تصاعد عمليات محور المقاومة ضد العدو الأمريكي الإسرائيلي

بقلم: توفيق المديني

أعاد العدوان الأمريكي-الإسرائيلي على قطاع غزة ، الذي دخل في شهره الثالث، تأجيج جذوة محور المقاومة في كل إقليم الشرق الأوسط.فبعد أن أصبحت الحركات الإرهابية والتكفيرية أدوات الإمبريالية الأمريكية والدول الإقليمية الحليفة التي هيمنت على المشهد السياسي والعسكري خلال ما يسمى الربيع العربي،لا سيما في سوريا والعراق،شيئا من الماضي،برز في ظل الحرب العدوانية على غزة المقدس الديني في الجهاد من أجل تحريرفلسطين،الذي تجسده الحركات الإسلامية الجهادية التي تبوأت مركز الطليعة في قتال العدو الأمريكي-الإسرائيلي: من المقاومة الفلسطينية متمثلة بحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، إلى المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله ، مرورًا بالمقاومة اليمنية(الحوثيين)، وأخيرًا المقاومة العراقية(أنصار حزب الله العراقي).
فالإسلام الحقيقي هو الإسلام الجهادي الذي يقاوم الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني، وهو هوية الشعوب العربية والأمة، إنَّهُ الإسلام النضالي الذي يقول إنَّ جواب الدين والإسلام على الاحتلال والاستعمار الأجنبي هو القتال بالسلاح وليس بالمهادنة، وهذا ما طرحه محور المقاومة الذي صقل به وعي هذه الحركات الجهادية المقاومة قولاً وفعلاً.
المخطط الإسرائيلي لابعاد حزب الله وراء نهر الليطاني
في هذا السياق، وبوتيرة يومية، منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر2023، يتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفًا متقطعًا مع عناصر من “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان؛ بينما يتواصل هذا القصف على وقع حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ اليوم السابق.
فقد أعلن “حزب الله” اللبناني، الثلاثاء 5ديسمبر/كانون الأول 2023 ، عن استهدافه لـ10 مواقع عسكرية وتجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من الحدود الجنوبية اللبنانية، وذلك عقب استشهاد أول جندي لبناني في قصف للاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
في هذا السياق، قال “حزب الله” عبر سلسلة بيانات، بأن “عناصره استهدفوا موقع الكوبرا (جنوب بلدة علما الشعب اللبنانية) بالصواريخ، وتم إصابته إصابة مباشرة، كما استهدفوا موقع بركة ريشا وتجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في (منطقة) خلة وردة”.
كذلك، أفاد باستهداف “مواقع عسكرية إسرائيلية، منها موقعا عسكريا وتجمعا لجنود إسرائيليين، في مزارع شبعا” شمال فلسطين المحتلة ، وكذلك “استهدف مقاتلو الحزب تجمعا لجنود الاحتلال في مثلث الطيحات ‏بالأسلحة المناسبة، وحققوا إصابات مباشرة”. ‏
وأضاف الحزب أيضًا بأنَّ مقاتليه “استهدفوا موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏بالصواريخ، وتم إصابته إصابة مباشرة”، بالإضافة إلى استهداف “موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وإصابته ‏إصابة مباشرة”.‏
يعتقد الخبراء العسكريون اللبنانيون أنَّ “حزب الله” بدأ عملياته العسكرية، بعد يوم واحدٍ من انطلاق الحرب العدوانية على غزة، حيث استهدف مواقع عسكرية في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يعتبرها لبنان محتلّة، وهو ما ظهر على أنه وجه ضربة “ضمن قواعد الاشتباك”، فضلاً عن أنه يوجه ضربات لأهداف إسرائيلية تقع ضمن نطاق منطقة يُفترض أنها غير مشغولة عسكرياً؛ لأنها متنازع عليها بين الحدود الدولية والخط الأزرق، لكن إسرائيل شغلتها عسكرياً.
أمَا استراتيجية “حزب الله”، فهي تبدأ من توجيه رسائل الاستعداد للانخراط في الحرب ضد الكيان الصهيوني ، وتوجيه رسائل الالتزام بمقررات القرار 1701، وفرض منطقة عازلة على الضفة الإسرائيلية تناهز الـ5 كيلومترات، والتمهيد لاختراقات للحدود تقوم بها الحركات الفلسطينية الجهادية.
ويشغل ال”حزب الله” من خلال مسار القصف ضمن إطاره المحدود، حوالي 3 فِرق عسكرية يتخطى عددها الـ30 ألف عسكري إسرائيلي، ووضعها في استعداد على الحدود مع لبنان، دون الانخراط في معركة غزة، كما أنه لن يبادر لتفجير حرب إقليمية كبيرة ، لأسباب متصلة بالوضع الداخلي اللبناني،وأخرى بالحسابات الإقليمية للقوى الداعمة لمحور المقاومة.
في الواقع ، تشكل العمليات العسكرية التي يقوم بها “حزب الله” و الحركات الجهادية الفلسطينية، انطلاقًا من جنوب لبنان حرب استنزاف حقيقية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود الجبهة الشمالية ، تتزامن مع الدفع برسائل الاستعداد للانخراط في الحرب تضامنًا مع حركة حماس ومقاومتها الباسلة ، عبر استهداف الأجهزة الإلكترونية وتجهيزات الرصد المبكر والإنذار والتقصي وكاميرات المراقبة التي تكشف المتسللين ، لتقليص القدرات الاستخبارية، وتخفيض القدرة على معرفة ما وراء الجدار من الضفة اللبنانية ،وقد بلغت، وفق تقديرات إعلامية مقرَّبة من الحزب، 40 في المائة من التجهيزات الإلكترونية المواجهة للبنان.
مع تزايد المواجهات التي تسجل بين حزب الله وإسرائيل وهي الأعنف منذ حرب الثلاثة والثلاثين يوما التي حصلت في حرب تموز 2006، والتي انتهت بالقرار الأممي رقم 1701. عاد الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان،للبحث عن تسوية قوامها ترحيل قوات حزب الله إلى ماراء نهر الليطاني.
فقد نص القرار الأممي 1701، على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة كلفها بمراقبة وقف الأعمال الحربية بالتنسيق مع الجيش اللبناني. كما نص على إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني (عُرفت بمنطقة جنوب الليطاني) تكون “يونيفيل”.ويقول المتابعون إن فرنسا كما الولايات المتحدة معنيتان بعدم اتساع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله وتحرصان على ضمان استمرارية القرار رقم 1701 الذي تعرض للخروقات بشكل يومي خلال الحرب على غزة.
المقاومة اليمنية والحرب ضد إسرائيل في البحر الأحمر
أعلنت جماعة الحوثي أنها استهدفت، يوم الأحد 3ديسمبر/كانون الأول 2023، سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر، وذكر المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، أن السفينتين المستهدفتين هما “يونِتي إكسبلورر” و”نمبر ناين”.
وأوضح سريع أنه جرى استهداف إحدى السفينتين بصاروخ بحري، والسفينة الثانية بطائرة مسيرة، مشيراً إلى أن السفينتين رفضتا “الرسائل التحذيرية من القوات البحرية اليمنية”.وشدد المتحدث باسم الحوثيين على أن جماعته ستستمر في استهداف السفن الإسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة. وقال سريع: “قواتنا المسلحة ستستأنف استهداف كيان الاحتلال الصهيوني، بضربات موجعة وقاصمة”، بعد عودته لشن “عدوانه الهمجي على قطاع غزة”.وأضاف: “نخوض اليوم معركة مصيرية مع الصهيوني والأمريكي، ومستمرون فيها حتى يتوقف العدوان على غزة”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قد قالت في وقت سابق إنَّ سفينةً حربيةً أمريكيةً وسفناً تجارية تعرضت لهجوم يوم الأحد في البحر الأحمر.وأضافت “البنتاغون”: “نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالهجمات على المدمرة الأميركية “يو إس إس كارني” والسفن التجارية في البحر الأحمر وسنقدم المعلومات عندما تصبح متاحة”.
وكان الجيش البريطاني قد تحدث أيضاً اليوم عن هجوم بطائرة من دون طيار، وانفجارات في البحر الأحمر من دون الخوض في تفاصيل.وقالت شركة الأمن البحري البريطانية آمبري إنَّ سفينة حاويات أخرى ورد أنها أصيبت بأضرار من هجوم بطائرات مسيرة، على بعد نحو 100 كيلومتر شمال غربي ميناء الحديدة بشمال اليمن.
في هذا السياق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” في بيانها ، وقوع “4 هجمات على 3 سفن تجارية كانت تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر.وجاء في البيان كذلك أنَّ”المدمرة يو إس إس كارني” من فئة آرلي بيرك استجابت لنداءات استغاثة من السفن وقدمت لها المساعدة” وأسقطت ثلاث طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى المدمّرة خلال النهار.وكان البنتاغون قد قال ، في وقت سابق، إن سفينة حربية أميركية وسفناً تجارية تعرضت لهجوم يوم الأحد في البحر الأحمر.وأضاف: “نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالهجمات على المدمرة الأميركية “يو إس إس كارني” والسفن التجارية في البحر الأحمر وسنقدم المعلومات عندما تصبح متاحة”.
كما أعلنت جماعة “أنصار الله”الحوثيين”مساء الأربعاء 6ديسمبر/كانون الأول 2023، إطلاق صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية في جنوبي فلسطين المحتلة .وجاء في بيان نشره المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، عبر منصة “إكس”، “أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش، جنوبي فلسطين المحتلة”.
وأكَّد أنَّ الحوثيين مستمرّون في تنفيذ عملياتهم العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي ،وكذلك تنفيذ قرار منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، وذلك “نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وحتى يتوقف العدوان على إخواننا في غزة”، وفق البيان.وتوعدت جماعة الحوثي مراراً باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، داعية الدول إلى “سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن”.
وتجد المقاومة اليمنية الدعم الكامل من إيران ،إذْ تمكّن الحوثيون من نقل الصراع في قطاع غزة إلى المستوى الإقليمي، في محاولة مدروسة للضغط على المجتمع الدولي ووضع حدّ للحرب في فلسطين. ومن شأن عدم الاستقرار الإقليمي والتهديدات التي تتعرض لها حركة الشحن في أهم شريان تجاري في العالم التأثير على سلاسل التوريد الدولية.
ويرى الخبراء الملمون بشؤون المنطقة، أنَّ لدى إيران خرائط الضغط الخاصة بها منذ بداية الحرب في فلسطين ،ألا وهي فصائل المقاومة المرتبطة بها والمنتشرة في بلدن المنطقة العربية ، وهم يعتقدون أنَّ اقتراب موسم البرد ومشاكل إمدادات الطاقة ستصبح عاملاً مهمًا للغرب للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في فلسطين.
فاستمرار استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في منطقة البحر الأحمر من قبل الحوثيين، سيرفع تكاليف التأمين في الخليج العربي، مما سيزيد من تكلفة النقل ويؤثر بالتالي على كل من شركات النقل وعملائها. يتعلق الأمر بقناة السويس والبحر الأحمر، كونها واحدة من أكثر الطرق كثافة لنقل البضائع.
تمتلك جماعة “أنصار الله” عددًا كبيرًا من الأسلحة ذات المنشأ السوفيتي والروسي والصيني والإيراني، بما في ذلك الطائرات العسكرية والصواريخ الباليستية متوسطة وقصيرة المدى وصواريخ كروز. كما يحتفظ الحوثيون ب 14 مقاتلة تكتيكية من طراز “ميكويان ميغ 29” باعتها روسيا للحكومة اليمنية في أوائل العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين. إلى جانب المقاتلات، نقلت روسيا 60 صاروخًا مضادًا للسفن يُطلق جوًا من طراز “كيه إتش 31″، والمصممة لتدمير أهداف محميّة بأنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية.
كما أظهر الحوثيون في العديد من المناسبات أسلحة صاروخية جديدة إيرانية الصنع في المسيرات ومعارض المعدات العسكرية، بما في ذلك صاروخ “خليج فارس” شبه الباليستي القادر على ضرب أهداف سطحية كبيرة برأسه الحربي الذي يزن 650 كيلوغراما على مسافة 300 كيلومتر. ويستطيع صاروخ “غدير” المضاد للسفن ضرب أهداف سطحيّة على مسافة 250 كيلومترا.
ويمتلك الحوثيّون طائرات هجوميّة دون طيار من طراز صماد 1 وصماد 2 وصماد 3، القادرة على التحليق لمسافة تتراوح بين 500 و1.5 ألف كيلومتر، وتحمل رأسًا حربيًا قويًا وتستهدف أهدافًا ثابتةً وهو ما أظهره الهجوم على مصفاة النفط في منطقة الشيبة السعودية.
المقاومة الإسلامية العراقية تكثف هجماتها ضد القوات الأمريكية
أما على صعيد الجبهة العراقية والسورية، فقد صعدت المقاومة الإسلامية العراقية من هجماتها ضد القوات الأمريكية ، التي تعرضت للهجوم أكثر من 70 مرَّةٍ، 36 مرَّة في العراق و37 مرَّة في سوريا، منذ 17 أكتوبر الماضي ، وأصيب أكثر من 60 جنديًا أمريكيًا، وفقًا لنائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ. علما أنَّ العراق يضم 4000 آلاف جندي أمريكي، ويتواجدون بصفة استشارية وتدريبية وفق السلطات الرسمية، كما يوجد حوالي 2000 جندي أمريكي منتشرين في قواعد عسكرية في شرق وشمال سوريا.
وقالت المقاومة، في بيان مقتضب لها ، الأربعاء 6ديسمبر/كانون الأول 2023، “ردًّاعلى الجرائم التي يرتكبها العدو بحق أهلنا في غزّة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدة الاحتلال الأمريكي )حرير) شمال العراق، بطائرة مسيرة ، أصابت هدفها بشكل مباشر”.
وتتألف “المقاومة الإسلامية” في العراق، من عدة فصائل ومجموعات مسلحة تلقى دعمًا من إيران، أبرزها حزب الله العراقي، النجباء، وسيد الشهداء.واستهدفت “المقاومة” العراقية، قبل ذلك بساعات، قاعدة “عين الأسد ” الجوية التي تضم قوات أمريكية، غربي محافظة الأنبار.
وتأتي هذه التطورات عقب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي صار له أكثر من شهرين، حيث تتبنى فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” الهجمات الصاروخية على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق وأحيانًا في داخل الأراضي المحتلة.
وكشف الموقع الإخباري الأمريكي”إنترسبت” عن تعرض القواعد الأمريكية في سوريا والعراق للسرقة، لكنَّ المفاجأة أنَّ من ضمن المسروقات صواريخ ومسيرات.وقال الموقع  إنَّ صواريخ ومسيرات في أيدي قوات المقاومة ، من بين الأسلحة المسروقة من قواعد عسكرية للولايات المتحدة.
وفي شباط/ فبراير2023، تم إخطار المحققين العسكريين بأنَّ 13 طائرة تجارية بدون طيار، تبلغ قيمتها حوالي 162,500 دولار، قد سُرقت من منشأة أمريكية في أربيل بالعراق، في وقت ما من العام الماضي. ولم يحدد الوكلاء أي مشتبه بهم، ولم يتم ذكر أي خيوط في الملف.
وكشف تحقيق منفصل أنَّ “العديد من الأسلحة والمعدات الحساسة” بما في ذلك استهداف وحدات الرؤية وقاذفات صواريخ “غافلين” – وهي صواريخ موجهة تطلق من على الكتف وتثبت على أهدافها – قد سُرقت من قاعدة العمليات الأمامية في بغداد، وقدرت الخسائر التي تكبدتها الحكومة الأمريكية بحوالي 480 ألف دولار.
وأشار تقرير لأمريكي إلى أن “القواعد الأمريكية في العراق وسوريا موجودة ظاهريا للقيام بمهام مضادة لتنظيم الدولة “داعش”، لكنَّ الخبراء يقولون إنَّها تستخدم في المقام الأول كوسيلة لكبح جماح إيران”.ولفت إلى أنَّه “منذ اندلاع الحرب بين “إسرائيل” وحماس في7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ،تعرضت هذه القواعد لهجمات منتظمة بالصواريخ والطائرات من دون طيار كجزء من حربٍ غير معلنةٍ بين الولايات المتحدة وبين إيران وقوات محور المقاومة المرتبطة بها.
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة: ترى الأنظمة العربية التابعة للإمبريالية الأمريكية والمطبعة مع “إسرائيل” في حركات المقاومة حليفة إيران خطراً يشكل تهديداً عليهم أنفسهم بقدر ما يشكل تهديداً على الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني . ولربما قاموا حتى بمساندة ما تهدف إليه “إسرائيل” من تدمير لحركة حماس، وإن لم يؤيدوا وسائلها في ذلك.
أما إيران ، فهي القوة الإقليمية الرئيسة في إقليم الشرق الأوسط ،التي تمد حركات المقاومة المتحالفة معها بالسلاح ، من خلال جهود تهريب الأسلحة إلى جزء مختلف من الأراضي الفلسطينية، والضفة الغربية،ومن خلال استخدام الطائرات المسيرة والرحلات الجوية وجسر جوي يمتد على مئات الأميال وأربعة حدود وطنية على الأقل، إِذْ إِنَّ عملية التهريب تثير منظور توسع الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين..
وتُعَدُّ إيران راعية لحماس، من الناحية العسكرية والمالية، ولأن مصر دمرت الأنفاق بين غزة وأراضيها ولاحقت شبكات التهريب في سيناء باتت حماس معتمدة ذاتيا على الأسلحة التي بنتها محليا، وبخاصة الصواريخ.وتذهب معظم الأسلحة الإيرانية للفلسطينيين إلى الضفة الغربية ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس؛ إن شبكات المهربين في تزايد وتحظى بمساعدة الحكومة السورية، وحزب الله اللبناني، حليف إيران.
لقد استغلت إيران أحداث الربيع العربي وتآكل السلطات في بلدان الشرق الأوسط لتقوية حضورها الإقليمي وترك بصماتها. فأقامت طهران ممرًا بريًا عبر العراق وسوريا إلى لبنان وعبر الأردن إلى الضفة الغربية، مما سمح لها بنقل الجنود والمعدات والأسلحة لمنطقة الشرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى