قمتان عربية وإسلامية في الرياض لتهدئة غضب الشعوب وإسكاتها
بقلم: د. كاظم ناصر

تستضيف المملكة العربية السعودية قمتين استثنائيتين للدول العربية والإسلامية، يومي السبت والأحد القادمين، لبحث الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة؛ وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن المشروع المطروح على القمة العربية يتضمن وقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري لأبناء غزة؛ وأعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالج أن الهدف من عقد هاتين القمتين ” تحت قيادة السعودية هو الدفع نحو حل سلمي للصراع!”.
الشعوب العربية والإسلامية الغاضبة التي نزلت بأعداد غير مسبوقة إلى شوارع العواصم والمدن العربية والإسلامية لتعبر عن رفضها لهذا العدوان تتساءل ” ما الذي فعلته الدول الإسلامية، خاصة العربية منها، لنصرة الفلسطينيين منذ بدء العدوان حتى الآن؟ وما هي القرارات المتوقعة التي ستتمخض عن هاتين القمتين؟ وهل الهدف من عقدهما هو التصدي لإسرائيل والدول المشاركة في هذا العدوان أم لإجهاض المسيرات الجماهيرية وتهدئة غضب الشعوب وتطويقها وإسكاتها؟
الدول الإسلامية، خاصة العربية منها، لم تتخذ إية إجراءات حقيقية مؤثرة ضد هذه الحرب البربرية، من بينها طرد سفراء دولة الاحتلال وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، أو تجميد أو إلغاء اتفاقيات التطبيع، أو استخدام سلاح النفط والغاز، أو اتخاذ إي إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضدها وضد الولايات المتحدة ودول الغرب المشاركة في هذه الحرب، ولم تضغط على مصر لإبقاء معبر رفح مفتوحا لدعم أهلنا في غزة، واكتفت بإصدار التصريحات الجوفاء الانهزامية الخجولة المطالبة بوقف المجازر والدمار.
عار على دول المليار وثمانمائة مليون مسلم، وفي مقدمتهم الدول العربية ان تقف هذا الموقف المشين الانهزامي بينما رجال ونساء وأطفال غزة يتعرضون لحرب إبادة وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم؛ ونحن نسأل الحكام العرب الذين أقحموا جيوشهم، وأنفقوا مئات مليارات الدولارات لتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا أين جيوشكم وأموالكم؟ وهل الشعب الفلسطيني الذي ساهم بخبراته في بناء وازدهار دولكم، خاصة الخليجية منها، ويخوض هذه الحرب دفاعا عن فلسطين وعن أمته العربية يستحق صمتكم ولامبالاتكم؟
ودول التطبيع ما زالت تحافظ على علاقاتها مع دولة الاحتلال، والدول العربية جميعا لم تجرؤ على اتخاذ أي إجراءات ضد الولايات المتحدة والدول الأوروبية الداعمة لهذا العدوان، وتحاول خداع وتضليل وإسكات الشعوب العربية الغاضبة بعقد قمم وإصدار بيانات وتصريحات تدعوا فيها لوقف إطلاق النار خوفا على أنظمتها التي وضعتها بطولات وتضحيات الفلسطينيين في غزة والضفة في مأزق؛ فلا غرابة إذن في ما ذكرته صحيفة ” نيويورك تايمز ” الأمريكية يوم الأربعاء 8/ 11/ 2023 وهو ان السعودية ودول عربية أخرى ” تستجدي are beseeching ” الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة.
القمتان العربية والإسلامية لن تتمخضا عن شيء جديد، وبياناتهما الإنشائية الختامية التي ستستنكر هذه الحرب الصهيونية على غزة، وتطالب بوقف إطلاق النار، وبمنع تهجير الفلسطينيين كتبت وطبعت سلفا؛ ولهذا نقول لمن سيحضرون القمتين لماذا تتعبون أنفسكم وتصرفون ملايين الدولارات على اجتماعات لا قيمة لها كهذه؛ وهل اتخاذ قرارات حاسمة لدعم ونصرة الفلسطينيين يتطلب عقد قمم عربية وإسلامية ثبت فشلها!؟