استقالة ضابط باستخبارات البنتاغون، احتجاجاً على دعم ادارة بايدن لإسرائيل في “قتل الأطفال” بقطاع غزة
واشنطن – أعلن ضابط كبير، في وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، استقالته من الجيش، على خلفية دعم بلاده للاحتلال الإسرائيلي، الذي “ساعده في قتل المدنيين الفلسطينيين”.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز أن الضابط، الذي يحمل رتبة رائد، ويدعى هاريسون مان، متخصص في الشرق الأوسط، وقضى نصف حياته المهنية 13 عاما في شؤونها، وعمل في السفارة الأمريكية في تونس سابقا.
وقال الميجر مان، في مشاركة عبر حسابه على موقع لينكد إن: “إن السياسة التي لم تغب عن ذهني قط خلال الأشهر الستة الماضية هي الدعم غير المشروط تقريباً لحكومة الاحتلال، التي ساهمت ومكّنت من قتل وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء”.
وأوضح الضابط أن “هذا الدعم غير المشروط، يشجع أيضا على التصعيد المتهور الذي يهدد بحرب أوسع نطاقا”.
وقالت الصحيفة إن مان أكد أنه كاتب المنشور، لكنه رفض التعليق أكثر بشأن ما قاله.
ولفت نيويورك تايمز، إلى أنه من غير المعروف، ما إذا حصلت استقالات أخرى، احتجاجا على السياسة الخارجية الأمريكية، منذ العدوان على غزة، لكن استقالة مان، وهو في الخدمة الفعلية، على سياسة بلاده، من المرجح أنها غير شائعة خاصة وأنه أعلن التفاصيل التي دفعته لذلك.
وهذه ليست الاستقالة الأولى من مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، وسبقه جوش بول مسؤول مكتب وزارة الخارجية، المشرف على عمليات نقل الأسلحة، رفض لتسليح الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مان إنه كان يعتزم ترك الجيش “في مرحلة ما” لكن حرب غزة دفعته إلى تقديم استقالته في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر وترك مهمته في وكالة الاستخبارات العسكرية.
ووفقا لملفه الشخصي على موقع لينكد إن، فقد أصبح الرائد مان ضابطا مشاة بعد حصوله على تأهيل في عام 2011، ثم درس في مركز جون إف كينيدي للحرب الخاصة التابع للجيش في ولاية كارولينا الشمالية، وتأهل كضابط شؤون مدنية في عام 2016. وبعد حوالي ثلاث سنوات، تشير سيرته الذاتية إلى أنه أصبح ضابط منطقة أجنبية متخصصا في الشرق الأوسط.
ويعد المتخصصون الإقليميون في السفارة الأمريكية، ملحقين دفاعيين، ووظيفتهم أن يكونوا حلقة وصل وفيعة المستوى بين البنتاغون وجيش الدولة المضيفة.
ويتم تدريب الملحقين أيضا على تقييم طلبات الأسلحة والتدريب من القوى الأجنبية، وتقديم توصيات إلى مسؤولي وزارة الخارجية حول ما إذا كان إثبات هذه المساعدة ضروريا وبما يتماشى مع القوانين الفيدرالية بشأن حماية حقوق الإنسان.
وقال الرائد مان في مذكرته إنه واصل القيام بواجباته في وكالة استخبارات الدفاع، دون التعبير عن مخاوفه، على أمل أن تنتهي الحرب قريبا.
وتابع: “قلت لنفسي إن مساهمتي الفردية كانت ضئيلة، وأنه إذا لم أقم بعملي، فسيقوم شخص آخر بذلك، فلماذا إثارة ضجة من أجل لا شيء؟” هو كتب.
وأوضح في منشوره، “عملي هنا مهما بدا إداريا أو هامشيا ساهم بلا شك في هذا الدعم، لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور رعبا وحزنا التي يمكن تخيلها والتي يتم عرضها أحيانا في الأخبار في مساحاتنا الخاصة ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا لقد سبب لي هذا عارا وشعورا بالذنب لا يصدقان”.
وأضاف: “في مرحلة ما مهما كان المبرر إما أن تتقدم بسياسة تمكن من المجاعة الجماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك”.
وشدد بالقول: “أعلم أنني، بطريقتي الصغيرة، طورت هذه السياسة عن قصد، وأريد أن أوضح أنني سليل اليهود الأوروبيين، فقد نشأت في بيئة أخلاقية لا ترحم بشكل خاص، عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي”