ادارة بايدن تستعيد “المكارثية” البغيضة.. هيومن رايتس ووتش: رد فعل رؤساء الجامعات الأمريكية على الاحتجاجات قاس للغاية
دعت مجموعة “طلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين” الطلاب للحضور إلى مخيم الاحتجاج في جامعة كولومبيا، لمواجهة تحذير إدارة الجامعة الذي سيتم بموجبه فصل الطلاب إذا لم يخلوا المخيم.
ووجهت المجموعة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والتي سبق تعليق التحاقها بجامعة كولومبيا، دعوتها إلى الطلاب الآخرين للحضور إلى المخيم الاحتجاجي الذي يقيمونه في الجامعة عند الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين قبل الموعد النهائي الذي حددته الجامعة في الساعة 2 ظهرا لتعليق انتسابهم إلى الجامعة إذا لم يتم فض الاحتجاج.
وكتبت المجموعة على حسابها في منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “احضر عند الظهر لحماية المعسكر!”.
وكانت قد أخطرت جامعة كولومبيا المتظاهرين في وثيقة يوم امس الاثنين أنهم إذا عرفوا عن أنفسهم لمسؤول جامعي ووقعوا على نموذج يلتزمون فيه بالالتزام بسياسات الجامعة حتى يونيو 2025 أو “تاريخ منح شهادتك”، فلن يتم فصلهم طالما التزموا بهذا النموذج.
وجاء في النموذج: “إذا لم تغادر بحلول الساعة الثانية بعد الظهر، فسيتم تعليق انتسابك إلى الجامعة في انتظار إجراء مزيد من التحقيقات”، وأخبرت مجموعة “طلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين” الطلاب في منشور على منصة “إكس”: “لا توقعوا أي شيء مع الإدارة”.
وفي السياق ذاته، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 شخص في الأسبوع الماضي وأزالت الخيام من الحديقة الرئيسية لحرم الجامعة في مانهاتن، لكن المتظاهرين عادوا بسرعة وأقاموا الخيام مجددا.
ومنذ ذلك الحين، اعتقلت السلطات مئات المتظاهرين في جامعات أمريكية عديدة حيث أقام الطلاب اعتصامات بالخيام على غرار تلك الموجودة في جامعة كولومبيا، مطالبين الجامعات بالتوقف عن الاستثمار في شركات مرتبطة بالجيش الإسرائيلي.
“هيومن رايتس ووتش”: رد فعل رؤساء الجامعات الأمريكية قاس للغاية
ومن جانبها، أكدت منظمة حقوق الإنسان الدولية “هيومن رايتس ووتش” أن الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين كان قاسيا للغاية من جانب سلطات الجامعة، وحرم المشاركين من الحق في الاحتجاج السلمي.
وقالت المنظمة في بيان إن “ردود فعل بعض رؤساء الجامعات للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين كانت صادمة. فهؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن يشجعوا التعلم والنقاش، ويشجعوا الجيل القادم على الدفاع عن معتقداته في جو من احترام الحريات الأساسية”.
وأضاف البيان: “بدلا من احترام الحريات الأساسية، استجابوا بإجراءات قاسية في مؤسسات مثل جامعة كولومبيا، وجامعة تكساس، وجامعة إيموري. هناك عمليات تعليق جماعي [للفصول الدراسية]، وعمليات إخلاء وطرد للطلاب من مهاجع الجامعة، واعتقال الصحافيين الذين يغطون احتجاجات الطلاب والمدرسين”.
وشددت المنظمة على أنه “حتى لو كنت لا توافق على ذلك، وإذا كنت تعتقد أن الوضع في قطاع غزة لا يستحق الاحتجاجات، فلا يزال لهؤلاء الأشخاص الحق في التعبير عن آرائهم وفي الاحتجاج السلمي. لدينا جميعا هذا الحق”.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أنها “لا تنكر وجود حالات معاداة للسامية خلال المظاهرات، ولكنها تعتقد أن مثل هذه التصرفات أو التصريحات “التي أدلى بها أفراد” ينبغي التحقيق فيها على أساس فردي”.
وخلصت المنظمة الحقوقية إلى أنه “لا يمكن ببساطة حرمان الناس من حقهم في الاحتجاج السلمي الجماعي لأن بعض الأفراد في المظاهرة أو بالقرب منها قالوا أشياء دنيئة”.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 900 شخص في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي جرت في حرم الجامعات الأمريكية.
وتتراوح المظاهرات الحاشدة في الجامعات الأمريكية من اعتصامات سلمية إلى اشتباكات مع الشرطة والناشطين المؤيدين لإسرائيل، وبدأت موجة الاعتقالات في الجامعات في 18 أبريل الجاري، عندما طلبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، من شرطة نيويورك المساعدة في إبعاد المتظاهرين عن الجامعة. وأدى القرار إلى اعتقال أكثر من 100 شخص في حرم مانهاتن وأثار موجات جديدة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
ما ها المكارثية
المكارثية هي إتجاه سياسي رجعي ،ظهر للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950،على يد السيناتور جوزيف مكارثي، بهدف محاربة ومكافحة اليساريين في أمريكا ،إبان الحرب الباردة التي أنهكت العالم بأسره، وقد تمكن مكارثي من إيداع العديد من الأمريكيين في وزارة الخارجية وغيرها السجون ،لكنه تبين لاحقا أن إتهاماته لهم ،لم تكن صحيحة ،فأطلق سراحهم، وبعدها جرى فتح ملفه، وإنتهى به المطاف متهما بالفساد والرشوة والتزوير ، وكان من أشهر أتباعه الرئيس الأمريكي الأسبق الممثل رونالد ريغان.