على هامش الهجمات الإيرانية على إسرائيل

بقلم: خليل البخاري/ المغرب*

 

إن الضربة الإيرانية لإسرائيل تمثل في نظري تمرينا بالأسلحة الحية تم وفق توقيت محدد وبعلم من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها

إن هجمات إيران على إسرائيل قد أفادت الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها لازالت تعتبر نفسها دركي العالم والمايسترو الذي تحت مظلته يعزف الجميع.

إن الولايات المتحدة الأمريكية حاليا هي التي تضبط تحركات كل الأطراف بمن فيهم إيران. فالولايات المتحدة الأمريكية هي من يحدد ويضبط هوامش ومشاورات كل طرف، وكذلك أن كل من هو تحت مظلة الحماية الأمريكية يتلقى الحماية. وفي مقدمة المستفيدين إسرائيل التي تعتبر أمنها مسألة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما.

إن الخاسر الأكبر من الهجمات الإيرانية على إسرائيل هو قطاع غزة والضفة الغربية . ففبل الهجوم الإيراني كانت إسرائيل وتحديدا نتنياهو في عزلة ويواجه ضغوطا حقيقية لوقف العدوان على غزة ..أما حاليا، فالولايات المتحدة الأمريكية والدول السبع تعاطفت مع إسرائيل .ويبقى الخاسر كذلك العرب عموما.

إن الفلسطينيين عموما ليس من مصلحتهم أن ينشغل العالم في أزمة كبيرة، في وقت هناك حكومة فاشية في إسرائيل قد تستغل الفرصة إما لإطلاق يد المستوطنين لممارسة كل أشكال التعذيب والوحشية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر منذ أكتوبر الماضي.

إن ما يحدث في الشرق الأوسط يؤشر لا محالة لآندلاع حرب اقليمية شاملة قد تكون مخرجاتها ثقيلة اقتصاديا وبشريا، خاصة وأن المنطقة غنية بمصادر الطاقة الأحفورية والمتجددة، اضافة إلى استحواذها على منصات مائية سواء للتجارة العالمية أو للأغراض العسكرية.

ويبقى الخاسر في منطقة الشرق الأوسط هم العرب وقضيتهم التاريخية. لذا على الدول العربية إن تتجاوز خلافاتها وتستيقظ من سباتها وتفكر فيما هو آت. فإيران لها مشروعها الاستراتيجي في الاقليم وتوظف كل شئ لصالح تحقيقه. وأيضا إسرائيل لديها مشروعها المعروف والمعلن. وتريد تنزيله على الأرض كاملا برعاية أمريكية.

إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول السبع وحلف الناتو والمجتمع الدولي يسعون لخدمة أجنداتهم الخاصة والتي في مقدمتها حماية إسرائيل وضمان تفوقها العسكري والاقتصادي والسياسي أمام عجز هيئة الأمم المتحدة التي لم تعد قادرة على تنفيذ المهام التي أنشئت من أجلها.

* أستاذ مادة التاريخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى