تداعيات “طوفان الأقصى” بعد انتهاء الهدنة المؤقتة

بقلم: خليل البخاري/ المغرب

 

نجحت عملية “طوفان الاقصى” الجريئة في إيقاظ الوعي الجماعي للفلسطينيين والغرب والشرق والعرب، وتحقيق التضامن الواسع مع الفلسطينيين بعد معرفة قضيتهم العادلة وحجم الظلم والمعاناة والإبادة الجماعية في حق المدنيين العزل بمختلف الفئات العمرية ولازالت الإبادة مستمرة حتى بعد الهدنة المتفق عليها.
لقد عبرت شعوب العالم عن تضامنها المطلق عبر مظاهرات حاشدة وعلى منصات التواصل الاجتماعي بعرض فيديوهات وصور وتعليقات تفضح جرائم ووحشية الإحتلال الصهيوني النازي وفي المقابل ، فشل النظام العربي في رفع الحصار المفروض على غزة .
لقد أظهرت معركة طوفان الأقصى حقيقة إسرائيل ووحشية غالبية دول الغرب تجاه العرب والفلسطينيين . كما أظهرت الأخلاق الحقيقية والهزيلة للصهاينة والدول التي تتغنى كذبا وبهتانا بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الحرب مستمرة على غزة حتى بعد الهدنة ، وفضحت الحرب وحشية الصهاينة والمتواطئين معهم والداعمين والمطبعين والعاجزين عن وقف جرائمهم، وكذا بنشر الوعي للقضية الفلسطينية للواجهة.
أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة عاد من جديد بعد الهدنة. ويمثل ذلك إنتكاسة كباقي انتكاسات إسرائيل . وهو عمل مرفوض وغير مقبول على الإطلاق في حق الشعب الفلسطيني. كما يمثل فشلا ذريعا لإسرائيل في تحقيق أي إنجاز عسكري على الميدان. فالفشل الإسرائيلي تغطية الحكومة الإسرائيلية المتطرفة العنصرية بضرب الأبرياء المدنيين وتهريب البنى التحتية تحت مبرر الدفاع عن النفس.
إن الهدنة بين حماس وإسرائيل ماهي إلا امتداد لسياسة المكر والخداع والتضليل من جانب إسرائيل ومن وراءها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وبعض البلدان العربية. فالجيش الإسرائيلي مستمر في عدوانه غير المبرر على قطاع غزة وإبادة سكانه وتطبيق سياسة الأرض المحروسة لتجميع الشعب الفلسطينى وتهجيره خارج أرضه .
إن هدنة إسرائيل ماهي إلا إستراتيجية لأغراض عسكرية وأمنية وشر محض لآستئناف العدوان والمجازر الوحشية على غزة. كما أن الهدنة تؤكد بالملموس حالة الفشل الإسرائيلي وبحث قادته عن أي مخرج لتغطية هذا الفشل الذريع، خاصة وان الحكومة الإسرائيلية تعلم جيدا أن مستقبلها غامض ومجهول بعد حرب غزة لأن بداخل حكومة نتنياهو انقسام كبير في مجلس الحرب إضافة إلى حالة الإستياء والتذمر في الشارع الإسرائيلي. لقد أظهرت الهدنة صورة إسرائيل كدولة نازية وإرهابية وعدوة للإنسانية بينما أظهرت صورة حماس في ثوب الحق والإنسانية.
على قادة إسرائيل أن ينهضوا من سباتهم لأن عقودا مرت من القمع والإضطهاد، لم يتمكنوا ولن يستطيعوا القضاء على الصوت الفلسطيني المقاوم ..كما على الساسة العرب الكف عن الاكتفاء بالتحديد والشجب والإستنكار ومناشدة العدو المحتل بضبط النفس . فمتى يستفيق الحكام العرب ويكفّون عن تبني سياسة التطبيع مع العدو النازي ..ومتى يفيق كذلك الفلسطينيون أنفسهم لأن تناحرهم لن يخدم القضية الفلسطينية، ويعتبر أكبر هدية يقدمونها للدوام بل أقوى سلاح يدعمون له آلة البطش الإسرائيلية.
لقد بات من الضروري على القادة العرب ، أن يتوقفوا عن انتظار الحلول من الحكومات الغربية الموافقة. فمفتاح الحل الحقيقي هو أن يتصلح العرب بالقوة حتى يكون لهم اعتبار في مجلس الأمن . وان يقوم المجتمع الدولي بمسؤوليته عبر رفض كل أشكال الإنتقائية في تنزيل المعايير القانونية والأخلاقية الدولية وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم إسرائيل ومليشيات المستعمرين و التي عمرت طويلا.

* أستاذ مادة التاريخ. المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى