الوسائط الأردنية تتصدى لأجسام طائرة دخلت أجواءنا، وإعادة فتح المجال أمام حركة الطيران

 

عمان 14 نيسان (بترا)- حثت الحكومة الأردنية مختلف الأطراف على ضبط النفس والتعامل بانضباط ومسؤولية مع التوترات التي تمر بها المنطقة وعدم الانجرار نحو اي تصعيد ستكون له بلا شك مآلات خطيرة.

وشدد مجلس الوزراء، خلال جلسته التي عقدها اليوم الأحد برئاسة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، على ضرورة العمل على خفض التصعيد وأن تتصرف الأطراف كافة بمسؤولية وتمارس أقصى درجات ضبط النفس وتتعامل بجدية ومسؤولية مع مخاطر التصعيد الإقليمي وتداعياته الكبيرة والخطيرة على الأمن والسلم الدوليين.

وشدد مجلس الوزراء على ضرورة أن تتوخي وسائل الإعلام المختلفة والمنصات أقصى درجات الدقة في تحري المعلومة واستقائها من مصادرها الرسمية المعتمدة وعدم تناقل الإشاعات والأخبار غير الدقيقة ولا تلك التي تتقصد التضليل لخلق أجواء من القلق والخوف والشك.

كما شدد مجلس الوزراء على أنه سيتم التعامل بشكل حازم وبكل الوسائل القانونية مع هذا الأمر.

وأكد أن الأمور تسير بشكل منتظم وطبيعي في البلاد، وأن المرافق العامة التعليمية والصحية والخدماتية تعمل جميعا بانتظام واطراد كاملين، والقطاعين العام والخاص كذلك.

وأعاد مجلس الوزراء التشديد والتأكيد أن قواتنا المسلحة الباسلة-الجيش العربي ستتصدى مدعومة بالأجهزة الأمنية والجهات المختصة لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمه أجوائه وأراضيه لأي خطر أو تجاوز من أي جهة كانت وبكل الإمكانات المتاحة في هذا الصدد.

وبين أنه قد جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر، مشيرا إلى أن شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق اي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين بحمد لله.
إعادة فتح المجال الجوي الأردني أمام حركة الطيران
أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني الأحد، عن إعادة فتح المجال الجوي الأردني أمام حركة الطيران بعد تعليقها لساعات.

وقال رئيس هيئة الطيران المدني هيثم مستو لـ “المملكة”، إنه جرى إعادة فتح الأجواء الأردنية وعودة الأمور إلى طبيعتها، مشيرا إلى إلغاء القرار السابق بإغلاق المجال الجوي حتى الساعة الـ11 قبل الظهر، ضمن تقيبم للمخاطر العملياتية الحالية وتقييم الأمور بشكل عام وتم اتخاذ القرار.

وأشار إلى أنه جرى إعلام شركات الطيران والمطارات بهذا القرار، وبالتالي ستعود الحركة الجوية إلى طبيعتها.

وبين مستو أن أهم شيء هو “الحفاظ على سلامة وأمن الطيران المدني في الأجواء وفي المطارات وهذا ما تم”.

وأظهر موقع (فلايت رادار العالمي) دخول أول طائرة إلى الأجواء الأردنية عند الساعة 08:18 صباحا وهي تابعة لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية من شيكاغو الأميركية إلى أبو ظبي.

وكانت الهيئة قد أعلنت في وقت سابق، السبت، أن الأردن قرر إغلاق أجوائه أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء مؤقتا “في ضوء تزايد التوترات الإقليمية في المنطقة”.

كيف تفاعل الأردنيون مع معركة الشظايا؟  

وقد اقتصرت حصة العاصمة عمّان من العملية العسكرية الإيرانية العاصفة، فجر اليوم الأحد، على صعيد خسائر المدنيين على تحطم سيارة لأحد المواطنين في حي مرج الحمام غربي العاصمة، جراء سقوط “شظية كبيرة” لصاروح واضح أنه تم إسقاطه في السماء الأردنية.

فوق ذلك، بروز كبير لمشاركة الأردن في إسقاط مقذوفات وطائرات مسيرة يعتقد أنها إيرانية أو يمنية، وعلى قاعدة “الحق في التصدي لأي جسم طائر يخترق المجال الجوي للمملكة”.

وقد أدارت السلطات السيادية الأردنية بصمت بالغ وعميق قواعد الاشتباك في الجزء الأردني مع المعركة الاسرائيلية- الأردنية، فيما شاهد الأردنيون بأعينهم وسهروا حتى الفجر وهم يتابعون القصف الإيراني، كما يتابعون أيضا أنظمة الدفاع الجوي وهي تسقط عشرات من الأجسام الطائرة التي لم يتم الكشف رسميا عن حيثياتها.

وعمليا، سبقت كاميرات المواطنين ثم الفضائيات، السلطاتِ الرسمية في التقاط الصور لشظايا صاروح إيراني محتمل تم إسقاطه فوق السماء الأردنية، فيما توالت تهديدات وزارة الدفاع الإيرانية لكل الدول المجاورة التي تساعد في أي اعتداء أمريكي أو إسرائيلي على الجمهورية الإسلامية. ويبدو أن التحذير يشمل بصورة مقصودة أي دولة تُستخدم في أي هجوم، مما يعني أن المصالح والموازين الإستراتيجية الأردنية دخلت في تعقيدات المواجهة المفتوحة إقليميا بين إيران وإسرائيل.

محليا، سهر مئات الآلاف من الأردنيين حتى الصباح في متابعة تطورات معركة الهجوم الإيراني، لا بل لاحظ الجميع أن مشاعر الخوف والقلق لم تكن هي المتصدرة، فيما ظهرت في عدة مدن ومحافظات فعاليات النظام الجوي الدفاعي في إسقاط “الأجسام التي تخترق الأجواء الأردنية” حيث معادلة “سيادية” هنا برأي السلطات الأردنية فكرتُها المجازفة باحتواء سقوط الشظايا استعدادا لاحقا للحفاظ على معادلة عزل الجغرافيا الأردنية عن تداعيات الصراع المقبلة.

واضح تماما أن نظام الدفاع الجوي الأردني حظي بمساعدة الحلفاء الأصدقاء، فقد جازفت الحكومة بمشهد المواطنين وهم يراقبون أو يصورون فعاليات الإسقاط في سماء العاصمة ثم سماء مدينة إربد شمالا، وكذلك العقبة والكرك جنوبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى