المستقبل الفلسطيني يقرره المُنتفضون على الاستعمار الصهيوني
بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

في ظل تركيز وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية على بدء الجيش الاسرائيلي باستئناف “العمليات العسكرية” على قطاع غزة لـ”المحافظة على هيبته وصورته” من خلال ممارسة الضغط على المقاومة الفلسطينية في القطاع غزة، والسعى – كما يزعم ويتوهم- الى القضاء على حركتي حماس والجهاد الاسلامي عسكريا وسياسيا، انهارت اليوم الهدنة الانسانية ،وتوقفت عملية الافراج عن الاسرى والاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية.
الحكومة الاسرائيلية الراهنة بدعم امريكي غربي تعمل ليل نهار على ترميم صورة الانهيار الامني والاستخباراتي الاسرائيلي، وشطب انجازات “طوفان الاقصى” الذي اعاد رسم وفرض واقعا سياسيا جديدا اعاد طرح القضية الفلسطينية على المستوى العالمي والمؤسسات الدولية والاقليمية” المطالبة باقامة الدولة الفلسطينية باعتراف وضمانات دولية،
وعليه، فالكل الفلسطيني السياسي والاجتماعي والفصائلي والمقاومة مطالبون بـ”القبول بالمشاركة السياسية والميدانية والقبول بالراي والراي الاخر” كخيار ضروري لتبني خطاب سياسي موحد في مواجهة حرب ابادة الشعب الفلسطيني، ذلك لان الاحزاب الاسرائيلية “اليمينية واليسارية” ليست معنية “لا اليوم ولا بعد مئة سنة” بحل اقامة الدولتين ولا بتطبيق وتنفيذ القانون الدولي ولا بعملية السلام والمفاوضات، فما يشغل رئيس الحكومة الاسرائيلية حاليا هو “عدم المساءلة والملاحقة السياسية” من خلال استمرار حرب الابادة في قطاع غزة.
حرب الابادة هذه تحتاج الى مقاومة فلسطينية ضارية تدافع عن الحقوق الوطنية المقرة في القانون الدولي، كحق مارسته كل الشعوب التي تم استعمارها، الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، دول استعمارية تكرس جهودها السياسية والدبلوماسية لفرض الهيمنة الاسرائيلية على كل فلسطين التاريخية سياسيا وديمغرافيا وجغرافيا، ضاربة عرض الحائط بكل الشرائع والقانون الدولي، لصالح تثبيت الاستعمار الصهيوني و”اتهام الفلسطينيين بممارسة الارهاب” بالهروب من شرعية المقاومة التي تقود الشعب الفلسطيني لتحقيق الاستقلال.
الدول الغربية ترفض تطبيق حقوق الانسان وحرية التعبير وسيادة القانون الدولي، بل اصبحت شريكة في حرب الابادة بارسال حاملات طائراتهم وأساطيلهم وغواصاتهم لحماية الدولة المنهارة “المدانة على الصعيد الشعبي العالمي بارتكاب جرائم حرب”،وقد لعبت “طوفان الاقصى” دورا كبيرا في فضح المنظومة الاستعمارية المترابطة عضويا، وتظهير القضية الفلسطينية العادلة واعادة رسمها من جديد في الوعي الجماعي الشعبي الدولي، حتى خرجت الجماهير العالمية في شوارع دولهم انتصارا لحقوق الشعب الفلسطيني وجاهرت برفضها لحرب الابادة والسياسات الصهيونية التدميرية.
التظاهرات العالمية المصطفة لصالح القضية الفلسطينية وحرب الابادة الممارسة على الارض، تفرض على الكل الفلسطيني بتبني استراتيجية سياسية عالمية ترفع من منسوب التحالف مع الشعوب ومنظمات المجتمع المدني لحماية الحقوق الوطنية والقضية الفلسطينية من “تدمير الانظمة الاستعمارية الغربية”.
المقاومة والتضحيات والنضال الشعبي جسد الوحدة الميدانية على الارض، وقادت الكل الى الالتفاف حول “الحقوق الوطنية العادلة وحق تقرير المصير”، واكدت على ان لا امن ولا امان ولا سلام دولي واقليمي “طالما الجرائم والمجازر الاحتلالية متواصلة ضد الشعب الفلسطيني”.. طوفان الاقصى تمرد على الواقع الاستعماري الصهيوني، وكتب تاريخا جديدا يتوافق مع تضحيات ودماء الاطفال والنساء لاعادة فلسطين على الخارطة العالمية،
اخيراً، فان المستقبل الفلسطيني يقرره كل من ينتفض على الاستعمار ومصائبه وتهديداته الوجودية على الارض، والشاهد ان “طوفان الاقصى” قد اظهرت اسرائيل كدولة ضعيفة رغم امتلاكها التكنولوجيا وترسانة اسلحة امريكية.
1/12/2023