فهو في نظر الغرب الأوروبي، مرتبط بتخلف هذه الشعوب عن ركب الليبرالية التي تتعارض حسب رؤيتهم التبسيطية والاستعلائية والعدائية، مع جوهرالإسلام، ومع جوهر الحضارات الشرقية بوجه عام التي لا تنتج غيرالثقافة والنظم الاستبدادية.
إن استجابة القوى الأوروبية لحركة المطالبة بفلسطين من قبل بعض الشخصيات الأوروبية اليهودية، في نهاية القرن التاسع عشر،تحت يافطة الحركة الصهيونية ،ثم قيام دولة “إسرائيل” في عام 1948، تؤكد لنا عدم أمانة الغرب للقيم والمفاهيم التي حملتها في سيرورتها التاريخية الثورة الديمقراطية البرجوازية الأوروبية من الليبرالية والعلمانية والديمقراطية.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير، مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، إذ تم تشريد ما يزيد عن مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948. وبحسب بيانات الجهاز،فقد سيطر الاحتلال الصهيوني على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع المتبقية منها إلى كيان الاحتلال وقوانينه. كما صاحب عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
وبلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود بينهم 8 بالمائة فقط. وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون، حوالي 31.5 بالمائة منهم من اليهود، إذ تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي. وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 2023 تدفق أكثر من 3.3 ملايين يهودي. وعلى الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في العام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم، 14.63 مليون نسمة في نهاية العام 2023، ما يشير إلى تضاعف عددهم نحو 10 مرات منذ أحداث النكبة.
وهكذا رأى الوعي التاريخي الأوروبي والثقافة السياسية التي أنتجها،في المطالبة بدولة “إسرائيل” وبقيامهالاحقاً أساساً ديني الطابع،واستناداً إلى ذاكرة جماعية يهودية،ظاهرة طبيعية جداً وشبه بيولوجية .ولم يشكل ألفا عام من الانقطاع وعدم التواصل الزمني ،ولاسكن جماعات غير عبرية في الأرض الفلسطينية ولازوال اللغة العبرية كلغة حية،عائقاً أمام مشروع قيام الدولة الصهيونية .الحقيقة أنَّ تحقيق المشروع لم يكن بالأمرالسهل،وسيما في أوساط الطوائف اليهودية التي ظلت مرتبطة بالمعتقد الديني الثابت ،القائل بأنَّ العودة إلى أرض الميعاد لا يجب أن تحصل بفعل بشري ،إنما بالتدخل الإلهي وحده .
وسيطر الكيان الصهيوني الذي أعلن قيام دولته في مثل هذا اليوم قبل 76 عاما، على 78% من مساحة فلسطين التاريخية (27.000كيلومتر مربع)، وذلك بدعم من الاستعمار البريطاني تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم، (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، الذي عملت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا على استصداره)، ثم جاءت النكسة وتوسع الاستعمار والتهجير، وسيطر الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة فلسطين.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء، فإنَّ “عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023″، مشيرًا إلى “تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948”.وأوضح أنَّ الفلسطينيين يتوزعون في أنحاء العالم على النحو الآتي: “5 ملايين و500 ألف فـي دولة فلسطين (الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة)، وحوالي مليون و750 ألفا في أراضي 1948 “إسرائيل” ينما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 ملايين و560 ألفا، وحوالي 772 ألفا في الدول الأجنبية”.
ماهي خصائص النكبة الثانية؟
أولآ: يواصل الكيان الصهيوني عمليات التطهير العرقي والاستخدام المكثّف للقوة والسلاح وعدم الاكتراث لأي تحركات ومطالبات دولية لوقف احرب الإبادة الجماعية في غزة ، كما لم يردعه القضايا المرفوعة ضدهافي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وفي محكمة العدل الدولية.
ويستخدم نتنياهو والقادة العسكريون الصهاينة في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، وهي أطول حرب يخوضها الصهاينة منذ قيام كيانهم على حساب تهجير الفلسطينيين، نفس الإستراتيجية الصهيونية للتطهير العرقي التي طبقها بن غريون في حرب 1948 ، من أجل تحقيق التهجير القسري للفلسطينيين ،عبر ارتكاب المجازر،وتهديم البنية التحتية للسكان،ليبقى الملاذ الوحيد للفلسطينيين في قطاع غزة،هو الهروب الجماعي باتجاه صحراء سيناء.
ويتمثل التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة،من خلال الانتقال المتكرر في فترة الأيام الأخيرة الماضية، بعدما شنَّ العدو الصهيوني عدوانه الوحشي الجديد على مدينة رفح التي كانت تضم حينها نحو مليون ونصف المليون نسمة، حيث أصدر أوامر إخلاء مناطق فيها، فضلاً عن استمرار عدوانه في مناطق كان قد غادرها شمالي غزَّة، ليضيف من وتيرة التهجير القسري للفلسطينيين ،المتكرِّرة مع بعض العائلات قرابة سبع مرات نتيجة العدوان البري المستمر للجيش الصهيوني .
وفي ذكرى النكبة الثانية يعكس مقال مطوّل كتبه في صحيفة يديعوت أحرونوت، المؤرخ الصهيوني يوفال ناح هراري، يوم الإثنين 13مايو2024، ما يجول في فكر قادة ورموز الحكومة الصهيونية الفاشية بزعامة نتنياهو،فقد أشار المؤرخ الصهيوني إلى وجود رابط بين السياسة الصهيونية وتعريف الصهاينة لأنفسهم “ولدولة إسرائيل وكذلك لليهودية. وهناك كما هو معروف العديد من التعريفات، وصراع منذ سنوات حول شخصية إسرائيل”، مضيفاً أنه “لا يمكن الانتصار على حركة حماس وحزب الله وإيران، من دون أن تعرّف إسرائيل نفسها، من هي وما هو موقعها في العالم”.
ويدور الصراع الفلسطيني -الصهيوني ،برأي هراري، حول عقيدتين أساسيتين، فمن جهة هناك الصهيونية التي تدّعي أنَّ اليهود يشكّلون قومية، ولذلك لليهود ليس فقط حقوق إنسان فردية وإنما أيضاً حق قومي بالتعريف، فيما ترى أوساط عديدة في العالم، بنظريات الصهيونية تكريساً للفوقية اليهودية على البشر الآخرين، وأنَّها تسلب حقوق الفلسطينيين وحتى وجودهم. في حين تنفي أوساط إسرائيلية ذلك، وتعتقد أنه يمكن للمرء أن يكون صهيونياً وأن يعترف بحقوق الفلسطينيين في العيش في أمان وكرامة، ويزعم هذا النهج أن الدليل على ذلك موافقة الصهيونية عام 1947 على قرار التقسيم. أما العقيدة الثانية، التي تنافس اليوم في “إسرائيل”، فهي “أيديولوجيا الفوقية اليهودية”، ويقودها بحسب هراري، “متدينون متعصبون، يؤمنون بأن اليهود هم فوق باقي البشر ولذلك لا بد من منح اليهود حقوقاً أكبر على حساب حقوق الآخرين”.
وينفي نتنياهو والوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وحلفاؤهم، وفق المؤرخ الصهيوني ، وجود الشعب الفلسطيني ويتنكرون لحقوقه، “ويوجد أربعة أنواع من البشر في رؤيتهم لدولة واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، تهيمن عليها أيديولوجية التفوّق اليهودي. الأوائل هم اليهود الكاملون وحقوقهم كاملة، وفي المكان الثاني اليهود الذين نسوا ماذا يعني أن تكون يهودياً، وتكون حقوقهم أقل، وفي المكان الثالث الفلسطينيون من مواطني إسرائيل الذين سيحصلون على بعض الحقوق، وفي المكانة الرابعة المتدنّية، ملايين الفلسطينيين الذين سيكونون من دون مواطنة إسرائيلية ومن دون حقوق”.
ثانيًا: تعدُّ الإمبريالية الأمريكية الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية التي يقودها منذ ثمانية أشهر، ولا سيما الدعم العسكري والاستخباراتي و الدبلوماسي ،وهذا يعود إلى طبيعة “إسرائيل” بوصفها قاعدة أمريكية استراتيجية متقدمة مغروسة في قلب العالم العربي.فقد كانت العلاقة بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الصهيوني فريدة منذ قيامها في سنة 1948، وبعد 11 دقيقة فقط جعل الرئيس هاري ترومان الولايات المتحدة أول دولة في العالم تعترف بتأسيس الكيان الصهيوني في 15مايو1948.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، قدّمت الولايات المتحدة مساعدات للكيان الصهيوني أكثر من أي دولة أخرى في العالم، وحتى السنة الماضية، قدّمت الولايات المتحدة 158.7 مليار دولار لدولة الاحتلال الصهيوني منذ تأسيسها، الجزء الأكبر منها (أو ما يعادل 124.3 مليار دولار) لجيشها، وذلك وفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس، وبموجب مذكرة تفاهم مدتها 10 سنوات أبرمها الرئيس باراك أوباما، تُقدّم واشنطن حاليًا 3.8 مليارات دولار سنويًا كمساعدات عسكرية، دون احتساب 15 مليار دولار من المساعدات الإضافية التي وافق عليها الكونغرس الشهر الماضي ووقّعها بايدن لتصبح قانونًا.
ورغم أنَّ معظم الرؤساء الأمريكيين يتحدثون عن حل الدولتين،فيما يتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فإنَّ الولايات المتحدة ،في سياستها الخارجية ترفض رفضًا قاطعًا إنشاء دولة فلسطينية. وحين قرَّرت الجزائر، الدولة العربية العضو في مجلس الأمن بدورته الحالية وبالتشاور مع الجانب الفلسطيني والمجموعة العربية، صياغة مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بمنح فلسطين عضوية كاملة، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن، حتى لا تنال دولة فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة، يوم 18 إبريل/ نيسان 2024 ،حين صوّت مجلس الأمن على المشروع الجزائري، وحصل على تأييد 12 دولة، فيما امتنعت المملكة المتحدة وسويسرا عن التصويت.علمًا أنَّ هناك أكثر من 140 دولة اليوم تعترف بدولة فلسطين، على الرغم من أنها ليست عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.
وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قررت فلسطين الضغط وتفعيل قضية العضوية الكاملة مجدداً. وكان واضحاً أن الجانب الأميركي لن يقبل بخروج توصية عن مجلس الأمن، إذ تحتاج توصية من هذا القبيل لموافقة أو عدم اعتراض أي من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
لا تزال حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بقيادة حماس صامدة ،ومستمرة في خوض حرب العصابات ضد الجيش الصهيوني ، على الرغم من الاختلال الجذري في موازين القوى على الأرض بين جيش الاحتلال الصهيوني المدعوم بقوة من كل المعسكر الغربي وبين قوى المقاومة الفلسطينية التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف قوات الاحتلال بعد مرور أكثر من 220 يوما على العدوان.
وتتمتع حماس دائما بالقدرة على تجديد وتجنيد الجيل القادم من المقاتلين المستعدين لمواجهة العدو الصهيوني وكما قال الشيخ ياسين ذات مرة: “وراء كل شهيد ألف شهيد جاهز للمعركة”.ولن تخضع حماس ولن تستسلم. ويروج الكيان الصهيوني أنَّ نصف مقاتلي حماس قُتلوا، لكن كتائب عز الدين القسام تثبت كل يوم أنَّها لا تزال قادرة على المقاومة الشرسة.
ولا يزال هناك ما لا يقل عن خمس كتائب نشطة، مقسمة الآن إلى وحدات حرب عصابات متنقلة، في رفح وحدها. إنَّ حماس، المسلحة بقذائف آر بي جي والمتفجرات والطائرات المسيرة، والقادرة على إطلاق النار من كل زاوية وركن، ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بالقتال الذي بدأته في السابع من شهر أكتوبرالماضي.وسط الأنقاض، وفي الأنفاق في عمق غزة، يُعد البقاء على قيد الحياة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية رغم الصعاب انتصارًا في حد ذاته.