النصر تصنعه فوهة البندقية وصبر الرجال

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

يقول الحكيم والمناضل العروبي جورج حبش : ان النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مائة عام واكثر فعلى قصيري النفس ان يتنحوا جانبا .

سلطة أوسلو في رام الله افسدت مفهوم النضال والكفاح المسلح ، وعكفت على تدمير روح النضال والمقاومة في فلسطين ، بعد ان تحولت الى سلطة بدون سلطة ودولة بدون دولة ، وانتجت في الضفة حالة من الانقسام العامودي، والشروخ العديدة في النسيج الوطني الفلسطيني، وحالة  فوضى ومسخ في المواقف السياسية والإدارية والاقتصادية،

زمرة أوسلو لم يحركوا ساكنا تجاه اهل غزة وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ شهور ، بل حتى لم تسلم المقاومة البطلة في غزة من السنتهم الحاقدة على نضالها العادل والمشرف وتضحياتها الجسيمة ، فغزة هي التي صنعت اليوم لنا العزة سيبقى منارة عز وكبرياء لهذه الامة العربية الماجدة من المحيط الى الخليج على مدى الأيام والدهور ، فقد شكّل يوم 7 أكتوبر فجرا جديدا وملحمة عربية بطولية بامتياز وفرصة ذهبية جاءت في وقتها ، حين لقنت المقاومة في غزة الكيان الصهيوني دروسا في النضال والتضحية والفداء من مسافة الصفر ، وصنعت مفاهيمها القتالية الخاصة بها ، فالمقاومة في غزة الان -لا تقاتل دولة الكيان الصهيوني لوحده، بل انها تقاتل من صنع هذا الكيان وهو الغرب المستعمر وحلف الناتو ركيزة الاستعمار الحديث ،
فالاستعمار الغربي ملة واحدة مهما تعددت الأسماء دولا واحلافا ومنظمات ، والكفاح الحقيقي ضد الاستعمار والمحتل هو الذي ينبع من فوهة البندقية وينبثق من وجدان الشعب المناضل المؤمن بعدالة قضيته ونضاله المستمر ، ويستمر في تقديم تضحياته البشرية والمادية و لا يتوقف حتى يتحقق النصر على المحتل ، فالقنوط والياس لغة الجبناء والمرجفين والانهزامين ،

نحن الان في عصر يضيع فيه الحق اذا لم يسنده قوة النضال ، المادية والمعنوية ، والقوة لا تتوفر الا اذا توفرت إرادة القتال واستقرار المواقف والايمان بها ، و شبه الدول والأوطان لا تبني قوة انما تبني جيوبا فاسدة ، واقتصادا استهلاكيا هشا ، لهذا فان معركتنا مع الاحتلال طويلة وشاقه لانها معركة بكافة الأسلحة ، بالرصاص وبمقاطعته اقتصاديا، وانهاء اتفاقيات السلام المزعومة.. اتفاقيات الذل والعار التي كبلتنا بها حكومات التخاذل و الردة العربية،

الاستعمار والاحتلال سوف ينتهيان ويندثران من خلال سلاح المقاطعة لمنتوجاتهما وتحطيم اسواقهما الاقتصادية وسيدفنان قريبا بسلاح المقاومة والشرفاء من هذه الامة الماجدة ، لهذا فنحن في المقام الأول بحاجة الى دعم المقاومة بكل ما نملك من وسائل وامكانيات ماديا ومعنويا، و إعادة وعي الامة بهذا الاستعمار والاحتلال لأوطاننا العربية وضرورة التثقيف لهذه الامة وجماهيرها وكذلك التطهير الداخلي لجبهتنا الداخلية من العملاء والخونة والمرجفين والجبناء والمثبطين لجذوة النضال والكفاح المسلح ، فطريقنا الى تحرير فلسطين طويل ويحتاج الى صبر الرجال ، لكنه اصبح واضحا لا لابس فيه – عقيدة صادقة وبندقية واعدة وايمان بأن خيار المقاومة وحدة من يحرر الأرض ويحمي العرض وينهي حقبة الاستعمار في بلادنا العربية وفي فلسطين التاريخية من البحر الى النهر ،

عاشت المقاومة البطلة في فلسطين وغزة ، والمجد والخلود لشهداء امتنا العربية الماجدة، والشفاء العاجل لجرحانا.. وانها لثورة امة على الاحتلال والاستعمار الغربي والطغيان – نصرا او استشهادا . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى