تهنئة اخوية رقيقة بالعيد الثلاثين لميلاد “المجـــد”
بقلم: عبدالهادي الراجح
الاخ العزيز الاستاذ فهد الريماوي “ابا المظفر” المحترم
أخيراً، حل يوم الحادي عشر من نيسان/ ابريل الحالي.. يوم الذكرى الثلاثون لميلاد جريده المجد الناصرية التي مهما قلنا وسنقول فيها لن نوفيها حقها، فقد اوجدت حاله خاصه ولوناً جديداً لم يكن اغلب شعبنا يعرفه الا من خلال النشرات الحزبية السرية، ولكن المجد التي شكّل ميلادها فتحاً قومياً، واعتبر استمرارها بإدارتكم شبه معجزه، وتوقفها المؤقت عن الصدور ماساة تتحدث عن نفسها ٠
نحيي هذه الذكرى ونتمنى ان تعود المجد لسابق عهدها، وان تتولد صحافة محترمة على طريق المجد، فقد كانت جهودكم أكثر من رائعة وفوق الممتازة، حيث نهضتم بما عجزت عنه احزاب وحزبيين، وذلك بابسط الإمكانيات.
تمنيت لو ان المجد جاءت في زمان غير زماننا هذا، وولدت في وطن غير وطننا الصغير، لكن هذه هي الاقدار التي تحكمنا ولا نحكمها او نتحكم فيها.
عموماً.. في الذكرى الثلاثين لصدور جريدة “المجد”، نتوقف لنستعيد الذكريات، ونتأمل تضاريس الرحلة التي قطعتها هذه الجريدة الأردنية البارزة منذ تأسيسها في عام 1994، حيث أثبتت “المجد” أنها صوت لا يمكن كتمه، صوت يعبر عن الحقائق ويتحدى القيود.
“المجد” لم تكن مجرد صحيفة، بل كانت منبراً للحرية والعدالة، وقد تميزت بموقفها القومي الناصري. كانت دائماً في خط الصدام مع القوى التي تحاول قمع الحقيقة والعدالة. ورغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها، استطاعت “المجد” أن تصبر وتصمد وتواصل الصدور والحضور حتى الآن.
في الذكرى الثلاثين لصدورها، نتذكر القضايا والمصاعب التي واجهتها “المجد”. من القضايا المتكررة أمام المحاكم المدنية والعسكرية، إلى منع تصدير أعداد “المجد” إلى سوريا ولبنان لعدة أعوام، والرقابة المسبقة على “المجد” من خلال المطبعة ومن خارج القانون، وتعطيل “المجد” وسحب امتيازها مرتين.
ومع ذلك، لم تكن “المجد” خلال كل هذه المعارك والأزمات بلا أنصار ومؤيدين. فقد تدخلت لصالح “المجد” عدة شخصيات سياسية واجتماعية مرموقة، وأصدرت القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الأردن وسوريا ولبنان عدة بيانات ومذكرات تساند “المجد” وتعلن وقوفها إلى جانب حقها في حرية الصدور والتعبير.
في الذكرى الثلاثين لصدور “المجد”، نحتفل بالشجاعة والتحدي والصمود. نحتفل بالصحافة الحرة والمستقلة. ونتطلع إلى المستقبل بأمل وثقة، معتزين بماضي “المجد” العريق ومتحمسين لما ستجلبه السنوات القادمة.
اخوكم
عبدالهادي الراجح