بذريعة التحريض.. مجلس الوزراء الإسرائيلي يوافق على قرار إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الكيان الصهيوني، وهي تستنكر/ فيديو

القدس المحتلة: قال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي، مساء اليوم الأحد، إن مفتشين داهموا مكتب قناة الجزيرة القطرية في القدس، وصادروا معداته.

جاء ذلك في منشور للوزير كرعي عبر منصة “إكس”، بعد ساعات من مصادقة الحكومة بالإجماع، على قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل بتهمة “التحريض”.

وقال كرعي: “داهم مفتشونا بدعم من الشرطة مكاتب قناة الجزيرة في القدس، وصادروا معداتها”.

وكان قد  وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الأحد، بالإجماع على قرار لإغلاق مكتب الجزيرة القطرية في إسرائيل وحجب بث القناة بعد مشوار قانوني ومداولات دفع إليها وزير الاتصالات الذي وصفها بانها عامل عدائي يؤجج المشاعر ضد دولة إسرائيل في سياق تغطية الحرب في غزة، على نحو لا يمكن للدولة مواصلة السماح ببث هذه المضامين.

وبحسب صيغة القرار الذي أرسل إلى وزراء الحكومة نهاية الأسبوع، فإن إغلاق القناة سيتم بموجب قانون منع المذيعين الأجانب من المساس بأمن الدولة، الذي أقره الكنيست، بعد بداية “حرب السيوف الحديدية”.

وفي التفاصيل، قررت حكومة بنيامين نتنياهو بالإجماع اليوم الأحد، وقف عمل شبكة الجزيرة القطرية في إسرائيل، ولم يحدد بيان صادر عن الحكومة توقيت دخول القرار حيز التنفيذ.

وجاء تصويت مجلس الوزراء بعد أن أقر الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يسمح بالإغلاق المؤقت في إسرائيل لمحطات البث الأجنبية التي تعتبر تهديدا للأمن القومي خلال الحرب على غزة.

وقال نتنياهو في منشور عبر منصة إكس: “قررت الحكومة برئاستي بالإجماع إغلاق قناة التحريض الجزيرة في إسرائيل”.

وأكد وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي في بيان: “أوامرنا ستدخل حيز التنفيذ على الفور.. واجهنا الكثير من العقبات القانونية غير الضرورية حتى تمكنّا أخيرا من إيقاف آلة التحريض التابعة لقناة الجزيرة والتي تضرّ بأمن البلاد”، بحسب تعبيره.

وقال موقع “واللا” الإخباري العبري، إن وزراء حزب “معسكر الدولة” برئاسة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، لم يحضروا جلسة الحكومة ولم يشاركوا في التصويت.

وتابع: “كان من المفترض أن يطرح القرار خلال جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، التي عقدت الخميس الماضي، لكن رئيس الموساد (ديفيد برنيع) ورئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك (رونين بار)، أعربا عن معارضتهما لإقراره، خشية أن يضر بجهود إطلاق سراح المختطفين والوساطة القطرية، وتقرر تأجيل التصويت وإحالته إلى الجلسة العامة للحكومة”.

وقد وصل “المجد” بيان الشجب والاستنكار التالي الذي اصدرته الجزيرة بعد ظهر اليوم الاحد..

الدوحة – في خطوة ممعنة في التضليل والافتراء، قررت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالإجماع المصادقة على أمر إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل، وسحب اعتمادات طواقمها وعدم السماح بنقل بثها عبر شركات الاتصال، وحجب المواقع الإلكترونية التابعة لها.
إن من المفارقات الساخرة، أن تقوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق مكاتب الجزيرة ومنع الجمهور من الاطلاع على المحتوى الذي تقدمه، والعالم لا يزال يتفيأ ظلال اليوم العالمي لحرية الصحافة، وكأنها تضرب بعرض الحائط أدنى درجات الحياء في احترام حرية التعبير ولو شكليا أمام العالم أجمع.
إن شبكة الجزيرة الإعلامية، وهي تدين وتستنكر هذا الفعل الإجرامي الإسرائيلي المتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات، فإنها تؤكد حقها في استمرار تقديم خدماتها إلى كل متابعيها في أنحاء العالم بما تقتضيه حاجة الجمهور لمعرفة الحقيقة، وهو ما تكفله المواثيق الدولية.
إن استمرار إسرائيل في قمع الصحافة الحرة، من أجل التستر على جرائمها وأفعالها المخالفة للقانون الدولي والإنساني عبر القتل المباشر لطواقم الصحافة والاعتقال المتكرر والاستهداف المستمر والتهديد، لم ينجح في ثني الجزيرة عن مواصلة واجبها الإعلامي، بينما قضى أكثر من 140 صحفيا فلسطينيا شهداء في سبيل الحقيقة منذ بداية الحرب على غزة.
وتجدد الشبكة نفيها القاطع للادعاءات الواهية التي تصدرها السلطات الإسرائيلية بشأن خرقها للأطر المهنية الضابطة للعمل الإعلامي، وتؤكد التزامها الثابت بالقيم الواردة في ميثاقها للشرف المهني.
وتدعو الجزيرة كل المؤسسات المعنية بحرية الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان وكل المؤسسات ذات العلاقة، إلى إدانة تعديات السلطات الإسرائيلية المتكررة على الصحافة والصحافيين، ومحاسبة المسؤولين عنها. وتؤكد أنها ستسلك كل السبل الحقوقية والقانونية والمهنية أمام المنظمات الدولية والقانونية لحماية حقوقها وطواقمها، وقبل كل ذلك حق الجمهور في المعرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى