جيش العدو يعترف بمقتل ضابطين.. مقتل وإصابة 14 جندياً صهيونياً في كمين نصبته كتائب القسام بمنطقة المغراقة في غزة
تل ابيب – أعلن جيش الاحتلال، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين بجروح متوسطة في انفجار مبنى كانا يقيمان فيه بالقرب من ثكنة “نتساريم” في وسط قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان تحت بند “سمح بالنشر”: “سمح مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بنشر أن المقاتلين الرقيب عيدو أبيب من كريات يام، والرقيب كالكيدان مهري قتلا أمس الاحد في انفجار في مبنى كانا يقيمان فيه بالقرب من ممر نتساريم في شمال قطاع غزة”.
وأضاف البيان: “وقد أصيب مقاتلان آخران بجروح متوسطة وتم إجلاؤهما بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن مقتل الجنديين وإصابة الثالث في “نتساريم” بغزة أمس الاحد، وقع جراء انفجار، إما بسبب صاروخ مضاد للدروع أو قذائف هاون، حيث انفجر مبنى بداخله قوات من جنود الاحتياط، وجيش الاحتلال لا يزال يحقق في الأمر.
ومنذ بداية العملية البرية في غزة 17 أكتوبر الماضي، سقط حوالي 263 جنديا من الجيش الإسرائيلي، ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 سقط ما مجموعه 607 جنود.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد اعلنت، مساء امس الأحد، مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في قطاع غزة، في حين أعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس عن تنفيذ كمين ضدّ قوات الاحتلال بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة، وقصف مقر قيادة للاحتلال في محور نتساريم جنوب المدينة بقذائف الهاون.
وذكر موقع “روتر” الإسرائيلي أن 3 جنود اسرائيليين قتلوا، فيما أصيب 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية وأوقعوها بكمين ألغام في شارع السكة بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة، مشيرة إلى استخدام مقاتليها في الكمين عبوات ناسفة وصواريخ “إف-16” كانت أطلقت على المدنيين ولم تنفجر.
كما أعلنت كتائب القسام قصفها بقذائف الهاون مقر قيادة للاحتلال في محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
وقد شوهدت مروحيات إسرائيلية تهبط في ممر نتساريم وسط القطاع بعد قصف كتائب القسام المنطقة بقذائف الهاون. بينما انتشرت مقاطع مصورة لمروحيات تهبط في مستشفيات اسرائيلية وعلى متنها جنود مصابين .
من ناحيته، قال الباحث في الشأن الفلسطيني سعيد زياد إن “استهداف مقر قيادة الفرقة 99 بالهاون كان مجرد عملية تغطية بالنار على عملية استدراج محكمة لقوة صهيونية مؤللة، وقعت في كمين ألغام أعدّه مقاتلو الهندسة في كتيبة المغراقة في شارع السكّة”.
وأضاف: “جرى في الكمين استخدام العبوات الناسفة المضادة للمدرعات وصواريخ “F16″ التي أطلقها سلاح الجو للعدو على المدنيين ولم تنفجر”.
وقال: “هذا الكمين وقع بعد شهرين كاملين من عملية إعداد منطقة التأمين للطريق العملياتي في وسط القطاع”.
الدويري: عملية المغراقة كانت معقدة ومركبة
في تحليله على قناة الجزيرة، قال الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري أن منطقة المغراقة تقع في وادي غزة، وتُعرف عسكريًا بالمناطق الرخوة، لكن خلال المعركة اتضح أنها مناطق صلبة وليست رخوة، وأعطى مثالًا على ذلك بمنطقة جحر الديك.
وأوضح الدويري أن العملية في المغراقة كانت معقدة ومركبة، وتطلبت تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا استراتيجيًا مستندًا إلى عملية استخبارية واسعة لجمع المعلومات وتوظيفها في تنفيذ عملية خداع تكتيكي. تم استدراج قوات جيش الاحتلال إلى منطقة تقتيل، وهو ما جرى في العملية.
وأشار الدويري إلى أن هذا العمل كان جزءًا من عمل أوسع، شمل استخدام قذائف الهاون والصواريخ لتحقيق أهداف تضليل وخداع. كما لفت إلى أن العملية تضمنت استخدام مخلّفات القصف الجوي الإسرائيلي، مثل القنابل غير المنفجرة.
كما توقع الدويري أن يستجيب جيش الاحتلال بتغيير استراتيجيته وسحب ألوية الاحتياط التي أرسلها سابقًا بدلاً من لواء ناحال.