متعهدو حمامات الدم الصهيونية
بقلم: صبحة بغورة/ الجزائر
منذ أن دس الغرب بالقوة كيانا غريبا مشوها وسط شعوب عاشت في سلام آمنة في أراضي الحضارات ومهد الديانات، بدأ الدهماء في محاولة نسج خيوط خبثهم بترويض الكيان الدخيل لتمكينه من تنفيذ مؤامراتهم لكبح شعوب الثورات ولإحكام السيطرة على أراضي الثروات.
وقد ظل امتلاك القوة العسكرية مبدأ أساسياً للكيان الدخيل كمسار ثابت لنهج حياة لا بديل عنه مهما تعاقبت السنون يتلخص في امتلاك ناصية التخويف والترهيب بالقوة المسلحة، وذلك على خلفية علمه أنه كيان مغتصب لا يستحق ما منحه له من لا يملك بتواطؤ عالمي، إذن هو كيان يستند مطمئنا إلى قواعد وحلفاء يدعمونه ماليا وماديا وعسكريا وسياسيا .. ويوفرون له بكل السبل المتاحة الشرعية وغير الشرعية المنعة والتمكين والحماية, ويفتحون له أبواب العلم والتكنولوجيا المتقدمة لتعزيز وتطوير قدراته العلمية لإحداث التفوق الحضاري على جيرانه من كل الجهات.
لم يكن كل هذا كافياً لكبح جماح الإجرام الذي يسري في عروق المغتصبين الدخلاء، فالقيام بين الفينة والأخرى بعمل عسكري ناجح ومحدود مفيد لرفع الروح المعنوية والحفاظ على الجاهزية القتالية في كل وقت وفي كل حين، وفي ذلك أيضا رسالة ردع يراد لها أن تكون عميقة المعني بليغة المبنى، فهم يؤمنون بأن من واجبهم قمع وإذلال كل من ليس ” مختارا “، إنها عقيدة ثابتة لا سبيل لتغييرها.
الغرب راض تماماً بما تحقق، وسيكون سعيدا لو أنه تم اختبار القدرات العسكرية في الميدان الحقيقي للمعارك وفي ساحات القتال بشكل منتظم !! الحرب هي المحك الحقيقي لاختبار كفاءة الأسلحة وقوة خصائصها، وأمر تبرير اندلاعها لا يحتاج لكثير عناء، فأي طرف يمكنه أن يفعل ما يريد وقت ما يشاء وأن يختلق السبب لتبرير فعله ومن ذلك اختبار قبضة القوة مع الدول المحيطة بالكيان المختلق والمعادية له من خلال تحركات عسكرية حدودية استفزازية واشتباكات مسلحة تحقق الهدفين معا : متعة ممارسة القتل ،ونشوة تأكيد الغلبة .
لقد كان داعمو الكيان الدخيل أوفياء له في جميع المحافل العالمية فأطلقوا يده للعبث بأمن البلاد ومصير الشعوب، ويبدو أن الصهاينة تأكدوا من حقيقة أمر البعض من الجوار كونهم أصواتا إعلامية قوية فقط لم يتمكنوا من محاولة إظهار رد الفعل الكافي للانتقام والشافي لجرح الكرامة ، لقد حقق الكيان حديثا الغلبة بشكل حاسم على الأنف والعيون الأربعة ، والآن هو يقف مكابرا على عتبة تقدير قيمة معظمهم بعدما قاس وزنهم ، ولا يبقى له سوى تحدٍ واحدٍ لن يهدأ حتي يقف الغرب أولا على حقيقة أمره الغامض عليهم منذ سنين حتى اليوم، هذا في انتظار تلقيه الأوامر والضوء الأخضر من متعهدي دعم حمامات الدم، الأمر ليس بالهزل وطبيعة التحركات الجارية والاتصالات القائمة موسومة بمنتهى الجدية وبالغ الحذر.