فلسطين هي اليقين.. والمقاومة هي البوصلة ليوم الدين

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

هي غزة ، وحدها التي تعلمنا كل يوم دروسا في العزة والصمود ، هي غزة التي إعادت للامة العربية ثقتها في قدراتها الذاتية ، هي وحدها غزة التي تقاتل الكيان الصهيوني والغرب المتصهين معا ، اما عرب الردة ومواقفهم المخزية الجبانة تجاه حرب غزة فالحديث عنهم يطول ولا مجال لتعريته الان ، فحلاوة النصر القادم من غزة يعطر مجالسنا عزة وكبرياء ، فالبنادق التي صنعت النصر في غزة حملها رجال اشداء شعارهم : اما عظماء على هذه الأرض او عظاما في جوفها . ذلك لان قوة المقاتل العربي الفلسطيني في غزة تنبع من عزيمة صادقة وإرادة صلبة تحمل هدفا نبيلا ، هو الدفاع عن الأرض والعرض ودحر الاحتلال الغاصب والدفاع عن مقدسات الامة وفك الحصار الظالم على الشعب العربي الفلسطيني منذ عقود .

لقد جاء طوفان الأقصى ليعلن للعالم ان تاريخا وفجرا جديدا تكتبه المقاومة البطلة بالدم والنار والبارود، حيث يسطره المقاتل العربي الفلسطيني في غزة كل يوم بالتصميم على النصر ، وان لا تراجع بعد اليوم فأما النصر واما الشهادة ، فهذان خياران يصنعان النصر المؤزر ، فطوفان الأقصى جاء ليعلن للملأ بأن الصبر قد نفذ وانتهى عهده بغير رجعه لدى الشعب العربي الفلسطيني ، وان إرادة القتال والتحرير هي سيدة المشهد والموقف الان ، جاءت للتحرير وتحقيق ما كان امرا مستحيلا في غابر الأيام والسنوات ، الا انه اصبح ممكنا الان – وتباشير النصر أصبحت ظاهرة وماثلة للعيان ، فها هو العالم يتململ ويتحرك من جامعات ودور عبادة ومنتديات ومنظمات أهلية وبرلمانات تخرج من صمتها لتعبر عن ادانة جرائم العدو الصهيوني في غزة ، و هذا هو الكيان اللقيط يساق ولأول مرة في التاريخ المعاصر الى المحاكم الدولية بتهمة جرائم الإبادة الجماعية ، وانتهاك حقوق الانسان ، ضد الأطفال والنساء والشيوخ وكبار السن ، من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة .

ان الحياة وقفة عز ، والمقاومة البطلة في غزة اخذت عهدا على نفسها ان تخرج كل يوم من بين الركام والقصف والمعاناة اكثر قوة واكثر صلابة واكثر منعة و إصرارا على مواجهة العدو ، منتصرة ، رافعة راية النصر شامخة ، بعزائم لن تخور ، ومعنويات لن تكسر ، تهتف صباح مساء ، ” طالع لك يا عدوي طالع …من كل بيت وحارة وشارع ….بسلاحي وايماني طالع “. وسوف يظل تاريخ السابع من أكتوبر المنارة المضيئة في طريق الأمل المنشود لكل الأجيال العربية ، وطاقة النور العظيمة التي يستمد منها العربي القوة الكامنة له والمحفزة اللازمة لمحاربة اليأس والخنوع كلما داهمه ، والتغلب على كافة الصعوبات والتحديات ، والخروج من كل الأزمات مهما كانت خانقة ومحبطة .

تحية اكبار للمقاومة العربية الفلسطينية في فلسطين وغزة ، وسيظل فجر أكتوبر أيقونة للإرادة والعزيمة العربية، وأنشودة للعزة والأمل والكرامة، وقصة انتصار للامة العربية تروى للأجيال بكل فخر و شموخ واعتزاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى