في تفنيد لمزاعم نتنياهو ولويد أوستن.. مفكران أمريكيان يؤكدان أن “حماس” تختلف كلياً عن “داعش” ويوضحان الفوارق

بعد عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر 2023، والهزيمة الكبيرة التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي، أعلن رئيس وزراءالاحتلال بنيامين نتنياهو أن “حماس هي داعش”. وهي مقارنة تم تعزيزها من قبل العديد من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، بما في ذلك وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي علق، أثناء زيارته للاحتلال بعد وقت قصير من العبور الكبير، بأن ما فعلته حماس كان “أسوأ من داعش”.

وعلى الرغم من ذلك، تناول موقع بوليتيكو الامريكية، في مقالٍ لمدير الأبحاث في مجموعة سوفان، للاستشارات الاستخباراتية والأامنية في نيويورك كولين بي كلارك، ولمدير مركز ماثيو بي ريدجواي، وأستاذ الشؤون الدولية في جامعة بيتسبرغ، مايكل كيني، أن “حماس ليست داعش، والمقارنة في حد ذاتها تؤدي إلى نتائج عكسية”

وقال الكاتبان إنه لا بد من القول إن حماس ليست داعش، وإن الاعتراف بهذه الحقيقة أمر بالغ الأهمية، انطلاقًا من فهم الكيفية التي تعمل بها حركة حماس وهدفها، ومؤكدَين أن على صانعي السياسات والجمهور أن يدركوا ثلاث نقاط رئيسية في التفريق بين حماس وداعش:

1- الدولة مقابل الخلافة

يقول الكاتبان، إن حماس منظمة قومية تسعى إلى إنهاء الاحتلال واستبداله بدولة فلسطينية، وبينما هي جماعة تأتي في غرار القالب الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين، التي نشأت منها، لكنها تسعى في نهاية المطاف إلى دولة تشبه أية دولة أخرى في المجتمع الدولي، تتمتع بمقعد في الأمم المتحدة وفي المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية. هذا يعني أن أهدافها محلية.

أما داعش، بحسب الكاتبين، فأهدافه عابرة للحدود المحلية، يسعى إلى بناءً خلافة عالمية، وبدلاً من التطلع إلى أن يكون عضواً في المجتمع العالمي للأمم، سعى داعش إلى غزو الدول وإخضاع المواطنين تحت تهديدات الترهيب والموت.

2- “سيادة الإنسان”

يشير الكاتبيان، إلى أن داعش تنتقد حركة حماس بسبب مشاركتها في العملية الانتخابية، مثل العملية الانتخابية التشريعية العام 2006 وفازت بها، وهنا يقول مؤيدو داعش إن حماس تقبل “سيادة الإنسان” وتنكر سيادة الله وسيادته”، وفق منظورهم.

٣- الانقسامات حول إيران

ويلفت الكاتبان، إلى أن داعش تستمر في تشويه سمعة حركة حماس لاعترافها بإيران وتلقيها الدعم منها، فداعش يعتبر “إيران عدوًا أكثر مراوغة حتى من الولايات المتحدة وإسرائيل، لأسباب خلافية” ، وعلى العكس، يعطي داعش الأولوية لاستهداف الإيرانيين فوق أي خصم آخر.

وبسبب هذه الاختلافات وغيرها، فإن تنظيم الدولة الإسلامية “ينظر إلى حماس بازدراء ومرتدين”، وفقا لمؤيد آخر مع داعش.

وفي الواقع، هناك سبب آخر يجعل داعش تنظر إلى حماس بازدراء هو أن حماس تسامحت مع الجماعات الدينية الأخرى في غزة، وهو أمر لن يفعله داعش أبدًا.

٤- لعبة النهاية

أما الفرق الجوهري الاخير، وفق الكاتبين، فإن داعش لم تفتح المجال للتفاوض، ولم يحظَ بمستوى الدعم الشعبي الذي تتمتع به حماس، سواء داخل منطقة عملياتها أو على المستوى الدولي.

وخلافاً لتنظيم داعش، فإن بعض أهداف حماس سياسية في الواقع، وبالتالي لن يكون هناك حل فعال للأزمة ما لم يتضمن أيضاً حلاً سياسيًا، كما يصف الكاتبين.

ومع ذلك، يؤكد الكاتبان أن مساواة حماس بتنظيم داعش، كما تشير القياسات الخادعة، فإن الخيارات الوحيدة المتاحة للتعامل معها ستكون ذات توجهات عسكرية، وكلما ربط المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون حماس بتنظيم داعش، كلما أغلقوا الباب أمام أي حل سياسي محتمل.

وأشارا إلى أن الجهود الجارية لتدمير حماس قد تؤدي إلى نتائج عكسية مع تزايد أعداد الشهداء، والى تحول الرأي العام العالمي ضد “إسرائيل”، وبالتالي ضد الولايات المتحدة، وإنه من غير المرجح ان تفضي عملية الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إلى تدمير حماس.

الخارجية الامريكية : حماس ليست داعش

الجدير بالذكر ان وزارة الخارجية الأمريكية قد سبق لها ان أعلنت، قبل بضع سنوات (يوم الجمعة 2014-09-13)، إنها لا تساوي بين حركة حماس وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وذلك رداً على تصريحات نتنياهو يومذاك، والتي زعم فيها “إن حماس وداعش وجهان لعملة واحدة”.

وأردفت الخارجية الأمريكية على لسان نائبة المتحدثة بلسانها ماري هارف قائلة: “هذا لا يعني بأن حماس لا تشكل خطراً جدياً فهي تنظيم إرهابي، ولكن أهدافها بعيدة تماماً عن أهداف ومستوى وحشية داعش”.

وكان نتنياهو قد صرح،  خلال كلمته له في مؤتمر هرتسليا، أن حماس وداعش وجهان لعملة واحدة، وان الناس في القطاع قد وزعوا الحلويات أثناء أحداث 11 أيلول بينما تعاطف الإسرائيليون مع الحدث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى