قطر: مفاوضات الأسرى بين حماس إسرائيل بلغت مرحلة نهائية.. وحماس تعلن قرب التوصل لاتفاق هدنة مع إسرائيل

 

الدوحة – شددت قطر على أولوية إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وإنقاذ سكان القطاع من الوضع الذي يعيشونه، وسرعة تقديم الدعم اللازم للفلسطينيين الذين يواجهون أحلك الظروف والأوضاع في ظل تصعيد العدون الإسرائيلي.

وكشف ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، أن الوساطة التي تقوم بها قطر بين حماس والأطراف الأخرى بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل، وصلت لمرحلة نهائية وتجاوزت القضايا المحورية وظلت تفاصيل بسيطة يتم مناقشتها.

وأضاف أن المفاوضات التي ترعاها الدوحة للتوصل لاتفاق حول غزة توشك على وصول نقطة النهاية والإعلان عن بيان شامل لما تم التوصل إليه. وشدد أنه لن يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق الذي ترعاه قطر حتى التوصل لنهايته وإعلانه رسمياً.

وكشف الأنصاري أن قطر استهلت جهودها مبكراً للوصول إلى اتفاق، والآمال كانت عالية وأوشكت الأطراف على التوصل لاتفاق في وقت سابق، لكن التصعيد الإسرائيلي نسف تلك الجهود السابقة.

وأكد أن حجم الأزمة في غزة يزداد تأزماً ومعاناة المواطنين تتفاقم، وهو ما يدفع قطر لبذل مزيد من الجهود لإنهاء الأزمة عبر الاتفاق القريب. وشدد في معرض رده على أسئلة الصحافيين في الإحاطة الأسبوعية التي عقدتها وزارة الخارجية القطرية، أن الجهود مستمرة ولم تتوقف، حتى تكشف قطر رسمياً عبر بيان ما تم التوصل إليه في الاتفاق المرتقب.

وأضاف الأنصاري أن الدوحة تشارك ضمن الوفد الذي أعلنته قمة الرياض المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتراهن على الجهود التي يبذلها ممثلو الدول في اللجنة، وتضم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري.

وتحدث المسؤول القطري عن تحركات الدوحة لإنهاء ما يحدث في غزة من جرائم ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن قطر أدانت استهداف مدرسة الفاخورة ودعت لإيفاد لجنة تحقيق دولية.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال سابقاً إن إتمام صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس “بات قريبا”.

ومن جانبه، أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فجر اليوم الثلاثاء، تسليم رد الحركة حول اتفاق الهدنة للإخوة في قطر والوسطاء، مؤكدًا الاقتراب من التوصل لاتفاق حولها.

وقال هنية في تصريح مقتضب: سلمت الحركة ردها للإخوة في قطر والوسطاء ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة.

ومن جهته، قال القيادي بحركة حماس عزت الرشق: هناك تقدم حقيقي في المفاوضات ونحن نقترب من التوصل إلى اتفاق هدنة.

وشدد على أن أي اتفاق قد نتوصل إليه سيكون بالضرورة وفق شروط المقاومة، وقال: لسنا معنيين بالتسريبات والأشقاء في قطر ومصر سيعلنون عن تفاصيل الاتفاق.

ومساء امس الاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية: إن حكومة بنيامين نتنياهو أعطت الضوء الأخضر لصفقة لتحرير أسرى مع حركة حماس وإنها بانتظار رد الحركة، وفق ادعائها.

وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الـ 46 عدوانها الدامي على قطاع غزة مسببة أكثر من 13 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 31 ألف جريح 70 % منهم من الأطفال والنساء، و1.7 مليون نازح، وهدم أكثر من ربع مليون وحدة سكنية كليا أو جزئيا.

وفي التفاصيل، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة (حماس)، إسماعيل هنية، عن الاقتراب “من التوصل لاتفاق هدنة” مع إسرائيل.

وقال هنية في رسالة مقتضبة نشرها حساب حماس على تطبيق تلغرام إنّ “الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة”.

عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق قال في مقابلة تلفزيونية، اقتربنا بشكل أكبر من التوصل لاتفاق هدنة، ونأمل أن يتم ذلك قريباً، مشيرا إلى أنه كان هناك مماطلة في الأيام الماضية من قبل الاحتلال الإسرائيلي لإتمام اتفاق الهدنة وخاصة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأكد الرشق أن المقاومة الفلسطينية موحدة في الميدان والسياسة واتفاق الهدنة سيشمل الجميع.

وبين أن الإفراج عن عدد متفق عليه من أسرى ومحتجزي الاحتلال من النساء والأطفال سوف يقابله الأفراج عن النساء والأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه في حال تم الإعلان عن اتفاق فسيكون مقبولا ومرضيا لنا وسيعبّر عن مطالب المقاومة، في الوقت الذي بين فيه أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول التفاوض في ظل العدوان لكسر المقاومة وهذا لم ولن يحدث.

وأضاف أنه لن نخوض في تفاصيل الاتفاق المرتقب حاليًا وعند التوصل له ستعلن عنه قطر.

ولم ترد أي تفاصيل أخرى بشأن بنود الاتفاق المحتمل. لكن قال الرشق إنّ المفاوضات تركزت على مدة الهدنة وترتيبات توصيل المساعدات إلى غزة وتبادل المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس بسجناء فلسطينيين في إسرائيل.

كما كشفت مصادر خاصة بنود صفقة تلوح بالأفق وتتضمن هدنة لخمسة أيام تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار ووقفا تاما لتحليق الطيران الاسرائيلي في سماء قطاع غزة طوال ايام الهدنة باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف التحليق الطيران لمدة ست ساعات يوميا فقط لإعطاء الفرصة لتجميع الاسرى.

كما تتضمن الصفقة إطلاق مائة أسير لدى المقاومة من المستوطنين وحملة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن ثلاثمائة أسير من الاطفال والنساء يتم إطلاق سراحهم على دفعات .

وتتضمن الصفقة ايضا إدخال ثلاثمائة شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى كافة مناطق القطاع، كما تشمل وجود ممرات آمنة بين شمال القطاع وجنوبه تسمح للمواطنين بالتحرك على طريق صلاح الدين والرشيد.

وعلى صعيد متصل، أعرب مسؤولون في دول خليجية عن استعدادهم التام للمساعدة في إعادة إعمار غزة بعد الحرب، لكن الأمر يتوقف في المقابل على شروط أهمها موافقة إسرائيل على خارطة طريق تحيي الأفق السياسي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من جهة، وإجراء تغيير كبير يبدأ من تغيير القيادة في السلطة الفلسطينية من جهة ثانية، وفق ما جاء في تقرير على موقع هيئة البث الرسمية الاسرائيلية “كان” صباح اليوم الثلاثاء.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شدد في الأسبوع الأخير على وجوب أن يكون هناك دور للسلطة الفلسطينية في حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مشيرا إلى أنها الهيئة الحاكمة هناك وأنه ينبغي تنفيذ الإصلاحات المدنية في السلطة الفلسطينية.

وقال بايدن، في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست: “ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت هيكل حكم واحد، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعا نحو حل الدولتين”.

وفي المقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تبقي على “مسؤوليتها العسكرية الشاملة” على غزة في المستقبل المنظور”.

كما أكد نتنياهو رفضه تسليم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أي دور في قطاع غزة، بسبب عدم إدانة الأخير لهجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى