الحوثيون يُرغمون سفينة متجهة لإسرائيل على تغيير مسارها، ضمن عمليات جريئة أشعلت محور المقاومة ضد إسرائيل بالبحر الأحمر
قال مصدر ملاحي يمني، اليوم الخميس، إن قوات أنصار الله (الحوثيين) أجبرت سفينة حاويات كانت متجهة إلى إسرائيل على تغيير مسارها، مشيرا إلى أن السفينة المحتجزة في طريقها للموانئ اليمنية.
من جانبها، قالت شركة الشحن الدنماركية “إيه بي مولر ميرسك” إن سفينة الحاويات التابعة لها “ميرسك جبل طارق” استُهدفت بصاروخ بينما كانت في طريقها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة في المملكة العربية السعودية وإن السفينة وطاقمها بخير.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الصاروخ قد أصاب السفينة أم لا. وقالت ميرسك في بيان “في هذا التوقيت، ما زلنا نعمل على التأكد من الحقائق المتعلقة بالحادث”.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للجزيرة إنه تم رصد إطلاق صواريخ صوب سفينة تجارية في محيط باب المندب.
وأضاف “لا معلومات بشأن تلقي سفننا الحربية نداء استغاثة من السفينة المستهدفة في باب المندب”.
ويأتي ذلك بينما قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ إن الولايات المتحدة تريد تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال “إشارة مهمة” إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.
ونقلت وكالة رويترز عن ليندركينغ قوله إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل “إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي”.
وكانت قد قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن الثوار الحوثيين الذين هددوا منذ بداية العدوان على غزة، بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو إسرائيل أو مرتبطة بها، نفذوا عمليات جريئة بشكل متزايد بعد اختطافهم سفينة شحن تابعة لملياردير إسرائيلي يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير بقلم لوك ماتيو، أن سفينة غالاكسي ليدر، البالغ طولها 189 مترا وعرضها 32 مترا، تحولت إلى عنصر جذب سياحي، حيث يزورها يمنيون في قوارب صيد بميناء الصليف قرب الحديدة على البحر الأحمر، ويلتقطون الصور ويدوسون على العلمين الإسرائيلي والأميركي.
وترتكز هذه العملية بالنسبة للحوثيين المعادين لإسرائيل والمناهضين لأميركا، “على المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للحصار الظالم والمجازر الفظيعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”.
وجاءت هذه التطورات بعد تحذير من الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما قال، في خطاب له: “أعيننا مفتوحة للرصد والتفتيش المستمر عن أي سفينة إسرائيلية”.
أهداف مشروعة
وأشارت الصحيفة إلى أن اختطاف السفينة غالاكسي ليدر ليس عملية معزولة، إذ جعل الحوثيون من البحر الأحمر جبهة جديدة.
وأضافت أنهم أطلقوا منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صواريخ كروز باتجاه إسرائيل، وطائرات مسيرة مسلحة ضد السفن التجارية والعسكرية، واستهدفوا ناقلة نفط ترفع العلم النرويجي بصاروخ طويل المدى.
كما أعلنوا في بيان صحفي أن “جميع السفن المرتبطة بإسرائيل أو التي تنقل البضائع إليها أهداف مشروعة”، ما لم تتم زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
ويقول لوران بونفوا، الباحث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا، إن “الحوثيين يجسدون اليوم موقفا متطرفا، وهم الوحيدون الذين طوروا في المنطقة قدرتهم على التسبب في الضرر، وهم يضعون أنفسهم على أنهم المدافعون الوحيدون عن فلسطين، مما يسمح لهم بإضفاء الشرعية على أنفسهم داخليا، في نظر الشعب اليمني”.
وبدأ الحوثيون الذين خبروا الحرب بمعارضة تعاون اليمن مع الولايات المتحدة التي شنت الحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ورفعوا شعار “الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، الذي هو نسخة من شعار الثورة الإيرانية عام 1979.
وبعد استشهاد الزعيم الأول للحركة حسين بدر الدين الحوثي، انطلقت الحركة تحت قيادة شقيقه عبد الملك من جديد بفضل الربيع اليمني عام 2011.
وعزز الحوثيون سيطرتهم على شمال البلاد بعد الهجوم على العاصمة صنعاء التي استولوا عليها في سبتمبر/أيلول 2014، وواصلوا هجومهم باتجاه الجنوب حتى عدن، قبل أن يشن تحالف تقوده السعودية في مارس/آذار 2015 عملية “عاصفة الحزم” ضدهم.
الرئيس الإسرائيلي للحوثيين: تجاوزتم الخط الأحمر
وقد سارع الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ الى تحذير جماعة الحوثيين في اليمن، قائلا “إنهم تجاوزا الخط الأحمر في البحر الأحمر”.
وفي رسالة نشرها على منصة “إكس” دعا الرئيس الإسرائيلي إلى تشكيل تحالف دولي لوقف تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وكتب هرستوغ: “لقد تجاوز الحوثيون الخط الأحمر في البحر الأحمر”، مشددا على ضرورة دعم وتعزيز الأنشطة الدولية الموجهة من قبل الولايات المتحدة، ضد من اعتبرهم “القراصنة الحوثيين” من خلال تشكيل تحالف دولي فعّال.
وأكد هرتسوغ أهمية تحرك المجتمع الدولي بقوة وتوحيد الجهود للتصدي لهذا التهديد الخطير الذي تمثله الجماعة المدعومة من إيران على الاقتصاد والتجارة العالميين.
من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، المجتمع الدولي إلى التحرك “بقوة” لحماية الممرات الملاحية.