غزة … والضمير الانساني الغائب

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

 

غزة هذه الايام تقف امام منعطف تاريخي رهيب ، حيث ترتكب بحقها ابشع الجرائم اللااخلاقية واللاانسانية في التاريخ الانساني الماضي والمعاصر، ونستطيع القول انها جرائم ابادة جماعية منظمة ومخطط لها عن سبق اصرار وترصد من قبل دولة الكيان الصهيوني اللقيط ، وهذه الجرائم التي يجري تنفيذها في وضح النهار وامام بصر وعيون العالم وتنقلها شاشات التلفزة يوميا تحدث وبصمت دولي مطبق ورهيب من قبل المنظمات الدولية الحقوقية والانسانية ومن ادعياء وجماعات حقوق الانسان ومؤسسي وناظمي القوانين الانسانية والاممية .

غزة – القطاع والارض والانسان والمخيم – دولة الكيان الصهيوني ومعها دول الناتو المتصهينين ومن يدور في فلك دولة الكيان الصهيوني يحاولون اليوم تدميرها فوق رؤوس اصحابها في خطوة اجرامية اخرى، واعادة تاريخ الجرائم والمجازر التي نفذها العدو الصهيوني عام 1948 للذاكرة الجمعية للمواطن الفلسطيني في قرية الدوايمه ودير ياسين واللد والرملة وفي كافة المدن والقرى الفلسطينية المحتله ، فقد خذل المجتمع الدولي شعب فلسطين في الماضي القريب من خلال تصهين المنظمات الدولية وقراراتها المجافية للحقيقة والصواب ، وعدم اتخاذ القرارات الصارمة ضد العدو الصهيوني لوقف نزيف الدم الفلسطيني في السابق، وفي غزة والضفة حاليا وترك الالة الصهيونية تعيث بالدم الفلسطيني كما تشاء دون رادع قانوني او وازع قيمي او اخلاقي او ديني او حتى انساني ،

لقد استهدف العدو الصهيوني في حربه على غزة الاطفال الرضع والنساء الحوامل والشيوخ المقعدين في حرب شاملة ابادية جماعية للشعب الفلسطيني ومساكنه ودور العبادة والمدارس، وحتى المستشفيات لم تسلم من عمليات الاقتحام والتدمير والترويع للمرضى وكبار السن والاطفال الخداج في محاولات يائسة للنيل من صمود المقاومة الباسلة ،و لكن خاب فاله وعمله – لقد ظهر عجزه وجبنه وانهزامه امام ابطال المقاومة الشجاعة عندما وجه الة الدمار ضد المدتيين الابرياء محاولا صناعة نصر وهمي مفبرك ضد مرافق مدنية،  وبرز في نفس الوقت والمقام ايضا مدى عجز وشلل ما يسمى بالمنظمات الدولية والحقوقية عن القيام بدورها الانساني والاغاثي و القانوني المنوط بها تجاه حرب غزة والى نعتها على انها اصبحت “وصمة عار” في جبين الضمير الانساني العالمي ، نظرا لغياب دوره الانساني والاخلاقي والقيمي تماما بفعل المعايير المزدوجة التي تتعامل بها والنظر في القضايا والشؤون الدولية و العالمية بموازين وسياسات مختلفه، وكيلها بمكيالين تفوح منهما روح العنصرية والفاشية والحقد الدفين على امة الضاد ودول العالم الاخر ،

ان الجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق غزة والضفة الغربية حاليا يجب ان لا تقابل بالشجب والتنديد فقط من قبل الافراد والمؤسسات المدنية والحقوقية، بل المطلوب العمل معا وتشكيل قوة ضغط لوقف العدوان فورا واقامة القصاص العادل على مرتكبي هذه الجرائم واعمال الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، لان استهداف المدنيين وخاصة الاطفال والنساء والمقعدين وهدم المنازل على رؤوس اصحابها واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس والجامعات وفرض حصار وعقاب جماعي على اكثر من اثنين مليون من البشر وعدم السماح بدخول المساعدات الانسانية المنقذة للارواح، ومحاولةا التهجير القسري لسكان غزة من اراضيهم ووطنهم الى خارج وطنهم، هو بحد ذاته جريمة نكراء يعاقب عليها القانون الدولي والانساني  وينبذها ويمجها صوت الضمير الانساني الحر المغيب حاليا عن المشهد الواقعي لممارسات النازية الصهيونية الجديدة وجرائمها اللانسانية ضد الشعب العربي الفلسطيني ،

لهذا فانه يقع علينا جميعا افراد ومؤسسات مجتمع مدني، ومن باب الاخوة والعروبة والوطنية، واجب الوقوف خلف المقاومة الباسلة دعم صمودها وصمود اهلنا في غزة والضفة الغربية ولو بالكلمة الصادقة الجريئة وهو اضعف الايمان، لان هذا جزء اصيل من انسانيتنا وعروبتنا وقيمنا الدينية والاخلاقية التي طالما امنا بها ودافعنا عنها بشراسة، لان ضميرنا الحي يأبى علينا ان نمارس صمت الاموات امام هذه الحرب الظالمة المفروضة على فلسطين وشعبها من قبل العدو الصهيوني المحتل والتي تنذر بكارثة انسانية مدمرة جديدة مثل عام 1948 على اهلنا في فلسطين، اذا ما استمر الضمير الانساني العالمي غائبا عن المشهد وعن العمل الجاد المخلص لوقف حرب الابادة الجماعية على غزة وفلسطين بكل الوسائل والطرق القانونية والردعية الممكنة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى