الصمود الفلسطيني والمظاهرات العالمية تحتاج بلورة في برنامج سياسي
بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

الجيش الاحتلالي يشن حرب ابادة انسانية ووطنية، تستهدف وجود الشعب الفلسطيني استراتيجيا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة لفرض “مملكة إسرائيل الكبرى” على كل فلسطينين التاريخية، بتبني عنوان رئيسي للحرب “القضاء على قادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي وتدمير بنيتهما التحيتة والعسكرية”.
الجيش اصيب بحالة احباط بعد فشله في تحقيق الاهداف والانجازات الحقيقية على الارض “لم يعثر على انفاق محفورة اسفل مجمع الشفاء الطبي، ولم يعثر على قادة كتائب القسام وسرايا القدس، ولم يعثر على اسرى اسرائيليين بعد قصفه وتحويله لثكنة عسكرية” وفشل في تحقيق حلم رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، هرتسي هاليفي، بتفكيك المنظومة العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
“استطاع الجيش الاسرائيلي قتل الالاف الفلسطينيين جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير العمارات السكنية والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمشافي واحتلالها وتحيدها لمنع الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الصحية للجرحى والمرضى” ونكل بالطواقم الطبية والمرضى النازحين في مجمع الشفاء ونجح باعتقال العشرات منهم واحتجاز عشرات جثامين الشهداء، ونفذ اعدامات ميدانية لعدة عائلات حاولت الخروج من المشفى وتدمير الادوية والادوات الطبية و”حولت حياة الناس لجحيم لا يطاق في شمال قطاع غزة” على مرأى ومسمع العالم، “مدح الابادة” بدعم غربي امريكي سياسي وعسكري رفع من منسوب الدمار والكارثة الانسانية ومعاناة الشعب المتفاقمة في محاولة لتهجير الفلسطينيين وقتلهم لفرض “التطهير العرقي”.
دافع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع شبكة “ABC” الأميركية، عن الرواية الإسرائيلية لدى سؤاله عمّا إذا كان يعتقد بأنّ “حماس” تستخدم المستشفيات والمدنيين لإحفاء الأسلحة والذخائر، مبرراً بذلك الاعتداءات الهجمية الإسرائيلية الأخيرة على المدنيين والمرضى العزل.
اسرائيل وامريكا تخشى من دور سياسي مستقبلي للمقاومة على “المستويات الدولية والاقليمية والمحلية” صلابة الارادة وصمود المقاومة والشعب الفلسطيني، دفع دول الغرب وامريكا للبحث عن اليات سياسية “لتحطيم المقاومة وتفكيك الحاضنة الشعبية لها” في ظل غياب الدور والموقف القومي العربي الفاعل سياسيا، بعد فشل حسم الحرب لصالح اسرائيل، وفشل تحقيق الاوهام الاسرائيلية القضاء على المقاومة وبنيتها العسكرية، كل ما قامت به اسرائيل هو ارتكاب المزيد من المجازر واغراق شوارع قطاع غزة بدماء واشلاء جثامين الشهداء “جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ” اتباع سياسة الانتقام ضد الشعب في قطاع غزة هدفت لـ”تدمير البنية التحتية والمدارس والمستشفيات”.
فشل تجسيد الرواية الاسرائيلية، خلق حالة من الاحباط على المستويين السياسي والعسكري الاسرائيلي، رغم تفوق الجيش التكنولوجي وامتلاك الطائرات بدون طيار التي تصور الشوارع والمواقع “اخفاق الجيش في تحقيق ما سوق له قبل شن الحرب ضد الشعب في قطاع غزة، سقوط الرواية الاسرائيلية الحق ضرر بصورة اسرائيل عالميا” سيدفع الجيش الى ارتكاب المزيد من المجازر في الايام والاسابيع القادمة ضد الشعب الفلسطيني “لالغاء وجودهم على الارض وفرض الشروط الاسرائيلية على قيادة المقاومة” بممارسة المزيد من سياسية الضغط العسكري لارعاب وارهاب الفلسطينيين بـ”ارتكاب ابشع الجرائم الانسانية” لـ”ابقاء النكبة والكارثة الفلسطينية مستمرة”، وتبقي كل فلسطين التاريخية تحت السيطرة الامنية والسياسية الاسرائيلية.
رئيس حركة حماس، اسماعيل هنية، قدم تصورا لحل القضية الفلسطينية ومستقبل الشعب في ظل تصاعد موجة الرفض العالمية لحرب الإبادية على الشعب الفلسطيني، يبدأ بوقف العدوان، وفتح المعابر، ثم صفقة لتبادل الاسرى، وقال ان “طوفان الاقصى” ركز على ضرورة حل القضية الفلسطينية، وفتح مسار سياسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير، واعتبر “طوفان الاقصى” خطوة تاريخية تدفع عملية التوازن الاستراتيجي للامام، اي تغييب النظام العالمي القديم، والانتقال الى نظام متعدد الاقطاب “لمنع سيطرة اسرائيل على المنطقة”.
الرؤية السياسية الحمساوية دفعت الرئيس الامريكي، جو بايدن، الذي قدم الدعم العسكري والمالي والاستخباراتي وفرقة “الدلتا” لـ”ذبح وابادة الشعب كخطوة اولى لتنفيذ التطهير العرقي”، بايدن اعاد استحضار “حل الدولتين” كراعي ومحتكر لما تسمى عملية السلام التي اشبعت موتا، انحياز بايدن لتدمير المواثيق والشرعية والقانون الدولي “يفقد قيمة استحضار حل الدولتين”.
صمود وتماسك ووحدة المقاومة والشعب الفلسطيني وتفاعل العالم والامتين العربية والاسلامية بالمظاهرات الشعبية، يحتاج لتبني برنامج سياسي ومزيدا من الفعل الميداني على الارض لـ”تحقيق نصر للشعب الفلسطيني” ورفع منسوب الارباك الاسرائيلي في الميدان والسياسة في الساحة العالمية لفرض السلم والامن الدولي، لاسقاط الرؤية والترتيبات والسيناريوهات الجهنمية المطروحة امريكيا واسرائيليا، لـ”ادارة قطاع غزة” قال بلينكن “هناك حاجة إلى مرحلة انتقالية” علما ان قوات الجيش الاسرائيلي لم تحقق الاهداف التي حددتها القضاء على المقاومة “مخلب القضية الفلسطينية” في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
18/11/2023