من اطلق على الكيان الصهيوني دولة هو انسان ساذج بالفطرة، ومن تعامل معها ووقع اتفاقيات سلام هو اكثر سذاجة وغباء ، فالكيان العنصري في تل ابيب هو اشبه بعصابة دولية تسمنها وتغذيها الامبريالية العالمية والغرب المتصهين لخدمة مصالحه في المنطقة العربية ، فمفهوم الدولة الحديثة – وجود شعب وارض وسيادة واعتراف دولي وحكومة تدير الشأن العام – اما عصابة تل ابيب فهولاء مرتزقة من جميع دول العالم ليس لهم رابط قيمي او اخلاقي او تراثي او تاريخي، كما انها لا تعترف بالمواثيق والعهود الدولية.
ان افضل وصف لهذا الكيان انه محض عصابة صهيونية دولية يرعاها ويشرف علي حمايتها دوليا و تسمينها وتغذيتها ماليا ومعنويا دول الغرب المتصهين، وعلى راسها اميركا – راس الحية الملساء في المنطقة العربية ، فقد اوجدها الغرب لحماية مصالحة ومنع اية وحدة او تنمية على الارض العربية ، ولكن حكوماتنا العربية مع الاسف الشديد، وخاصة المهرولة نحو التطبيع، قد عقدت معها الاتفاقيات – اتفاقيات السلام المزعوم – واتفاقيات الغاز والمياة، والاخطر من ذلك التنسيق الامني والتعاون العسكري مع هذه العصابة في تل ابيب.
غير ان الشعوب العربية اثبتت انها اكثر وعيا من حكوماتها، فرفضت التطبيع بكافة اشكاله مع هذا الكيان الصهيوني المحتل، وبالرغم من الاغراءات المادية والمعنوية والتشجيع من قبل الدول العربية المطبعة مع هذا الكيان للمراكز والوظائف العليا في الدولة والامتيازات المالية والاستثمارية لمن يطبع من الافراد ، الا ان شعبنا العربي الشريف رفض كل هذه الحوافز والرشاوي وآثر الاخلاص لامته ولقضيتها المركزية فلسطين ، وآمن بأن هذا الكيان هو عصابة دولية لا يمكن الوثوق بها والتعامل معها ،
ان الحرب الذي فرضت على غزة اسقطت كل الشعارات الغربية والمزاعم الصهيونية، واثبتت صدق استشرافات الشعوب المستقبلية لهذا الكيان الدخيل على الارض العربية.. فقد قامت هذه العصابة النازية بتدمير المنازل على ساكنيها والمستشفيات على مرضاها ودور العبادة على مرتاديها، وقطعت الماء والغذاء والغاز والوقود عن السكان المدنيين في محاولة نازية لممارسة ساديتها وبيان حقيقتها التي تخفيها منذ سنوات من انها مجرد عصابة على شكل دولة .
لهذا فأن على شعبنا العربي ضرورة الاستمرار في سياسة رفض التطبيع مع هذه العصابة وعدم التعامل معها، وتعريتها في كافة المحافل الاقليمية والدولية ، والنضال السلمي العلني من اجل الغاء كافة انواع الاتفاقيات والتعاملات مع هذه العصابة في تل ابيب، واعادة تفعيل سلاح المقاطعة العربية والاسلامي ضد هذا الكيان المصطنع في تل ابيب ، فنحن ابناء امة عربية متجانسة يجمعنا التاريخ واللغة والموروث الحضاري الواحد والمشاعر المشتركة والمصير الواحد رسخنا عبر مسيرتنا التاريخية الطويلة بطولات وقيما وانجازات حضارية وروحية ومادية وانسانية زاخرة لابد من تذكرها والتذكير بها ، وابطال فلسطين وغزة اليوم يعيدون لنا الامل والعزة والكبرياء من جديد في هذه الامجاد والانجازات والبطولات من خلال انتصاراتهم اليومية على العصابة النازية في تل ابيب، حيث يعمدون مسيرتهم بالدم القاني من اجل اعادة ارض امتنا المحتلة وعزة انسانها العربي ، لقد صنعوا لنا مجدا جديدا وادخلوا للقاموس الدولي مفاهيم جديد – في البطولة والاستبسال – من مسافة الصفر – والجهاد – والانتفاضة المجيدة – في اول نصر مؤزر على العدو.
ان المقاومة البطلة في فلسطين وغزة تقف في طليعة الركب العربي والاسلامي امام تحديات الصهيونية العالمية واعوانها في الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات في ملحمة بطولية قل نضيرها في التاريخ الانساني.. انها تقف بشموخ واباء تجسد المظلة الضافية لطموحات الامة العربية والاسلامية في الحرية والتحرر وهزيمة العدو وهزيمة مشاريعه الاحتلالية واعوانه وتباعه في المنطقة العربية والغربية.
لهذا فالوقوف خلف المقاومة مطلب وطني ديني اخلاقي قيمي انساني حضاري كل من يتخلف عنه هو خائن للامة ولمثلها العليا ، ولا شك ان دعم المقاومة بالسلاح والاموال – ماديا ومعنويا ضرورة حيانية وليس ترفا سياسيا واضعف الايمان بالدفاع عنها بالكلمة الصادقة الجريئة فهي الطريق الصحيح الى النصر المؤزرز
عاشت المقاومة البطلة في فلسطين وغزة، والمجد والخلود لشهدائنا الابرار، والخزي والعار للعدو الصهيوني المحتل ولكل متخلف وجبان عن دعم المقاومة والنضال العربي في فلسطين وغزة .