مصر السيسي تبيع شرفها العربي، وتساهم في التمهيد “المأجور” للاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح

ثمة تفهم مصري للعملية العسكرية الإسرائيلية القادمة في رفح، بدت معالمه في انخفاض حدة التصريحات الرسمية المصرية التي سبق تصديرها للجانب الإسرائيلي بضرورة تجنب الخطوط الحمراء، والحفاظ على بنود معاهدة السلام ، مع التهديد بالعواقب الوخيمة والنهايات الأليمة.

فقد عادت القاهرة لتعبر عن معرفتها بحتمية هذه العملية العسكرية للاجهاز على الفصائل الفلسطينية هناك، بعد تفاهمات مع واشنطن، وتعهدات بتوفير ممرات آمنة للنازحين منها، والمساعدة عبر هلالها الأحمر في بناء مزيد من المخيمات بالمناطق الجديدة للإيواء مع استمرار تدفق المساعدات لاستيعاب القادمين.

وكشف مسؤولون مصريون لصحيفة “وول سترتيت جورنال”  امس الاثنين، أن عملية الإجلاء لسكان رفح ستستمر ما بين أسبوعين لثلاثة أسابيع، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول عربية أخرى منها دولة الإمارات العربية، وأضاف المصريون ” أن إسرائيل تخطط لنقل قواتها إلى رفح تدريجيًا، وستستمر العمليات العسكرية هناك لستة أسابيع على الأقل.

استعدادات عسكرية
“جاهزية واستعداد كاملين من الأجهزة والقوات المصرية الموجودة في شمال سيناء، وعلى طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة البالغ 14 كيلومتراً، ضمن خطة للتعامل مع سيناريو الاستعداد للإعلان الإسرائيلي المتكرر لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية”.. هذا ما كشفته مصادر مصرية مطلعة بعد اتصالات من الجانب الإسرائيلي، تناولت خطة حكومة بنيامين نتنياهو واستعداداتها الخاصة للعملية العسكرية في أقصى جنوب قطاع غزة، باعتبارها آخر معاقل حركة حماس، وتضم أربع كتائب للجناح العسكري للحركة، وفق زعم نتنياهو نفسه.

وتأتي الاستعدادات المصرية لمواجهة سيناريو الاقتحام الإسرائيلي برفع الطاقة الاستيعابية للمخيمات في مدينة خانيونس، والتي يشرف على إدارتها الهلال الأحمر المصري، مع طلب بزيادة كميات المساعدات التي تدخل إليها بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي”.

 شروط مصرية لقبول الاقتحام
ويرى محللون، أن القاهرة وجدت نفسها مضطرة للتعامل بواقعية مع الرغبة الإسرائيلية لتنفيذ العملية العسكرية المرتقبة، من أجل تخفيف حدة التداعيات التي تترتب عليها، في ظل التفاهمات الجديدة بين الإدارة الأميركية وإسرائيل .

تصريحات صحفية للخبير العسكري المصري، سمير راغب أوضحت الموقف المصري حيث جاء فيها إن “مصر سعت إلى تأجيل عملية رفح أو إلغائها عبر التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وكانت ترغب في الوصول إلى هدنة من الحرب تمتد إلى أربعة أشهر، من أجل إعطاء فرصة للجهود السلمية لإنهاء الصراع بشكل كامل، ولكن يبدو أن العملية ستتم حتماً”.

وتناول راغب الشروط المصرية حال سماحها بدخول إسرائيل لرفح : الأول هو إجلاء المدنيين وضمان سلامتهم، لا سيما مع العدد الكبير من النازحين في رفح، والثاني يتعلق باستمرار عمل المعابر، لأن أي عملية في رفح ستغلق المعابر “حيث تريد مصر ضمان استمرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم، اللذين يعملان في الوقت الحالي، لكن اسرائيل تسعى إلى غلقهما ، واستبدالهما بمعبر المنطار وزكيم ومعبر إيرز (بيت حانون)”.

ويفسر البعض تراجع الموقف المصري، بالرغبة في إرضاء الادارة الأمريكية التي أعلنت تقبلها لخطة نتنياهو بشأن العملية العسكرية في رفح في مقابل عدم تنفيذه هجوم واسع ضد إيران، وتعتمد الخطة الإسرائيلية المعلنة على أسلوب الإزاحة، عبر تقسيم رفح إلى مربعات مرقمة، بحيث يتم اجتياح مربع تلو الآخر، بما يدفع الموجودين فيه للتحرك بعيداً عنه، وبالتحديد نحو خانيونس، ومنطقة المواصي”.

وقد أقام الهلال الأحمر المصري مخيمين لاستيعاب النازحين في خانيونس منذ يناير/كانون الثاني الماضي، حيث يستوعب المخيم الأول 7 آلاف مهجر، فيما يستوعب الثاني 4 آلاف، في وقت بدأت السلطات المصرية المعنية بالعمل على تجهيز مخيم ثالث.

 تقبل أمريكي
ومن الواضح أن نتنياهو استطاع الحصول على تسهيلات أميركية لمصلحة العملية العسكرية في رفح عبر مناورة سياسية، والتي لم تكن تحظى بترحيب أميركي قبل ذلك، في مقابل التراجع عن تنفيذ عمل عسكري واسع ضد إيران، رداً على هجومها الأخير”.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد عقد قبل أسبوع ، اجتماعاً حول الاستعدادات لشن العملية العسكرية لاجتياح رفح. وجاء في بيانه أن عدداً من الإجراءات يتعين اتخاذها كجزء من الاستعدادات للعملية العسكرية .

وبدأت العمليات الإسرائيلية بالفعل عبر توجيه ضربات جوية لعدة مناطق متاخمة للشريط الحدودي بين القطاع ومصر، بعد إخطار روتيني للمسؤولين المصريين كإجراء تنسيقي متبع قبيل هكذا ضربات، واستهدفت العمليات أرض فضاء متاخمة للحدود المصرية بمحور فيلادلفيا بزعم استخدامها في تهريب الأسلحة إلى حماس.

 موقع i24NEWS العبري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى