بين عيد العمال وطوفان اللأقصى

بقلم: عبد الهادي الراجح

يحتفل العالم بعيد العمال في الأول من أيار من كل عام، وتمر هذه المناسبة التي اجمع عليها العالم لتكون عيداً لتكريم العمال اكبر طبقات المجتمع الإنساني عددا وأكثرها مظلومية واضطهادا.
هذا اليوم التاريخي الذي انطلقت مناسبته من الولايات المتحدة على أثر حادث معروف تاريخياً ويومها أجمع الشعب في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الإمبراطورية الشابة الفتية في ذلك الوقت، أن يكون يوماً للعمال وتكريماً لنضالهم الطويل، قبل أن تصيبها الشيخوخة السياسية القاتلة نتيجة فيروس خطير اسمه الصهيونية العالمية.
لقد أصبحت الولايات المتحدة، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، مطية للصهيونية العالمية، وتعلن انحيازها الأعمى للشيطان الصهيوني منذ الدقيقة الأولى لولادته القيصرية التي جاءت عكس كل قوانين الأمم والشعوب، وفي الاتجاه المضاد لحركة التاريخ والجغرافيا.
ورغم حالة القطبية الثنائية التي حكمت العالم في ذلك الوقت بمعسكرين غربي وشرقي، بعدما كانوا حلفاء في الحرب العالمية الثانية وبخندق واحد ضد النازية والفاشية، ولكن الصهيونية الحاكمة في الولايات المتحدة، وهي أسوأ من النازية، أبت إلا أن تعلن حرباً باردة وساخنة في مناطق أخرى من العالم مع حليف الأمس، دولة العمال الأولى الاتحاد السوفيتي ، وللأسف نجحت الولايات المتحدة في إعطاء العمال بعض حقوقهم وكذلك فعل أتباعها في العالم، ونجحت في تقسيم العمال إلى فئتين عمال المنازل وعمال الحقول ، الفئة الأولى ارتضت بالعبودية بكل معناها في سبيل الحصول على بعض الامتيازات من الملبس والطعام من باقي فضلات أسيادها والامتيازات الأخرى التي جعلتها تسير في ركب الصهيونية العالمية ، هذه الطبقة عملت على مدار التاريخ كطابور خامس لإحباط كل ثورة عمال وطنية مقابل أن تنعم بما يتفضل عليها أسيادها ، وهكذا استطاعت أمريكا الصهيونية إبعاد العمال عن ثورتهم الأم في موسكو .
انهيار الاتحاد السوفيتي الذي له أسبابه الداخلية والخارجية ونهاية الحرب الباردة، كشف كل الأكاذيب الامبريالية حيث جرى التنكيل بالعمال وبيع مؤسساتهم وشركاتهم الوطنية حتى أصبحت الخصخصة أو اللصلصة الطريق الذي سار عليه كل عملاء أمريكا وأتباعها في العالم ، وبالذات في وطننا العربي بكل أقطاره للأسف، فبعدما رحل الزعيم جمال عبد الناصر وأصبح الأمر لأعراب الصحراء، جاء العدوان البربري الهمجي على غزة ليثبت للعالم أجمع أن حقوق الإنسان خاصة العمال ليس المقصود بها إلا الإنسان الصهيوني في الولايات المتحدة واتباعها في الغرب وفي فلسطين المحتلة ، أما باقي عمال العالم فهم خارج المعادلة وليس لهم أي حقوق، علماً أن الغزو على قطاع غزة كان ضحيته الأولى العمال وهم الفئة الأكثر تضرراً ، لكن صمود غزة وشعبها بكل طبقاته أسقط أخلاقياً ومعنوياً كل تجار حقوق الإنسان، وأصبح تمثال الحرية في نيويورك يبكي على الحرية ، أليس النساء والأطفال والعمال هم الأكثر من شهداء غزة بشكل خاص ، تلك الفئات تعرف بالعمال ويحتفل العالم بعيدهم اليوم الأول من أيار .
أجزم أن عيد العمال هذا العام جاء كاشفاً لكل أكاذيب أمريكا الصهيونية وعبيدها من أعراب اللسان ، عيد العمال هذا العام صفعة على وجه وقفا كل تجار حقوق الإنسان والصهيونية العالمية ، ومع ذلك نحتفل مع العالم بالأول من أيار لأننا نؤمن أن هذا اليوم التاريخي أكبر صفعة على وجه الإمبريالية والصهيونية والماسونية، أمهم جميعاً، وما يفعلونه من إجرام وإبادة في فلسطين وغزة بشكل خاص سيبقى شاهداً على عصر الانحطاط والبربرية الصهيونية الماسونية التي تتواضع أمامها كل جرائم العالم .
كل عام وأمتنا العربية وقلبها فلسطين وأحرار العالم بألف خير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى