أسامة حمدان: غزة لن يحكمها إلا أهلها ولن تكون فيها سلطة إلا للفلسطينيين، ونحن بانتظار تنفيذ قرارات قمة الرياض
بيروت – اكد أسامة حمدان القيادي في حركة حماس إن عدم محاسبة إسرائيل على جريمة المستشفى المعمداني شجعها على ارتكاب المزيد من المجازر في المشافي. مشيرا إلى أن مجازر الصهاينة المستمرة بحق شعبنا هي محاولة لاستعادة صورة جيش الاحتلال قبل السابع من أكتوبر كجيش لا يقهر.
وأضاف حمدان، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس اليوم الأحد في لبنان: نقول للإدارة الأمريكية إن غزة لن يحكمها إلا أهلها ولن تكون فيها سلطة إلا للفلسطينيين، ولن يركب دباباتكم قادماً إلى غزة إلا العملاء والخونة.
وتابع: مجمع الشفاء هدف مدني والاحتلال شن حرباً نفسية حاول من خلالها الترويج أنه هدف عسكري، ونقول للاحتلال وقادته النازيين إن استهدافكم للمشافي ستحاسبون عليه على يد كتائب القسام.
وأكد القيادي في حماس على أن كل متر يتحرك فيه جيش الاحتلال داخل غزة يدفع فيه خسائر في العتاد والأرواح. مشددا على أن الكيان الإسرائيلي هو التهديد الحقيقي للبشرية والأمن والسلم الدوليين وفي المنطقة.
وقائع المؤتمر
وفيما يلي نص المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس، اليوم الأحد في لبنان، مواكبة لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة لليوم 37 على التوالي.
بداية نحيّي شعبنا المرابط في غزَّة، الحامل للواء الدفاع عن القدس والأقصى، الذين لن يضرّهم من خَذَلَهم.
والتحيَّة للمقاومة الباسلة ولكتائب القسّام المظفّرة، الذين يسطّرون أروع الملاحم والبطولة، على أرض غزّة العزّة، دفاعاً عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
أولاً: مجزرة المشافي وحصار مجمَّع الشفاء الطبي:
النازيّون الجدد كما تعلمون ارتكبوا مجزرة المشفى المعمداني في مدينة غزة في السابع عشر من أكتوبر الماضي، وارتقى فيها نحو 500 شهيد، وأصيب نحو 600 مدنيّ وطفل.
العالم حينها، وقف متفرجاً ولم يُسائِل الاحتلال، ولم يُحاسب مجرميه، بل ذهب البعض للترويج لأكاذيبه، فكان ذلك ضوءًا أخضر وتشجيعاً له لارتكاب المزيد من المجازر، التي يندى لها جبين البشرية.
وقد تابعتم اليوم مجزرة المشافي التي يرتكبها الاحتلال في مدينة غزَّة والشمال، والتي لا زالت تجري على شاشات التلفزة، وعلى مرأى ومسمع العالم، حتى اللحظة التي نعقد فيها هذا المؤتمر، حيث القصف المباشر لمجمع الشفاء الطبي، ومجمع النصر، والمشفى الإندونيسي، ومشفى القدس..، وقتلهم النازحين والأطقم الطبية، ومنعهم لسيارات الإسعاف من التحرّك، وقطعهم لكافة الإمدادات الطبية.
وإذا كان الاحتلال سابقاً، قد حاول إخفاء جريمته في مجزرة مستشفى المعمداني، وحاول التنصل من المسؤولية عنها.. فإنَّه اليوم يضع المستشفيات كأهداف مباشرة يقصفها بالطائرات، ولا يبالي بغضب العالم، ولا بإحراج داعميه وشركائه .
في هذا السياق؛
نوجّه التحيَّة للأبطال ..الأطباء والكادر الطبي في مستشفى الشفاء وكل مستشفيات قطاع غزّة.. على قرارهم الشجاع برفض مغادرة عملهم في المستشفيات، رغم القصف والخطر الشديد على حياتهم، وإصرارهم على البقاء والصمود لمواصلة أداء دورهم الإنساني مع المرضى والمصابين والجرحى.
نحمّل المسؤولية عن مجزرة المشافي، لكلّ من صمت أو تخاذل عن التحرّك لإيقافها أو منعها أو تجريم الاحتلال ومحاسبة قادته أمام المحاكم والمحافل الدولية.
كما نحمّل الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن على وجه الخصوص المسؤولية الأولى عن هذه الجريمة التي تتم بطائرات وصواريخ أمريكية ودعم أمريكي مطلق.
ونقول للاحتلال وقادته النازيين الجدد الفاشلين المهزومين: إنَّ استهدافكم للمراكز الطبية، خسّة ودناءة ووحشية ستحاسبون عليها في الميدان على أيدي رجال المقاومة وكتائب القسَّام، قبل المحاكم الدولية، وستدفعون الثمن غالياً.
ثانياً: تصدّي المقاومة البطولي للعدوان ولجيش الاحتلال الفاشل:
على صعيد المقاومة ودفاعها البطولي عن قطاع غزة؛ نؤكّد أنَّ جيش الاحتلال يتلقى ضربات موجعة على مدار الساعة، وكل مترٍ يتقدّم فيه يدفع أثماناً باهظة من القتلى والجرحى في صفوفه وآلياته العسكرية ، ويشكّل هذا المتر المربّع، نقطة استنزاف دائمة لجنوده وضباطه، فكلّما تمدّد جيش الاحتلال داخل الشوارع والأزقة، كلّما أعطى المقاومة الفرصة للانقضاض على جنوده، وتشديد القبضة عليهم، وتلقينهم دروساً في الشجاعة والبسالة التي يفتقدونها، فمن لم يُقتل منهم على الأرض برصاص القسَّام، يحترق ويختنق في دبابة الميركافاة 4 ، فخر الصناعة العسكرية الصهيونية، بقذيفة الياسين، فخر الصناعة الوطنية الفلسطينية.
تابعتم جميعاً، كلمات المتحدّث باسم كتائب القسَّام الأخ المجاهد أبو عبيدة، وتابعتم ما يتم نشره من فيديوهات تُظهر لكم وللعالم مصير هذا المحتل على أرض غزَّة، التي ستكون مقبرة له ولجنوده، وهذا وعدٌ قطعناه على أنفسنا.
وهنا نقول لقادة الاحتلال: عبثاً تحاولون التقاط صورة نصر متوهّم في عقولكم، فكلّما طالت المعركة، كلّما غرقت أقدامكم في رمال غزة, وستخرجون منها مدحورين مهزومين بلا أقدام، وتجرّون أذيال الهزيمة..، والأيام بيننا.
ونقول للإدارة الأمريكية، ولقادة الاحتلال المجرمين: غزّة لن يحكمها إلاّ أهلها، ولا سلطة سياسية أو أمنية إلاّ للفلسطينيين فيها، فنحن شعب حرٌّ لا يقبل الوصاية من أحد، وستكون دماؤنا وأرواحنا ثمناً لحريتنا ولكرامة شعبنا الصَّابر المرابط، الذي تعجز الكلمات عن وصف عظمته وجبروته؛ فوفّروا على أنفسكم عناء التفكير، وفكّروا كيف تنزلون عن الشجرة قبل أن تحترق بكم.
ثالثاً: مخرجات القمَّة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة..
مع تقديرنا للجهود المبذولة لانعقاد القمَّة العربية والإسلامية، ومع ترحيبنا بما ورد في العديد من الكلمات للزّعماء والملوك والرؤساء لـ 57 دولة عربية وإسلامية شقيقة، إلاّ أنَّ مخرجات القمَّة غابت عنها القرارات، والإجراءات والآليات الفاعلة والفورية، لوقف حرب الإبادة الجماعية النازية بحقّ الأطفال والمدنيين العزّل.
كنا نتوقع من أشقائنا العرب والمسلمين أن يُفعّلوا أوراق قوّتهم السياسية والاقتصادية للضغط على واشنطن لوقف العدوان ضد المدنيين والأطفال فوراً، فكلّ يوم يمضي يرتقي فيه نحو 400 شهيد، ويصاب فيه نحو 1000 من المدنيين والأطفال الأبرياء.
ومع ذلك، فإن قرار القمّة بكسر الحصار عن قطاع غزَّة، وفرض إدخال المساعدات والمواد الإغاثية والطبية والوقود فوراً، يسير بالاتجاه الصحيح ونرتقب التنفيذ العاجل لهذا القرار، بفتح المعابر والممرات الإنسانية، بشكل دائم ومستمر، والوقوف مع الأشقاء في مصر لرفض أي قيود أو آليات عمل تعيق تدفق المساعدات والإغاثة لأهل غزة لإنقاذ حياة الأطفال والمدنيين، الذين يتعرّضون للتجويع والتعطيش على أيدي النازيين الجدد.
رابعاً: التضامن الشعبي مع غزة ورفض العدوان والإبادة الجماعية:
لقد عرف العالم اليوم منْ هي (إسرائيل) ؛ إنَّها كيانٌ للنازيين الجدد، الذين هم نموذج للجريمة ضدّ الإنسانية، إنَّهم إرهاب دولة، إنَّهم عنصريون ساديون غارقون في دماء الأطفال، هذا الكيان هو تهديد حقيقي للبشرية وللسلم الدولي والأمن في العالم والمنطقة.
إنَّ مجابهة هذا الكيان النازي هي مهمَّة إنسانية عالمية، ونحن نحيّي ونشكر الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرّة التي خرجت في لندن وواشنطن ومدريد ولبنان واليمن وتونس والمغرب والأردن والكويت وإندونيسيا وماليزيا وكافة الشعوب التي خرجت في عواصم العالم، لتعلن رفضها للاحتلال، ولجرائمه وعدوانه، وتطالب الحريّة لفلسطين وللشعب الفلسطيني صاحب الحقّ في تقرير مصيره، كباقي شعوب الأرض.
إنَّ حراك وفعاليات الجماهير الغاضبة في كل قارات العالم مهم جداً..ومؤثر في الضغط على صناع القرار في العالم.. والضغط على أولئك القادة الشركاء في مجزرة القرن والذين أعطوا المجرم القاتل نتنياهو الضوء الأخضر ليرتكب المجازر وحرب الإبادة..
شعوب العالم تقف مع شعبنا.. تقف مع الحق.. وترفض وتدين الاحتلال الذي يمثل الشرّ والباطل والارهاب والنازية الجديدة.
نوجّه الدّعوة لتلك الشعوب الحرّة، بأن تصعّد حراكها وتضامنها مع غزة والشعب الفلسطيني، حماية لقيم الحرية والعدالة، ورفضاً للاحتلال ولحرب الإبادة الجماعية، التي يرتكبها بحقّ الأطفال والمدنيين، فتلك مهمَّة ومسؤولية إنسانية، يفخر بها كل إنسان حرّ.
يا شعوب العالم.. يا أحرار العالم.. واصلوا فعالياتكم.. إنَّ صوتكم أقوى من صواريخهم وإرهابهم.