الضربة الإيرانية التاريخية والأبواق الصهيوأمريكية المأجورة
بقلم: عبد الهادي الراجح
سيقف التاريخ طويلا أمام فجر الرابع عشر من نيسان ابريل المجيد ، عندما قامت جمهورية إيران الإسلامية بتوجيه ضربة للكيان الصهيوني بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ العابرة ضاربة صميم الأمن الصهيوني بالعمق .
ولأول مرة في التاريخ يرى العالم أجمع العجز الصهيوني حتى عن حماية قطعانه ، فكيف يراهن عليه إعراب أمريكا لحمايتهم من جارتهم التاريخية إيران؟
لأول مرة منذ الولادة الاصطناعية لهذا الكيان يرى العالم الحقيقية كما هي، ويكتشف أن هذا الكيان قد عانى على من أوجدوه ليحمي مصالحهم وإذا هو من يحتاج الحماية ، وإذا قوته المزعومة مجرد أكاذيب كشفتها حتى قبل ذلك حروبه التي أعقبت النكسة الأليمة في عدوان حزيران يونيو الأليم عام 1967م ، والذي لم يكن ليتم لولا الدعم والغطاء الأمريكي .
لقد أثبت هذا الكيان عجزه المخزي في كل الحروب التي أعقبت النكسة ، وقد جاء السابع من أكتوبر ليثبت للعالم أجمع أنه لا مستقبل لوجود كيان استعماري استيطاني على أرض فلسطين التاريخية العربية غير القابلة للتجزئة والقسمة على اثنين مهما حاول الامريكان مع عملائهم خداعنا بحل الدولتين ، وهي أكذوبة العصر .
الضربة الإيرانية التاريخية ليست لمنظومة الأمن الصهيوني فقط، ولكنها ضربة لكل داعميه بشدة وبلا تحفظ حتى أصبح كأنه سلطة فوق أي قانون إنساني بالكون، ولن أقول القوانين الدولية عن المنظمة التي شرعنت وجود هذا الكيان بقرار التقسيم الظالم 181 لعام 1947م ، الذي قال عنه الزعيم جمال عبد الناصر رحمه ( أعطى من لا يملك لمن لا يستحق) .
الضربة الإيرانية التاريخية جاءت لتكون مسمارا غليظا في نعش هذا الكيان، إضافة لمسمار السابع من أكتوبر الذي انه، رغم كل جرائم القتل والدمار والإبادة، قد شكل ضربة ساحقة لهذا العدو لا يقدر على فعلها إلا الرجال الرجال والأحرار الأحرار الذين يؤمنون بقدسية الحياة ولكنهم يؤمنون اكثر بالحرية والكرامة الإنسانية.
اكثر ما كان ملفتا في الضربة الايرانية لصميم أمن الكيان الصهيوني، هو ذلك التدخل السافر لأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وعملائهم من عرب اللسان لحماية العدو ، حيث ساهموا جميعا في التصدي لصواريخ وطائرات العزة والكرامة القادمة من جمهورية إيران الإسلامية وشعبها العظيم وجيشها المغوار ، وليس من عرب أمريكا أصحاب الخيار الاستراتيجي الذي داسه العدو قبل غيره كما داس على كرامة الأنظمة الوظيفية .
الضربة الإيرانية أثبتت أن هناك أنظمة وجودها مرتبط بأمن ووجود الكيان الصهيوني ذاته، ولولا هذا الكيان ما كان لها وجود أصلا .
نبارك ونهنئ الشعب الإيراني الجار العظيم الذي لم يقبل الذل والهوان واستهداف رموزه كما حدث في العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق ، وارتقاء عدد من الشهداء ورد على العدو بالصاع صاعين ، وهنا رأينا البلطجة وقلب الموازين والكيل بمكيالين ، فلم نر مثلا من يشجب العدوان على القنصلية الإيرانية رغم كل ما في ذلك من تجاوزات لكل الأنظمة والقوانين التي يسمونها دوليا .
ولكن عندما استخدمت إيران حقها القانوني والوطني والإنساني ، رأينا مجلس الأمن يجتمع ويدين ما يسمونه الإرهاب الإيراني ، أما العدوان على القنصلية وهي هيئة دبلوماسية وهو مبارك ومؤيد بالصمت والموافقة ، عالم غريب عجيب في القرن الواحد والعشرون .
لقد عرف العدو الصهيوني حجمه حتى عندما أراد حفظ ماء وجهه المراق بضربة على مدينة أصفهان، وهي أشبه ما تكون بلعب الأطفال ولكنه فعلها إرضاء لقطعانه ؛ الأمر الذي دعا مجرم اصهيونيا يدعى إتمار بن غفير لوصف الرد الصهيوني بأنه مهزلة .
شكرا لإيران قيادة وشعب وجيشا ، أما المنتقدون لهذه الضربة التاريخية فهم سفهاء لا محل لهم من الإعراب..وعذرا للشعب الإيراني فهؤلاء السفهاء والتفهاء مجرد أصنام تشبه أصنام قريش ما قبل الإسلام ، وقد أصبحوا خارج خارطة التاريخ وعلى قارعة الطريق الصهيو أمريكي للتسول وتنفيذ ما يطلبه مشغليهم .
ولا عزاء للصامتين .